حزبيات مغربيةمستجدات

الكلمة الختامية لوقفة 8 ابريل 2022 التي ألقاها الرفيق العلمي الحروني

الرفيقات العزيزات، والرفاق االأعزاء، اللرفيقات والرفاق ممثلو الهيئات السياسية والحقوقية والنقابية والجمعوية الجادة، أيها الحضور الكريم
باسم المكتب السياسي للحزب االشتراكي الموحد، نحييكن ونحييكم تحية النضال على مشاركتكم في هذا العرس النضالي الديمقراطي.
استمرار منع البرلمانية نبيلة منيب من أداء مهامها النيابية عنوان جبن وفشل وبلادة آلة الاستبداد، فالبرلمان ليس سوى واجهة من واجهات النضال التي يشتغل بها الحزب االشتراكي الموجد رغم قناعته بكونها هامشا ضيقا للنضال وبكون مردوديتها السياسية متحكم فيها وتشتغل وفق تعليمات لتكريس الاستبداد.
إن إقفال البرلمان في وجه الرأي الديمقراطي المخالف ليس له تأثير خاصة في حالة المغرب بقدر ما يفتح إمكانية الاتجاه لتعزيز الواجهة الشعبية المؤثرة حقا وفعلا، واجهة النضال السياسي الجماهيري وبالتالي سينقلب “السحر على الساحر”… سينقلب على الاستبداديين والمتسلطين الجدد.
إن قرار رئيس مجلس النواب ومن وراءه بالتمادي في منع الرفيقة البرلمانية نبيلة منيب من أداء مهامها النيابية، يطرح إشكالية عميقة بمغرب دستور 2011 الممنوح: إشكالية فصل السلط واشكالية استقاللية السلطة التشريعية، السيادة الشعبية خاصة.. ويطرح سؤال اختصاصات السلط وسؤال من يحكم بالمغرب؟
فأي دور للمؤسسة التشريعية أمام وزارة الداخلية ومن وراءها؟ وهما اعتقدنا بانتهاء البصراوية، لكن السلطوية عادت بأنيابها متجددة بعد أن اعتقدت مخطئة أنها أغلقت قوس الحراك الشعبي المغربي وامتداداته بالاعتقال والقمع.


المناضلة منيب، ومعها الحزب الاشتراكي الموحد بكل مؤسساته وعموم الديمقراطيين، بمواقفه م/ها تذكي الآن جينات النظام وتؤكد سالالتها المتحورة.. سلالات
جائحاتها التي أَن ويئن تحت نيرانها الشعب المغربي في الريف وجرادة وسوس والأطلس ودكالة والشاوية والصحراء المغربية وعبر ربوع الوطن الجريح .
.الوقفة الاحتجاجية ليوم الجمعة 08 أبريل 2022، عرس نضالي بمثابة نقطة نظام قوية لمن يهمهم األمر لتنبيههم إلى خطورة المسار الانزلاقي الذي رسموه.. ولأن
آذانهم صماء، جئنا لنقول لهم من الباب الواسع.. من الشارع: لقد أخطأتم في الحساب وفي الهدف معا: فساحات النضال شاسعة وبلورة النضال المشترك في الفضاء العام متاحة وتتنامى وستنتصر.
ليعلم الحاكمون أن الرفيقة المناضلة، مفخرة اليسار الديمقراطي الشعبي المواطناتي، نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب االشتراكي الموحد تربية قحة للرفيق الشامخ محمد بنسعيد أيت إيدر ومعدن خالص لا يلين ولا يستكين ولن يلين ولن يستكين. وستذهب حسابات التسلط كلها أدراج الرياح.. فواجب ان تنتصب الشراع عكس الرياح.. رياح الظلم والتسلط، هذا قانون الدينامية الطبيعية.
ورغم أن المسؤولية السياسية لرئيس مجلس النواب ثابتة في المنع، فإننا في الحزب الاشتراكي الموحد نعلم علم اليقين أنه مرغم لا بطل وهذا مؤكد بدليل إصداره بلاغين متناقضين في 12 ساعة في عز انتشار الكوفيد النيوليبرالي المعولم: بلاغ الليل الذي يجيز حضور النواب للجلسات بمجرد الإدلاء باختبار سلبي لكوفيد وبلاغ الصباح النقيض الذي يفرض الجواز التحكمي الالدستوري.
من المؤكد أيضا أن رئيس مجلس النواب متورط في الكيل بمكيالين، مرغما، بدليل تنظيم ندوات بالبرلمان بمجلسيه دون أية إجراءات احترازية، ودليل وجود برلمانيين “فوق القانون” غير ملزمين بما يلزمه رئيسهم وضمنهم وزراء ممن فضحهم االعالم وردعتهم جمعيات المحامين وتراجعوا مرغمين بالضغط الاجتماعي. وهنا نقف وقفة إجلال لحاملي البدلات السوداء، المحامين المناضلين حماة القانون والترحم على أرواح الشهداء: الفقيد أمين آيت حامد والفقيد سعيد اشتاتو ومعاد الحفيا، شهداء االاحتجاجات ضد قرار إلزامية جواز التلقيح الالدستوري في المحاكم.
فرغم أن برلماننا نابع من انتخابات مزورة في مجملها، لابد، بهذه المناسبة من تحية بعض الأصوات المتضامنة القليلة من داخله مع زميلتهم البرلمانية منيب، لكن ترويج البعض لأسطوانة المخزن القائلة ب”حماية صحة المواطنين” كالببغاوات أمر محير.
فهل، بعد تجاوز المغرب والعالم لرعب الجائحة المعولمة وعودة الحياة الى حالتها العادية بالشوارع والملاعب والمحاكم والمساجد والمالهي والمقاهي، هل تحولت أسطوانة “حماية صحة المواطنين”الى أسطوانة جديدة عنوانه”حماية مجلس النواب من فيروس الديمقراطية ومن الرأي الديمقراطي الشعبي المخالف.. من فيروس البرلمانية المناضلة النبيلة منيب؟
لماذا يستمر هذا القوم في التعنت والتسلط والإقصاء؟، الرأي العام يعرف ونحن نعرف أن قصدهم وهدفهم واضح: هو تركيع البرلمانية منيب.. لكن هيهات.. هيهات .. لن تستطيعوا لأن منيب قوية ووراءها الحزب الاشتراكي الموحد بكافة مناضلاته ومناضليه ومؤسساته، كما أن وراءها جماهير شعبية وداعمين، شجعان مبدئيين، سياسيين وحقوقيين وجمعويين وخبراء القانون من خيرة ما أنجبه المغرب.


فبقرارات استبدادية وصبيانية، أخطأ الوكلاء المحليين للمؤسسات النيوليبراية في حساباتهم مختبئين وراء الجائحة و”قانون حالة الطوارئ الصحية وفصلها الثالث لمنع الرأي الديمقراطي الشعبي من التعبير.. الجائحة التي عرت هشاشة السياسات اللاديمقراطية واللاشعبية للاستبداد كما عرت وجه الفساد الذي يستشري بعمق في شرايين كل القطاعات وضمنها وعلى رأسها وزارة الصحة حيث شهدت تقارير مجلس الحسابات على التلاعبات المهولة بصفقات االدوية والآليات شبه الطبية وغيرها وبالتالي نهب المال العام والاستهانة بصحة المواطنين .. لقد شهد شاهد من أهلها.
ماذا وراء الإصرار على فرض جواز التلقيح لولوج مجلس النواب؟ فبلاغ رئيس مجلس النواب بتاريخ 4 ابريل كسابقيه ينطوي على عدة دلالات يمكن حصر أبرزها فيما يلي :

استعمال البلاغ المشؤوم لمعاقبة من لم يرضخوا لإملاءات المملاة على “الرئيس” من الرئيس الذي لا يريد لممثلة الحزب االشتراكي الموحد ان تدخل القبة وفي يمينها رصيد قوي من التحدي والمقاومة في مواجهة طغيان “المشرع” بدليل أن فرض الجواز مجددا لا يروم الوقاية أو هدفا صحيا عاما بدليل انه لم يعد مطلوبا في باقي مناحي الحياة العامة .. وانما رئاسة مجلس النواب لا تعترف باستقاللية النائب الذي يمثل الأمة .. بل تعتبره موظفا يجب ان يخضع لما تمليه الرئاسة ومن وراءها…ا

ان رئاسة مجلس النواب لا تأبه لواجب التعامل بناء على قواعد المشروعية: فمن جهة تعتدي على حصانة النائبة التي يحميها الفصل العاشر من النظام الداخلي للمجلس .. ومن جهة ثانية وفي غياب تفعيل مساطر الطعن بعدم الدستورية المنصوص عليها بدستور 2011 .. وهو امر لم تهتم له رئاسة المجلس التي كبت جهدها في تنظيم المنع من الدخول وتأمينه .. كان من المفروض ان تستحيي قليلا طالما لا توجد مؤسسة للفصل في مدى دستورية إجراءاتها المانعة .. وفي مواجهة مشرع ياحسرة.

أخيرا وليس أخرا، فبلاغ رئاسة مجلس النواب يؤكد انه غير مستعد لاحتضان من يتمسك، من النواب ، بحقوقه كاملة واستقالله السياسي/الإيديولوجي .. لأن المؤسسة كلها مهيكلة على المقاس.
فهل سيتم الاحتكام إلى العقل والحكمة لرفع الإقصاء عن الرأي اليساري الديمقراطي المخالف.. رأي الحزب الاشتراكي الموحد؟ وهذا هو المرغوب فيه، أم أن الاستبداد سيستمر في غيه ؟ فجوازه التحكمي فاقد للشرعية الدستورية والقانونية والشعبية وتبين أنه يستعمل كآلية للتسلط ليس إلا.. وكآلية للمنع والقمع الممنهج للأصوات الحرة المطالبة بالديمقراطية والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمناطقية والمساواة وضد الفساد والتسلط والاعتقال السياسي.
يا له من شرف نضالي تنحته منيب الآن! فبمواقفها السياسية النضالية تعيد النقاش السياسي إلى نقطة الصفر وتضع الديمقراطية المغربية والديمقراطيين على المحك.
فالترياق اليساري الذي جاءت به المناضلة النبيلة هو الاختيار الذي يبيد كل الطفيليات في جحورها المظلمة هنا وهناك وهنالك ويستنفر الخفافيش وقد أدخلت العتاة، العتاة المتجبرين الذين تجاوزوا كل الحدود، أقبية الغباء والبلادة. بليد من حيث لا يدري من فكر غصبا في إقبار صوت جماهير هذا الوطن الجريح.
الرأي العام سجل الجرأة والشجاعة الناذرة للمناضلة منيب وسيحفظها التاريخ، لقد أصبحت جزءا لا يتجزأ من الوجدان المغربي، فالتاريخ النضالي والمواقف البطولية
التي عبرت عنها بشجاعة وستتمسكين بها، ال شك، وكما عاهدناك ستظلين.
إن التاريخ يسجل مواقف الثائرات والثائرين، أصحاب الرأي، الرأي الديمقراطي المخالف الذي لا ينساق مع الموجات المصنوعة والمفبركة، الرأي العقلاني المخالف، الرأي المبدئي. وليس الرأي والموقف المزيف الصنمي الذي ” يتلاءم ” مع المعيار السلطوي الخادع، فكما قال الثائر تشي غيفارا: ” لنكن واقعيين، لنطلب ونحقق المستحيل .”
فنبيلة دخلت لقلوب البسطاء الغلبة.. فاستمري رفيقتنا.. يا ملهمة الجماهير ورمز فئاته المقهورة.. سينهزم التسلط عاجلا بإرادة الشعب، لك ألف تحية وشارة نصر سيتحقق.
فتحية على صمودك البطولي وألف تحية للحضور الكريم الذي لبى النداء بالحضور في نقطة نظام هاته وتحية خاصة لرفيقاتنا ورفاقنا ممثلي الهيئات الديمقراطية اليسارية وتحية لكل من سيستمع لهذه الكلمة وفعاليات هذا العرس النضالي.. الذي لن ولا ينتهي. سننتصر.. نشد على أياديكم بحرارة.

الرباط من أمام البرلمان 8 أبريل 2022

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube