بيانات

من التطبيع إلى الصهينة .. التفريط في السيادة الوطنية إيذان بضياع الوطن!

في مشهد حافل بأجواء هستيرية من كثرة وتعدد مظاهر وخطوات التطبيع .. يزداد سعار أجندة صهينة المغرب على أكثر من صعيد يجعل المغاربة الأوفياء لقيمهم الوطنية الأصيلة يتساءلون بكل غضب: هل ما تزال قضية الصحراء المغربية التي تم بها تدشين التطبيع تشكل مبررا صالحا لتمرير كل هذا السقوط الصهيوتطبيعي؟ أم أن القضية الوطنية لم تكن سوى غطاء لغسيل عملية صهينة ممنهجة أصبحت معها حتى القضية الوطنية نفسها في حالة من التيه والبؤس بل والإهانة مع تكرار وقائع الميوعة السياسية والدبلوماسية في مغرب ما بعد اتفاق الشؤم التطبيعي.
إن جردا بسيطا لعدد من الوقائع في الفترة القليلة الماضية يعطي مؤشرات جد خطيرة على أن مقاليد الأمور انفلتت حتى عن سقف التطبيع الكلاسيكي وصارت بالبلاد باتجاه سرعة جنونية نحو تخريب متعدد الأبعاد لثوابت الشعب المغربي ورموزه الحضارية بما يشكله هذا المسار من تهديد جدي لبنية التلاحم الوطني بالنسبة للقضايا الجامعة للأمة المغربية ..
لقد تابع أغلب المغاربة بكل استياء ما تم من جريمة مركبة بحقهم وبحق تاريخهم في عملية تهريب ما سمي حفل افتتاح مكتب القناة الصهيونية “إسرائيل 24” في قلب العاصمة الرباط، بالموقع الأثري قصبة شالة.. تم الاحتفاء بقناة صهيونية في ذكرى مجزرة جيش الاحتلال في حق مغاربة القدس واغتصاب حارة المغاربة بها سنة 1967و بعيد أيام قليلة على إغتيال الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة والاعتداءات المتواصلة على المصلين في المسجد الأقصى ..
وفضلا عن رمزية الزمن والذكرى، فإن الاحتفاء الاستفزازي تعمد كذلك استهداف رمزية المكان لما للموقع الأثري “شالة” من خصوصية لارتباطها بذاكرة الرابطة المغربية الفلسطينية في عنوان السلطان أبي الحسن المريني، صاحب المصحف المخطوط المسروق من متحف المسجد الأقصى لفائدة ما يسمى “المكتبة الوطنية الإسرائيلية” بعد اغتصاب حارة المغاربة.
وتزداد العربدة الصهيونية من خلال جولات “مسؤول مكتب الاتصال الاسرائيلي” بالرباط وترويجه لقصاصات إعلامية ودعائية تمعن في إهانة الشعور الوطني العام للمغاربة مثلما تم في مدينة شفشاون التي اعتبرها هذا الصهيوني مدينة “الازرق والأبيض” في إشارة إلى الوان العلم الصهيوني .. موازاة مع إقحام فرقة هامشية للحضرة الشفشاونية في الأحندة الصهيوتطبيعية وتنظيم زيارة لها الى كيان الغصب والاحتلال، في ظل احتفالاته باغتصاب القدس واستهداف المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي..
ويبقى ما جرى في الدار البيضاء فيما سمي “المنتدى المغربي الاسرائيلي” STARTUP NATION CENTRAL نهاية شهر ماي الماضي بإشراف مباشر وحضور شخصي للمستشار أزولاي ومعه 3 وزراء بالحكومة وما صاحب ذلك من إهانة كبرى للمغرب، شعبا ودولة .. تجاوزت التطبيع.. إلى طعن قضية الصحراء المغربية علانية عبر بث شريط فيديو بالمنصة الرسمية يفصل الصحراء عن أرض الوطن .. دون أن يقوم المسؤولون الحاضرون بأي رد فعل أو التعبير عن أي موقف إزاء هذه الإهانة المتعمدة !! وهو ما يفضح بهتان التطبيع مقابل الصحراء إذ كيف يتم تبرير التطبيع بقضية الصحراء فيما يتم بترها رسميا في حفل رسمي شارك فيه حتى رئيس الكيان الغاصب شخصيا بخطبة منقولة بالصوت والصورة
وينضاف إلى هذه الواقعة المخزية بشكل جد خطير وغير مسبوق.. ما قيل عن توقيع 13 اتفاقية بإشراف آزولاي و3 وزراء بالحكومة اتخذت لها عنوانا: توحيد الهياكل الحكومية بين الطرفين
إنه الانحطاط إلى أقصى مستويات الخزي عندما يتم الحديث عن توحيد هياكل بين دولة ترأس لجنة القدس.. وكيان إرهابي عنصري غاصب يحتل ويستهدف القدس بالتهويد والاستيطان والتدمير للمسجد الأقصى المبارك لبناء الهيكل المزعوم واضطهاد المرابطين الصامدين على أرضهم وتدمير منازلهم على رؤوسهم في القدس..
وعندما يدخل مسار الصهينة إلى الحياة المدرسية والتعليمية.. ويصل إلى مؤسسات التعليم العالي عبر ما تم من توقيع اتفاقيات بين الوزير المغربي ووزيرة الكيان الإجرامي في بحر الأسبوع الحالي فإن ذلك يدفع بالبلاد نحو صهينة الأجيال المقبلة وربط السيادة التربوية والتعليمية بعجلة كيان صهيون في عملية تثير أكثر من سؤال حول حقيقة هوية وانتماء ووطنية وأمانة المسؤولين القائمين على قطاعات التعليم .. والثقافة والهوية بالبلاد .. وهو الأمر الذي يجعل من مسؤولية الحركة النقابية في قطاع التعليم.. سواء الأولي والثانوي أو العالي.. مسؤولية وطنية كبيرة في التصدي لمخططات الصهينة والتخريب .. حيث تجدد مجموعة العمل تحيتها هنا لكل الهيئات والأصوات الوطنية المرابطة على ثغر الدفاع عن الأمن التعليمي والجامعي..
وفي نفس سياق محاولة الصهينة الشاملة، لا يمكن إغفال خطوة أخرى لا تقل خطورة تمت في نفس الفترة وتتعلق بالتعاون الاستخباري بين المغرب والكيان العنصري فيما يتعلق ب “حماية” المعلومات الشخصية، وهو ما يتهدد المعطيات الخاصة للمغاربة عندما تدخل في دائرة ” التعاون” مع أجهزة الكيان الاستخبارية ..
إن مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين.. ومعها كل أحرار الوطن، وهي تبسط أمام الرأي العام كل هذه المستجدات الخطيرة، بعد التنبيه لجريمة الاحتفال بذكرى اغتصاب فلسطين على أنه “عيد استقلال إسرائيل الشقيقة” كما جاء في الدعوات الرسمية للاحتفال يوم 15 مايو الماضي بمراكش، تتوجه إلى أصحاب القرار السياسي والدبلوماسي في البلاد بالسؤال عن مصير الوطن ومؤسساته الدستورية ومسؤولياتها تجاه الوطن وقضاياه وثوابته التاريخية والحضارية أمام ما يجري من حالة ميوعة طافحة متسارعة الخطى نحو تلاشي العناوين الجامعة بين الشعب والمسؤولين في الدولة بما يهدد الحاضر والمستقبل القريب قبل البعيد
إن المجموعة، وهي تقف على حالة العبث الشامل بالبلاد على أعتاب التطبيع التخريبي المتعدد الأبعاد، تنبه لخطورة كل هذا الاندفاع في تبييض وجه كيان إجرامي مارق وما يقترن به هدا الاندفاع من تفريط في السيادة الوطنية ..
وعليه، فإن المجموعة؛
تهيب بكل ذي ضمير وطني حر سواء بمركز القرار بالدولة أو في أوساط المجتمع وهيئاته المدنية .. أن ينهض بشكل فوري وحازم لوقف التطبيع وحماية أمننا القومي الوطني.
مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين

السكرتارية الوطنية

الرباط في 10 يونيه 2022

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube