أين دور مؤسسة المسجد من الأحداث التي تقع في فرنسا؟
إن التطور الدراماتيكي الذي تعرفه فرنسا ناتج في الحقيقة عن تراكمات سلبية كان يتخبط فيها المجتمع الفرنسي،وردة الفعل السلبية جدا للشباب بعد مقتل نائل،هو في الحقيقة انتقام لجيل يعاني لسنوات من العنصرية والإقصاء في سوق الشغل والكراهية والإسلاموفوبيا ،التي زكاها وزير الداخلية عندما ألبس ثوب التطرف والإرهاب للمسلمين السنة ،وهو بذلك يقصد مواطنو ومواطنات منحدرين بالخصوص من المغرب العربي .وهي تهمة خطيرة ماكان لتصدر من وزير الداخلية الفرنسي ذو الأصول الجزائرية .دعوة رئيس الدولة الحكومة لاجتماع طارئ ،يعني أن الأمور خرجت عن السيطرة ،وأن مسلسل الإعتقالات قد وصل إلى أرقام كبيرة لا تستطيع سجون فرنسا المليئة استعاب المعتقلين الجدد الذين وصلوا إلى المئات.ولم يبق مكانا للمزيد من الموقوفين .الشباب والشابات الذين واللواتي يعانين من الإقصاء والصفات التي ذكرت،وجدوها فرصة للنهب والسرقة والفوضى الخلاقة في غياب الأمن الذين لايريدون التدخل بعنف أواستعمال الرصاص الحي في إيقاف المجرمين .وهنا لابد من دور لمؤسسة المسجد للتهدأة والحفاظ على الأمن في البلاد.أعجبني كثيرا مداخلة أحد الأئمة الذي اختار صلاة الجمعة ليمرر خطابا واضحا ومسؤولا قدم فيه وجهة نظره من الأحداث التي تقع وطالب بالتهدئة وقدم النصيحة للجميع،حول كيف يجب أن يتصرف الشباب ،وضرورة الحفاظ على الأمن وعدم تخريب المؤسسات ولا المراكز التجارية لأنها ملك للجميع.إن دور الإمام يجب أن يكون فاعلا وأساسيا لتصحيح عدة مفاهيم وسلوكات منتشرة وسط الشباب المسلم في فرنسا وفي غيرها من الدول الأوروبية.إن تصريحات وزير الداخلية خلال السنتين الأخيرتين وإغلاق عدة مساجد بقرار من وزارة الداخلية وترحيل عدة أئمة وحل عدة جمعيات إسلامية ،كان بدافع عجزها وفشلها في معالجة المشاكل التي يتخبط فيها الجيل المزداد في فرنسا بالخصوص .إن الأحداث المؤسفة التي لازالت مستمرة هو انتقام جيل مزداد في فرنسا بسبب سياسة الإقصاء في سوق العمل ،وبسبب تنامي العنصرية في المجتمع الفرنسي ،وبسبب كذلك تصريحات وزير الداخلية الذي اتهم فيها المسلمين السنة بالتطرف والإرهاب .إن الأحداث التي وقعت دروسا يجب أن يتعلم منها الجميع ،تفرض مراجعة القرارات المتخذة من طرف وزير الداخلية ،وسن سياسة جديدة لبناء الثقة .لأن من يتهمهم بالإرهاب والتطرف هم جزئ لا يتجزأ من المجتمع الفرنسي ولا علاقة لهم بمجتمعات أخرى .إن من يعتبر الجيل المزداد في فرنسا وترعرع في فرنسا أجانب وأقصد المنتمي آباؤهم وأجدادهم للمغرب العربي ،هي قمة العنصرية والإقصاء تدفع هؤلاء للإنتقام من فرنسا وسياسة فرنسا بعد وقوع أي حادث مؤلم مثل الذي وقع .إن حادثة نونتير التي ذهب ضحيتها شاب عمره سبعة عشر سنة مؤلم وهز الرأي العام الفرنسي والدولي لا سيما وأنه كان الوحيد لأمه وكذلك بدافع تشم منه رائحة العنصرية وماحدث بتلك الطريقة ليس الأول بل العديد من الشباب فقدوا حياتهم ولم تتكلم عنهم وسائل الإعلام ليس فقط في فرنسا بل في العديد من الدول الأروبية .إن توجيه الأمم المتحدة انتقادا لفرنسا،بعد مقتل نائل قد حرك الضمير العالمي ،لمحاربة ظاهرة العنصرية ،وإعادة النظر في سياسة الهجرة ،وفي إدماج الأئمة ورجال الدين في معالجة المشاكل التي تتخبط فيها المجتمعات الأوروبية.من خلال حوار الحضارات وليس صدام الحضارات كالسماح للحاقدين على الإسلام بحرق القرآن ،تحت بند حمايةحرية التعبير كما وقع خلال الأسبوع في السويد .إن حرق القرآن ،اعتداء على كتاب مقدس لدى المسلمين ،يزيد من الإحتقان في المجتمعات الأوروبية ، وتزدادالكراهيةبين مكونات المجتمع
سنعود بتفصيل للحديث عن دور أئمة المساجد في معالجة المشاكل التي تتخبط فيها المجتمعات الأوروبية.ومقتل الشاب نائل يفرض فتح نقاش حول عنصرية الشرطة الفرنسية اتجاه الشباب من أصول مغاربية وإفريقية.ولوقف هذا المسلسل لا بد من محاكمة عادلة ومنصفة ورد الإعتبار لأهالي الضحايا لأنهم يطالبون فقط بالإنصاف ومحاسبة كل الذين يعتدون على حرية الآخر بدافع عنصري مقيت
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك