القضية الفلسطينيةحيمري البشيرمأساة إنسانية

وجهة نظر على هامش الحرب الغير المتكافئة في الأراضي الفلسطينية

يبدو لي أن الفصائل التي قررت الخروج للمواجهة مع إسرائيل بعد حصار دام ستة عشر سنة وفي غياب تدخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن ،ووسط الصمت العالمي وغياب المبادرات من الدول الكبرى وفرض حلول على الأطراف المتصارعة للوصول إلى سلام دائم عن طريق خروج إسرائيل من الأراضي التي تحتلها غصبا ووفق المبادرات التي تقدمت بها الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بقبول السلطة الفلسطينية على الأراضي التي احتلتها ،وقبل الفلسطينيون على الحل الذي ينص على الأراضي التي تم التوافق عليها في مؤتمرات القمة التي انعقدت سواءا في المغرب وغيرها من الدول العربية ومن بينها مصر والعراق والأردن ووافقت عليها السلطة الفلسطينية في حدود سنة 1967 .إسرائيل مع كامل الأسف لم تعترف بقرارات الجامعة العربية ولا بقرارات منظمة المؤتمر الإسلامي واستمرت في السطو والسيطرة على مزيد من الأراضي وإقامة المستوطنات،وممارسة أبشع صور الإستيطان وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم مما دفع العديد منهم إلى الهجرة مرغمين لدول الجوار بسبب القمع الممارس عليهم من طرف إسرائيل ،ومصادرة أراضيهم . اضطر حوالي ستة ملايين فلسطيني الهجرة لدول الجوار لبنان وسورية والأردن وغيرها من البلدان ، والإقامة كلاجئين ومنهم من غادر إلى أمريكا أوأوروبا في فترات عديدة حتى وصل عدد اللاجئين خارج فلسطين لأكثر من ستة ملايين لاجئ .الفلسطيني الذي بقي متمسكا بأرض الميعاد لم ييأس وواصل المعركة إلى يومنا هذا .مايجري اليوم من صراع غير متكافئ بين جيش منظم يمتلك أقوى الأسلحة .وبين فصائل مسلحة غير قادرة على النزال لكنها فاجأت الجيش العرمرم الذي يمتلك أقوى الأسلحة الفتاكة،وكبدته خسائر فادحة في الأرواح ،بل زرعت فيهم الرعب ،حتى فقدوا السيطرة وطلبوا النجدة من الدول الكبرى وبالخصوص أمريكا ودول أخرى .حركة حماس الجهاد الإسلامي حققوا انتصارات بسبب مباغتة عدوهم .لكن هذه الإنتصارات دفعت إسرائيل إلى تطويق غزة وتكثيف القصف الجوي عليها،وتمنع دخول المؤن وقطعت الكهرباء والغاز فتعمقت أزمة الغزاويين أكثر.إسرائيل بدأت الأرض المحروقة للانتقام من حركتي حماس والجهاد الإسلامي .وفي غياب تدخل أممي لوقف المجازر التي ترتكبها إسرائيل .الأمم المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن تقف موقف المتفرج مما ترتكبه إسرائيل .العالم يتفرج على انتهاك إسرائيل لحقوق الإنسان وضحايا جرائمها من الشعب الفلسطيني يسقطون بالآلاف.والضمير العالمي في سبات عميق .لايمكن السكوت عما ترتكبه إسرائيل اليوم ومنذ مئات السنين في حق الشعب الفلسطيني .والصمت المطبق الذي عرفته القضية الفلسطينية منذ سنوات خلت والجمود الذي يعرفه الملف الفلسطيني الإسرائيلي وغض الأمم المتحدة الطرف عن التجاوزات التي ترتكبها إسرائيل يوميا في المسجد الأقصى في حق المصلين وتدنيس المسجدوضرب المصلين ومحاصرة المئات عند مداخل المسجد الأقصى واستمرار التهديدات لإحراقه وهدمه.كلها عوامل دفعت الحركات الجهادية للإنتقام مما يرتكبه المتطرفون اليهود في حق الأرض والإنسان الفلسطيني في غياب متابعة وتدخل من الأمم المتحدة ومجلس الأمن.إسرائيل ترتكب الجرائم اليومية في حق الشعب الفلسطيني وأمام أعين الكاميرات والقنوات التلفزية التي توثق يوميا الجرائم التي ترتكبها إسرائيل دون حساب من طرف الأمم المتحدة ومجلس الأمن .هذا السكوت والإنحياز المكشوف هو الذي دفع حركتي الجهاد الإسلامي وحماس للانتقام من الجيش الإسرائلي بمباغتته وتكبيده خسائر فادحة في الارواح واعتقال المئات.ودفع بإسرائيل للإنتقام بمحاصرة غزة وقصفها عشوائيا مدعيا أنها أهداف يلتجئ إليها قيادات الحركتين ،ومصانع الدخيرة العسكرية من دون أن تراعي السكان المدنيين .لن تستطيع لا حركتي الجهاد الإسلامي وحماس ولا إسرائيل حسم المعركةوالضحايا سيسقطون من الجانبين .والعالم من خلال مجلس الأمن والأمم المتحدة ،يجب أن تدعوان إلى اجتماع طارئ لمناقشة الوضع الخطير ،الذي سيتسبب في سقوط المئات من القتلى من الجانبين ويستفحل الوضع الإنساني في غزة المحاصرة أصلا برا وبحرا وجوا .ماحدث يفرض العودة لطاولات المفاوضات ،وفرض حلول وانسحاب إسرائيل من حدود السبعة والستين والتي كانت موضوع قرارات خرجت بها الجامعة العربية ومؤتمر القمة الإسلامية سابقا .إن الأمم المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن يجب أن يدعوا لاجتماع طارئ لمناقشة الوضع المتوتر بين الإسرائليين والفلسطينيين وفرض السلام بانسحاب إسرائيل وتفعيل القرارات الصادرة عن مؤتمرات القمة العربية والإسلامية.ومن دون ذلك لن يكون هناك سلام ولن يتوقف القتل من الطرفين .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

والدول

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube