أخبار المهجر

موقع مغاربة العالم في توصيات النموذج التنموي الجديد بالمغرب

في بحر الاسبوع الماضي تقدمت لجنة صياغة توصيات النموذج التنموي الجديد بالتقرير النهائي أمام العاهل المغربي والذي كان طويلا – 147 صفحة – والذي استغرق طويلا أكثر من سنة ، والذي جمع نخبة من المغاربة المثقفين 35 شخصية يحضى كل واحد منهم بتخصصات مهمة .

للتذكير ، فقد سبق هذه التقرير ، نموذج أخر بخصوص التنمية ، لكن تم الغائه في بداية سنة 2017 ، والسبب هو أنه لم يعطي نتائج كبيرة ، رغم أن المغرب حقق خطوات جبارة .

قرأت التقرير من البداية الى النهاية والذي جاء مفصلا في 147 صفحة شملت قطاعات مختلفة وتوصيات وتحفيزات وتنويهات وتصورات ومقترحات و…

في هذا المقال سوف أقف عند موضوع الجالية المغربية بحكم الانتماء الى هذه الشريحة من مغاربة العالم ، وبحكم المساهمة في تنوير الرأي العام بين الحين والاخر من خلال مقالات ذات طابع خاص .

الجالية المغربية في التقرير جاءت في صفحة واحدة تحمل رقم 141 . وخلاصة ما جاء في هذه الصفحة يتلخص في ثلاثة نقط :

تعزيز مجلس الجالية

تحفيز مغاربة العالم ذوي الكفاءات العالمية في القطاعات المتطورة والتكنولوجيا الجديدة وقطاع البيولوجية واحداث قاعدة بيانات يمكن للمؤسسات المغربية الولوج اليها .

وأخيرا ، احداث وكالة ثقافية خاصة لترويج الثقافة المغربية .

وعندما نقرأ توصيات النموذج التنموي يلح التقرير منذ البداية على الخيار الديموقراطي وارساء العدالة الاجتماعية والمجالية وتنمية الفرد من خلال التكوين والمتابعة .

نحن كمغاربة العالم يحق لنا أن نطرح بعض الاسئلة بخصوص هذا التقرير ، أولا بما أن التقرير مبني على الخيار الديموقراطي أريد أن أوضح للجميع أن مجلس الجالية الذي يعتبر النواة الاولى والناطق الرسمي حسب الدستور المغربي، يعتبر غير قانوني لان مدة الانتداب انتهت منذ سنة 2011 ، وهو ما يعني انه خارق وخارج عن القانون المنظم للمؤسسات المغربية ،وهو ما يعني أنه كيان غير ديموقراطي ، ورغم كل هذه المعطيات الصريحة ، جاءت في توصيات النموذج التنموي كلمة تعزيز مجلس الجالية ، وهو ما يعني أن المنكبين على صياغة القرار لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن القانون المنظم لهذه المؤسسة التي تتكلم باسم الجالية المغربية ، والتي لا يقل شأنها حيث تلعب دورا مهما في السياسات المالية من خلال ضخ أموال طاءلة في خزينة الدولة بالعملة الصعبة .

الدور الطلائعي الذي تنتظره الجالية يبقى هو انتقال الخطاب من الانشاء الى التطبيق ، بما فيها النواة الاولى في هذا الموضوع الشاءك ، أعني مجلس الجالية ، ثم يأتي دور المشاركة السياسية سواء بطريقة مباشرة ، أو غير مباشرة في سياسة البلد الاصل – المغرب – .

النقطة الثالثة والتي لازال مغاربة العالم يعانون منها هي غياب الجهة المسؤولة عن التواصل ، وقد ظهرت حدة هذا المشكل مع ظهور وباء كورونا حيث عاشت فئة من مغاربة العالم مشاكل عويصة اٍبان تواجدها بالمغرب وفقدت أعصابها جراء طول الانتظار في ظل غياب أي جهة تستقبل شكاياتهم ، والدليل هنا أن عملية مرحبا لهذه السنة مثلا لازالت تلفها ضبابية رغم اقتراب العطلة الصيفية .

وهكذا يمكن القول أن التقرير بصفة عامة جاء انطلاقا من تصورات وليس من الواقع المعاش .

للتذكير هناك فرق شاسع بين التصور وبين الواقع ، وهناك فرق بين زوايا الرؤيا وبناء المواقف من تراكمات كثيرة .

استرجاع الثقة بين المواطن والمؤسسات لا يأتي من فراغ ، بل يكون من جدية الخطاب والتواصل المستمر ، وحسن نية الاصلاح ، وصراحة في المحتوى .

محمد بونوار

كاتب مغربي مقيم بالمانيا

.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube