حيمري البشيرمأساة إنسانية

25 يونيو ذكرى ميلادك أيها الراحل العزيز

غادرتنا من دون وداع.ومنذ رحيلك ونحن نعيش آلام الفاجعة.لم نقدر طي الصفحةونسيان ذلك الوجه الوسيم.القلب الرحيم ،العقل الثاقب،لم نكن نتوقع هذا الرحيل المفاجئ ،خصوصا وأننا اتفقنا على القيام بجولة عبر ربوع الوطن ،اتفقنا على متابعة المقابلة النهائية في كأس العرش في الرباط والتي فازت بها النهضة ووعدتك بأخذ صورة لك وأنت تحمل كأس العرش كماحملتها في كرة السلة عندما فازت النهضة البركانية.اتفقنا على أن تكون الرحلة قصيرة وعلى حسابي واتفقنا كذلك أن تبدأ رحلتنا الأحد لكن خرجت مساء الخميس الأسود بعدما تمتعنا معا بفوز النهضة البركانية ،خرجت للقيام بجولة قصيرة والعودة إلى البيت للإستعداد لإحتفال بعيد الأضحى .وبعد طول انتظار اتصلت بك التي أرضعتك وكانت مرتبطة بك فقلت لها أنا في الطريق ياماما ،وكانت هاته كلماتك الأخيرة.طال انتظارنا واتصلنا عدة مرات بدون أن تجيب .لم نكن نتوقع أنك تحتضر بعد أن صدمك أحدهم وهويجري بسرعة فائقة.سمعنا دقات بالبيت فكان رجال الشرطة جاؤوا ليخبرونا بالحادث ،أخذونا في سيارتهم إلى المستشفى فكانت ليلة ستبقى في الذاكرة حتى يحن الرحيل للقائك في الجنة إن شاء الله ..كنت غائبا على الوجود .هكذا بدأت المأساة ولازلنا لحد الساعة لم نعرف تفاصيل ماجرى . صدر حكم ولم يتم توجيه الدعوة لنا وللمحامي الذي نصبناه للدفاع عن الملف. وحضور الجلسة .لم نكن نتوقع أن يحدث هذا في دولة كنا نعتبرها حريصة على ضمان حقوق المتقاضين ،وإنصاف عائلة فقدت شاباطموحا أنهى دراسته الثانوية بتفوق وكان طموحه أكبر أن يدرس في كلية الهندسة في الطاقات المتجددة.وكان يحلم دائما أن يتابع دراسته العليا في الولايات المتحدة.كنت من المعارضين للفكرة لكن عندما أتيحت لي فرصة للمشاركة في ندوة بمدينة نيويورك مدينة التعدد الثقافي غيرت موقفي من أمريكا التي كنت أعتبرها دولة إمبريالية .فشجعته على مواصلة المثابرة لتحقيق حلمه وحلمنا جميعا بالتخرج من إحدى الجامعات الأمريكية .تمر سنتان على رحيلك .لكن مرت كابوسا مزعجا ،لم نستطع الخروج من الفاجعة.أزورك كل صباح وأجد طيورا بيضاء في انتظاري لأقدم لها مايطفئ جوعها.كانت بمجرد أن أتوقف بالسيارة تقبل للترحيب بي ،أقف على قبرك ،أناجيك وأدعو لك راجيا من الله أن تسمع مناجاتي لك ودعائي لك بالرحمة والمغفرة .أستأنس بك وتستأنس بي أنظر بعمق تحت التراب وأتوق لابتسامتك .كنت دائما عندما تسافر ونلتقي تقول لي باللهجة المغربية<توحشتك بابا>وأرد بالمثل .كنت صاحب قلب كبير ،قلب حنون ،عقل ثاقب عندما نتناقش في الأمور السياسية.حضرت معي في ندوات وكان آخرها ندوة في مكناس سجلت مداخلة لي في الندوة العلاقة الكبيرة التي كنت أربطها مع شخصيات عدة يراها هو لأول مرة. قلت لي آنذاك اليوم عرفت قيمتك أبي عند الكثير.زادني ذلك فخرا فقلت له أنت خير خلف لخير سلف ستكون بالثقافة التي تحمل خير من يمثل العائلة بل فخر العائلة إن شاء الله .تمر سنتان ولم نستطع نسيان ماجرى .خطفتك يد المنون مبكرا وأنت في بداية مسارك الجامعي ،لن ننساك أبدا.أصبحنا نتوق لقاءك ونسأل الله جل جلاله أن يجمعنا معك وأن تكون شفيعا لنا يوم لقاء الله .تذكرتك يوم عيد ميلادك وكنا دائما ندعوك لتناول الوجبة التي تحبها في إحدى مطاعم شارع المشي.لكن هذه السنة في 25من يونيو لم تعد بيننا فنخرج صورك لنتذكر خصالك الحميدة وابتسامتك التي لا تفارقك أبدا .لازلت أحتفظ بكل شيئ يتعلق بك جواز سفرك بطاقة الجامعة ،وكل الوثائق التي تتعلق بك.غادرت وبقيت في القلب وفي الذاكرة صورتك وضحكتك وحركاتك وهدوءك وحبك لكل أفراد العائلة .كنت تحب الصغار ويحبونك، ويتهافتون للقائك ولمداعبتك لهم .كنت متألقا في كرة القدم ،مدافعا قويا بقامتك الطويلة،أتذكر يوم التقينا حكيم زياش وكم كنت سعيدا بهذا اللقاء ،اتفقنا أن نسافر معا لمتابعة إحدى مقابلات فريق الشيلسي في لندن خصوصا بعد انتقال حكيم زياش إليه لكن تشاء الأقدار أن ترحل ورحل كل شيئ معك .في السنة الثانية من رحيلك أيها العزيز نترحم عليك في هذا اليوم وندعو الله أن يرزقنا الصبر الجميل وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة آمين

أبونضال حيمري

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اللهم عوض شبابه في الجنة وأدخله اعلى المراتب، اللهم أبدله بيتاً خيراً من بيته وأهلا خيراً من اهله، اللهم و اغفر له ، و اجعل قبره روضة من رياض الجنة 🤲
    اخي سي البشير جعل الله صبركم و احتسابكم مفتاحا لجنان العدن إن شاء الله 🤲

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube