نَشِِيـــدٌ أَنْدَلُسِي
مصطفى الزِّيـــن
وَقَالَتْ
– كَمَا لَوْ تَقُولُ بِنَبْضِي – : أَيَا مَا كَثِـيراً أكُونُ..
وَسْط َ الزِّحَامِ لِوَحْدِي أَلَمْلِمُ ذَاتِي ..
وَأَبْعَاضَ بَعْضِـي..
بِبَعْضِي ..
بِمَا يَتَبَقَّى لِأَجْـرَاسِ نَبْضِـي أفُـورُ ..
أَدُورُ.. بِهَا أَتَلَوَّى..
وَأَدْحُو بِمَاءٍ عَجِينِـي..
دِمَائِي وَدَمْعِي..
تَ ذَ رِّ ي…
غُ بَ ا ر ِي..
كَقُرْصَ سَخِـينٍ بِفُرْنِكِ ، أُمِّـي..
بِرَحْمِكِ ، أُمِّـي إِذَا مَا رَمَيْتِ خُبْزَكِ؛ أُمِّـي..
..تَشَوَّى تَلَوَّى تَحَمَّرَ ..
وابْيَضَّ، فَاسْوَدَّ أَحْوَى أَذُوبُ حَنِيناً..
لِمَا لَسْتُ.. أَدْرِي .. وَأْدْرِي..
لِمَنْ يُرَبِّتْ .. يُرَبِّتْ ..
فِي هَذَا الْمَسَاءِ ..
عَلَى كَتِفِ اسْتِدَارَةِ يُتْمِي وَنَهْدِ اسْتِعَارَةِ ..
وَقْتِـي فِي نِصْفِ اكْتِمَالِي وَجُرْحِي..
وَنَوْحِي
فَقُلْتُ: بِنَبْضِكِ نَبْضِـي أَنَا طَيْرُكِ فِي الْحَنِــينِ أَمَانِي وَصَقْرُ قُرَيْشٍ وَعَنْقَــاءُ كُلِّ زَمَــانِ وَمِنْ رَمَـادِي..
كَمَا انْطَفَأْتُ..
انْبَعَثْتُ وَقُمْتُ إِلَيْكِ..
أَلُـوذُ.. أَيَـا نَخْلَتِـي..
مِنْ وَرَائِي وَخَلْفِي أَمَامِي تَوَارَيْتِ عَنِّـي ..
تَنَــاءْيْنا عَنِّـا فَلاَ أَنْتِ فِي الْعِرَاقِ..
وَشَامِي حِجَازيِ بَعِيـــدٌ فَجِئْتُكِ غَرْباً فَغَرباَ..
جَلْجَمِيشَ التَّحَدِّي فَهَا نَخْلَتِـي..
نَحْلَتِـي فِي الْبِعَادِ عَلى صَخْرَةٍ ..
عِنْدَ مَجْمَع ِبَحْرَيْنِ، دُونِي أَيَـا عُشْبَتِـي وَخُلُودِي تَشَوَّى..
تَلَوَّى أمَـا أَنْتِ كُلِّي..
وَبَعْضِي..
وَذَاتاً ..
تَفُورُ..
تَمُورُ..
خِضَمَّ التَّكَــامُلِ..
وَالتَّجَلِّي؟! فَكُنَّاهَا أَنْدَلُساً فِي الْعِيَّـانِ كَمَا فِي الْأَمَانِي لَيَالٍ ثَمَانِي كَمَا الْحُلْمُ..
يُوتُوپْـيَا وَلُؤْلُؤَةَ المُسْتَحُيلِ..
جُمَــانَتَهَا فِي الـمَـكـانِ فَكَيْفَ أَسْتَعِيدُكِ عُشْبِي؟
وَمِنْ فَكِّ لِصِّ وَصِلٍّ وأَفْعَى الزَّمَــانِ؟! فَكَيْفَ أَلُمُّ..
أَضُمُّ غ ُبَ ا رِ ي…
تَ ذَ رِّ ي ..؟! أَيَـا أَبْعَـاضَ بَعْضِـي وَجُلِّي وَكُليِّ وَنْخْلَتِي صَبَاحِي /مَسَائِي وأنْدَلُسِي.. تَلُوحُ لِي فِي سَمَائِي..