أخبار دوليةمستجدات

التفاصيل المؤثثة لموقف تركيا من طلب السويد وفلندا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي

أحمد رباص – حرة بريس

لم تستسغ هلسنكي وستوكهولم
ترددات تركيا بشأن اندماج فنلندا والسويد في حلف شمال الأطلسي. فقد كسر البلدان الاسكندنافيان للتو حيادهما التاريخي عندما بعثا بترشيحهما إلى منظمة حلف شمال الأطلسي.
لكن الحكومة التركية اعربت عن تحفظاتها بشأن اندماج هاتين الدولتين الشماليتين في الناتو، مع ما صاحب ذلك من تردد استعصى على هلسنكي وستوكهولم ابتلاعه، بينما كسر البلدان الاسكندنافيان حيادهما التاريخي عندما أرسلتا رسائل طلب الانضمام إلى منظمة الحلف الأطلسي. وإذا كان لا بد من أن يوافق جميع أعضاء التحالف العسكري على الترحيب بعضو جديد، فقد وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السويد وفنلندا بـ “حاضنتي” الجماعات الإرهابية.
في الوقت نفسه، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الذي يزور الولايات المتحدة، إنه يتعين على البلدين تقديم ضمانات أمنية صريحة ورفع القيود المفروضة على صادرات الأسلحة التركية. واضاف قائلا: “موقفنا واضح جدا وشفاف. هذا ليس تهديدا ولا مفاوضات لخدمة مصالحنا”.
فيما سعى أعضاء آخرون في الناتو للتقليل من أهمية التهديدات التركية. وقد كان الفنلنديون، بحكم طبيعة شخصيتهم، دبلوماسيين مرنين في البحث عن حل ودي لحل الموقف.
وقال الدكتور بول ليفين، مؤسس ومدير معهد الدراسات التركية في جامعة ستوكهولم، ل(يورونيوز) إنه يعتقد أن مصدر قلق تركيا الرئيسي هو وجود نشطاء حزب العمال الكردستاني في تركيا، وأضاف أن “هذا ما تعتبره تركيا تهديدا من حزب العمال الكردستاني هو قضية أمنية وطنية مركزية بالنسبة لتركيا. السويد لا تشارك بالضبط نفس المنظور بشأن هذا التهديد “.
ويعتقد الأكاديمي أن هذه نعمة بالنسبة لتركيا. الآن بعد أن طلبت السويد الانضمام إلى الناتو، لدى تركيا الفرصة لتأكيد موقفها وإجبار السويد على أخذ ذلك في الاعتبار.
كما يعتقد الدكتور ليفين أن الدافع الرئيس الإضافي الثاوي وراء موقف أردوغان هو القضايا السياسية الداخلية في أفق انتخابات صيف 2023 ، التي يمكن إجراؤها إستباقيا في خريف هذا العام بحسب بعض الشائعات.
وأضاف أن “أردوغان ليس في وضع جيد في استطلاعات الرأي. يبدو أن الخسران قد يكون قدره. يمكن أن يكون ذلك شيئا مرغوبا فيه من لدن جزء كبير من الشعب التركي.”
وإذا كان الشتات الكردي أكبر بالفعل من أي مكان آخر في السويد ودول الشمال الأوروبي الأخرى، يصنف حزب العمال الكردستاني في تركيا على أنه منظمة إرهابية ولا يُسمح له بالعمل بحرية. كما أنه من الصعب رؤية كيف يمكن فعلاً القيام بقمع “النشطاء الأكراد”، الذين يطالب الرئيس أردوغان مصرا برؤوسهم.
بالمقابل، لا يعتقد سنان أولجن، الدبلوماسي التركي السابق ومدير مركز دراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية الكائن مقره بإسطنبول، أن تركيا ستنتهي بمنع انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو، لكنه يعتقد أنه يمكن أن يحاول التفاوض بشأن أي تعويض لصالحه من أجل انضمامهما. وفي رأيه، لتركيا مطالب مشروعة. مثلا، يجب على السويد رفع حظر الأسلحة عن تركيا. وقال ل(يورونيوز) “ليس من المعقول أن تكون عضوا في الناتو وأن تفرض حظرا على السلاح على عضو آخر في نفس الحلف”.
ثمة حجة أخرى أثارها الدكتور ليفين وهي أن تركيا تريد طائرات مقاتلة من طراز F-16، كما ترغب في إعادة دمجها في المشروع الأمريكي لتطوير وإنتاج طائرات مقاتلة من طراز F-35 ، والتي تم استبعادها منها بسبب شرائها أنظمة صواريخ روسية مضادة للطائرات.
ويعتقد سنان أولجن أيضًا أن تركيا ستطلب من السويد أن تكون أكثر ضراوة ضد حزب العمال الكردستاني و “التوقف عن تزويد وحدات حماية الشعب بالأسلحة والتمويل” ، وهي جماعة تعتبرها أنقرة تحت السيطرة المباشرة لحزب العمال الكردستاني. كلاهما (بول ليفين وسنان أولجن) يعتقدان أن المفاوضات ستجرى بين الدول الثلاث، وربما مع أعضاء آخرين في الناتو. هذا، على الرغم من أن الرئيس أردوغان قال إنه من غير المجدي إرسال فرق من الدبلوماسيين السويديين والفنلنديين إلى تركيا لإجراء محادثات.
واعتبر ماثيو بريزا، المسؤول السابق في البيت الأبيض والدبلوماسي الأمريكي، أن تركيا تتفهم القيمة الاستراتيجية لإدخال فنلندا والسويد إلى الناتو. لكن بالنسبة له، أنقرة محقة في استغلال الوضع. هذه هي الفرصة المثالية للفت انتباه العالم إلى قضية تشغل بالها.
مثله مثل الدكتور ليفين، لا يعتقد بيريزا أن تركيا ستمنع حقا البلدين من الانضمام إلى الناتو، لكنها تبحث عن تنازلات.
من منظور آخر، كتب سيرغي مانوكوف، على صفحات (إكسبرت رو)، مقالا تحت عنوان “تركيا برّدت حماسة الفنلنديين والسويديين”
تطرق فيه للمأزق الذي حشرت فيه السويد وفنلندا نفسيهما بطلب الانضمام إلى الناتو.
وجاء في المقال: عقدت فنلندا والسويد أول مفاوضات شاملة مع تركيا بشأن انضمامهما إلى الناتو. وانتهت المفاوضات كما كان متوقعا بالفشل. فقد جاءت الأطراف إليها بمواقف لا يمكن التوفيق بينها، في الواقع.
ومع ذلك فقد جاؤوا. فبما يخالف كلام أردوغان بعدم جدوى الحضور، وصل وفدا فنلندا والسويد إلى تركيا لإجراء محادثات بشأن الانضمام إلى الناتو. هلسنكي وستوكهولم، بحاجة إلى هذه المفاوضات من أجل الخروج من المأزق، أو الوضع الذي نشأ بسبب عدم دراسة موضوع دخولهما جيدا. واستناداً إلى تصريحات الوزراء الفنلنديين، فقد وُعدوا شفهياً بأنه “لن تكون هناك مشاكل.
موقعنا يتعرض لهجوم كبير! نطلب منكم متابعتنا في التلغرام وتفعيل خاصية التنبيهات على موقعنا لتصلكم آخر الأخبار ولتكونوا في صورة ما يحدث في العالم.
تحت العنوان أعلاه، كتب سيرغي مانوكوف، في “إكسبرت رو”، حول المأزق الذي حشرت فيه السويد وفنلندا نفسيهما بطلب الانضمام إلى الناتو.

وجاء في المقال: عقدت فنلندا والسويد أول مفاوضات شاملة مع تركيا بشأن انضمامهما إلى الناتو. وانتهت المفاوضات كما كان متوقعا بالفشل. فقد جاءت الأطراف إليها بمواقف لا يمكن التوفيق بينها، في الواقع.
ومع ذلك فقد جاؤوا. فبما يخالف كلام أردوغان بعدم جدوى الحضور، وصل وفدا فنلندا والسويد إلى تركيا لإجراء محادثات بشأن الانضمام إلى الناتو. هلسنكي وستوكهولم، بحاجة إلى هذه المفاوضات من أجل الخروج من المأزق، أو الوضع الذي نشأ بسبب عدم دراسة موضوع دخولهما جيدا. واستناداً إلى تصريحات الوزراء الفنلنديين، فقد وُعدوا شفهياً بأنه “لن تكون هناك مشاكل”.
لم يفكروا، بل أسرعوا. والآن سلطات فنلندا والسويد في وضع صعب، دون مجال كبير للمناورة. وهم بإطلاقهم عملية الانضمام إلى الناتو، قاموا عمليا بحرق الجسور، سواء في العلاقات مع روسيا أو مع سكانهم. وإذا تخلت الدولتان الآن عن طلب الانضمام، فسيكون ذلك بمثابة ضربة جدية للغاية لمواقف النخب الفنلندية والسويدية.
أردوغان، من جانبه، لا ينوي التنازل. فهذه مسألة سمعة في نظر ناخبيه أيضا. ومن دون حل القضية الكردية لمصلحته، قد يغلق الرئيس التركي أبواب الناتو أمام فنلندا والسويد. علاوة على ذلك، فمن المستحيل إجباره على فتح هذه الأبواب. فتركيا عمليا لا تستسلم لضغوط خارجية استعراضية. من المستحيل أيضا التخلص من حق النقض من خلال طرد البلد من الناتو. فلا وجود لمثل هذا الإجراء في الحلف. وهذا يعني ضرورة الاتفاق، بطريقة أو بأخرى، وفي الوقت نفسه تثبيت حقيقة الصراع القائم بوصفه علامة على واقع جديد يتعين على الغرب أن يعيش فيه.
“هذا هو عالم السيادة الجديد. تركيا يجب أن يحسب لها حساب. أو قد يظهر تصدع جديد غير هيّن. حدوده باتت واضحة بالفعل”. كما كتب فلاديمير أفاتكوف، رئيس قسم الشرق الأدنى وما بعد الاتحاد السوفيتي، بمعهد المعلومات العلمية في العلوم الاجتماعية التابع لأكاديمية العلوم الروسية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube