مأساة إنسانيةمجتمع

هل فعلا لم يعد للفقير مكانا للعلاج في المستشفيات المغربية؟

غبت لأكثر من ثلاثين سنة عن الواقع الحقيقي للمغرب ،وصدمت بحدث يتعلق بمواطنة مغربية من إحدى المدن الشرقية للمغرب ،زوجها منهك بالمرض،يعاني من الألم يوميا،عرضته من دون شك على المستشفيات العمومية،إلا أنها طولبت بمصاريف باهضة للعلاج،فالتجأت للناس تستجديهم لإنقاذ زوجها وأبو أولادها الذي يعاني من الألم يوميا ،وفعلا استجاب أهل الخير ،والخير لا ينقطع من أمة الإسلام ،إلا أنها في طريقها لتخبر الزوج المتألم تبخر حلمها بضياع ماقدمه رجال الإنقاذ والمتطوعون في المجتمع المغربي .كان حلمها إدخال الفرحة على الزوج المنهك،ليتخلص من الألم الذي أصبح يلازمه،ويؤرقه ،ويؤلم أسرته وأقربائه .هل فعلا لم يعد مكان للفقراء المرضى من المغاربة ،للعلاج في المستشفيات ، رغم أن الدولة وفرت العلاج لكل مواطن محتاج ،لا يملك قوت يومه <من خلال مايطلق عليه بالراميد ،أم أن هذا أصبح مجرد مصطلحات فضفاضة تستغل في الحملات الإنتخابية،لدى كل الأحزاب بدون استثناء،مادور الأحزاب السياسية والنقابات والمؤسسات المنتخبة ،إذا لم تعالج الأزمة الصحية التي يعاني منها المواطن الفقير.استبشرنا خيرا بتدشين جلالة الملك لأكبر مستشفى في إفريقيا بمواصفات عالمية،لكن صدمنا عندما علمنا أن المواطن المعوز الذي لا يملك مالا ،لا مكان له في هذا المستشفى أو غيرها من المستشفيات إذا لم يوفر مصاريف العلاج .أصبحت بصدق لا أفهم مايجري ،وتألمت كثيرا لهذه الزوجة المخلصة التي التجأت لوسائل التواصل الإجتماعي لجمع رصيد من المال لإنقاذ زوجها ،إلا أنها في طريقها إلى البيت لتبشر زوجها ضاع ماجمعه في الطريق،رسالتي الأولى للإنسان الذي وجد الرصيد الذي جمعته هذه المرأة التي يظهر من حالتها بأنها تنتمي للمغرب العميق ،أن يعيد البسمة لها ويرجع ماتمنحه المانحون من أبناء الشعب لها لكي تبقى متشبثة بالأمل في إنقاذ الزوج،ثم رسالة ثانية لوزير الصحة ،بالتدخل العاجل لإنقاذ هذا الفقير المعوز الذي يجب أن يكون له مكان للعلاج في مستشفيات الدولة المغربية،وبما أن هذه الحالة تبين بالواضح أن لا مكان للفقير في العلاج في مستشفيات الدولة ،وهي طامة كبرى لأننا فعلا تيقنا بأن المغرب في حاجة لنخب سياسية تدافع بمسؤولية على توفير سرير لكل مريض وتوفير العلاج بالمجان لكل معوز ،هكذا عرفنا المغرب قبل مغادرته لأكثر من ثلاثين سنة،والرسالة الثالثة موجهة لمغاربة العالم بعدم التفكير في العودة لعيش في المغرب لأن العلاج يتطلب مقابل ولم يعد بالمجان كما توفره دول الإقامة،والرسالة الاخيرة هو أن يفتح باب للتبرع لإنقاذ أب هذه الأسرة من خلال التبرع الذي عرف به أبناء المغرب في الغربة .وسأكون واحدا من المتطوعين للمساهمة في إنقاذ هذا الرجل الذي عجزت عن إنقاذه الدولة المغربية .ثم سؤال أخير مادور المؤسسات الإستشفائية التي صرفت عليها الدولة المغربية أموالا طائلة إذا لم توفر العلاج والطاقم الطبي الذي يوفر العلاج للمواطن الفقير.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube