مستجداتمقالات الرأي

كنز تروبيك…عطية السماء


بقلم: عمر بنشقرون، مدير مركز المال والأعمال بالدارالبيضاء

لقد تمت الإشارة في مقالاتي السابقة إلى أن غنى اقاليمنا الجنوبية بالفوسفاط لا يقل على غنى سواحلها البحرية حيث يوجد جبل تروبيك.
نعم، بفضل هدية الاهية، ستصبح مملكتنا الشريفة أغنى مكان في العالم وأكثرهم طلبًا للاستثمار من قبل القوى العظمى. فبفضل فريق عمل استكشافي بريطاني، تم اكتشاف جبل تروبيك الذي هو عبارة عن بركان قديم عمره 119 مليون سنة حيث يتألف من رواسب من التيلوريوم بمحتوى أعلى بمقدار 50000 مرة من تلك الموجودة في الرواسب الأرضية. و التيلوريوم مادة شبه معدنية ضرورية لتطوير الخلايا الكهروضوئية تستخدم في تصنيع المكونات الإلكترونية. و وفقًا لهؤلاء المكتشفين، ستكون وديعة التيلوريوم الأكبر في العالم (10٪ من الاحتياطيات العالمية المعروفة). علاوة على ذلك، سيحتوي هذا الجبل القاع بحري على كمية كافية من الكوبالت لتصنيع أكثر من 270 مليون سيارة كهربائية، وهو ما يمثل حاليًا 54 ضعف أسطول العالم من هذا النوع من المركبات، ما دفع الاتحاد الأوروبي رسميا إلى اعتبار هذه المعادن “مواد خام إستراتيجية للغاية”. وبعدما قامت إسبانيا بمطاردة المغرب في تحديد وترسيم حدوده البحرية على الأطلسي وفقًا للقانون الدولي واتفاقية قانون البحار، يجب ألا نشك للحظة واحدة في المساهمة الفعالة للمخابرات الأمريكية لتخليص مملكتنا الشريفة من عناء المواجهة الديبلوماسية مع الجارة الايبيرية والاتحاد الأوروبي. وفي هذا الصدد، و على سبيل المثال، نعلم أن شركة TESLA الأمريكية العملاقة هي حاليًا الشركة الرائدة عالميًا في صناعة السيارات الكهربائية بنسبة 100٪. فهي متقدمة جدًا من حيث التكنولوجيا مقارنة بالشركات الأوروبية. وللحفاظ على ريادتها، فإنها بحاجة إلى الكثير من الكوبالت إن أرادت زيادة إنتاجها وتطوير مبيعاتها الدولية. فلذلك، لن تعد معادن جبل تروبيك مجرد أمنية للصناعة الأمريكية ولكنها ضرورية من أجل سيطرتها المستقبلية على قطاع واعد للسيارات. ولعل المناورات البحرية والجوية المشتركة لعام 2019 بين المغرب والولايات المتحدة قبالة الساحل الجنوبي للمغرب بما في ذلك الأراضي البحرية المغربية التي تم ضمها آنذاك خير دليل على ذاك التقارب الجيوستراتيجي الذي أفضى مغزاه إلى اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بأحقية المغرب على صحرائه. و حتى الطائرات العسكرية التي حلقت آنذاك فوق جزر الكناري دون أي رد فعل من إسبانيا فسر ضمنيا قوة التحالف المغربي- الأمريكي.
ومع مرور الأحداث باتباع سياسة ديبلوماسية متزنة ورصينة هادفة، خلافا عما تروج له ادعاءات البوليزبال و سياسة الكابرانات، استطاع المغرب كسب ود تحالف دولي أمريكي- بريطاني- اسباني- إسرائيلي من شأنه الرفع من قيمة وجودة العلاقات الدولية والتي ستثمر بلاشك وفي المستقبل القريب في خلق استثمارات ستعود بالنفع على الكل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube