إقتصادمراد العمراني الزكاري

خطوة جديدة لفك إرتباط الدولار بالنفط

بقلم : مراد العمراني الزكاري.( الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية)

العقوبات الأمريكية المفروضة على الشركات الأوروبية، التي تتعامل في مجال النفط مع إيران، بعد إنسحاب واشنطن من الإتفاق النووي مع إيران (5+1)، ستدفع الاتحاد الأوروبي، جنبا إلى جنب مع الصين، وروسيا، إلى البحث عن بدائل في تجارتهم وإستثماراتهم النفطية مع إيران، بعيدا عن عملة البترودولار، التي ظلت تسيطر على هذه التجارة العالمية، منذ إتفاقية جامايكا سنة 1976، والخاصة بربط الدولار بالنفط.

وعلى هذا أعلنت بروكسيل عن نيتها بإنشاء ما سمي بـ (مركبة أغراض خاصة غير محددة- SPV)، بغرض تفادي التعامل بالدولار في التجارة النفطية مع إيران، ومن ثم تفادي أي عقوبات أمريكية محتملة من قبل وزارة الخزانة الأمريكية، على الشركات الأوروبية، أو مصادرة عوائد النفط الإيراني في بنوك أوروبا، من خلال نظام المقاصة الخاص بنظام المدفوعات سويفت، الواقع تحت السيطرة الأمريكية، مثلما حدث سنة 2012.

تشمل الإتفاقية، كل من الاتحاد الأوروبي، وإيران، والصين، وروسيا. ووفقا لتقارير الاتحاد الأوروبي، تم تصميم خطة (SPV)،على غرار نظام المقايضة السوفياتي الذي استخدم خلال الحرب الباردة، لتجنب العقوبات التجارية الأمريكية ، حيث يتم تبادل النفط الإيراني، بإسلوب مقايضة متطورة، مقابل البضائع، دون أي أموال تستقبلها إيران، تمر عبر النظام المصرفي العادي.
أيضًا ستسمح هذه الإتفاقية، بإنشاء وسيط مالي دولي متعدد الجنسيات، مدعوم من بروكسيل، والصين، وروسيا، يهدف إلى تسهيل المدفوعات المتعلقة بجميع الصادرات الإيرانية، حيث يسمح للشركات التي تتعامل مع إيران عقد صفقاتها بالاورو، والجنية الإسترليني، بديلًا عن الدولار.

وعلى هذا واستمرارا للغطرسة الأمريكية، والسياسة العدوانية الموجهة لا على إيران فحسب، حيث تقع مقدرات ومستقبل القارة العجوز، في مرمى قوس نيران هيمنة الدولار الأمريكي على التجارة العالمية، ربما ستسعى بروكسيل حال نجاح هذه التجربة، وفقا لقدراتها على تحدي واشنطن، وعلى المدى المتوسط، إلى إنشاء نظاما بديلا عن نظام سويفت، يؤمن لها حركة التجارة العالمية، مما سيجذب دول عديدة في المستقبل، للإنضمام إلى هذا المسعى، من أجل القضاء لا على قوة العقوبات الأمريكية فحسب، بل على هيمنة الدولار على النظام المالي العالمي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube