مقالات الرأي

المغربي من أطيب الخلق

رضوان الأحمدي برشلونة

المغربي من أطيب الخلق، فلا تعتدوا بالتصرفات التي تصدر منه الآن، فهي نتيجة لعدة إحباطات ،لا تحصى، و التفسير الأقرب أنه تحول الى نتاج مختبراتي ، يحس بأنه لا يملك شيئًا ،يتهرب ا من مأزقه محتضنا لتناقضات تزيده تأزيما ، نعم يريد التملك سواء كانت طبيعته عينية أم قضية لأنه فقد كل الشيء .

يلجأ الى السلوكات الإستعراضية يريد بها التستر على عقده لا يحرك ساكنا عندما يطول الإنتهاك لكرامته فاصبح حبيس سطحية ما، يكد ليرخي الصورة الإجتماعية التي يريد ترسيخها، كفاعل و ليس كمفعول فيه ، مواريا لذنب يحاول إنكاره يعوض ذلك بعدوانية متفتقة عن ذهنية الفشل كإنسان دائم فيتفنن بإذلال المستضعفين و ذلك تحت يافطة انه يدافع عن المقدسات .

أصبح يائسا من محيطه، يتوجس شرا من كثرة الإنكسارات التي لمسته ، تطبعت فيه الحيطة و الامبالاة ذات طابع دفاعي، نظرا لهشاشة موقعه يتوقع اشياء عدة ، في نظره بإمكانها ان تهدد كيانه، فيتقوقع ريبة ، يتبلد عاطفيا insensibilidad e indiferencia.

فيصبح يرى الأشياء التي تحيط بخصر محيطه و كأنها سياق بعيد و غريب الهوامش. ليحمي نفسه من الإنهيار يتقمص شخصيات يمقتها داخليا مرة علماني يؤمن بالحوار ، متعسف مرة اخرى بقصي الخصم إحتداما ، وطني متعصب ممارسا الرقابة على ذاته ،وحامي الحقوق الكونية بتصرف و هو لا يعرف أين تنتهي حقوقه و تبدأ واجباته.

و مرة اخرى متدين طقوسي يغمى عليه عند سماع الآذان و هو لخالته مخاصم و لإخته سارق مدخراتها بإمعان .

اذا اردتم ان تعرفوا حقا المغربي و من هو؟؛ عليكم ان ترجعوا الى حقبة السبعينات و إسألوا اناسها، كيف كان الحال في تلك الفترة و ما هي طبيعة العلاقات التي سادت انذاك و ما هي مكوناتها . جيل السبعينات ترسخت عند مخليته القيم الكونية، و كنت شاهدا على ذلك ، فلم تضيق به السبل ، خلق عوالم و مجالات للإستيطان ، الخبز الحافي مرجعه, . كتاب الحياة يقرأ بصوت عالي و لا ينتج الضجر ، جيل الكشف عن الذات و جمالية البوح عندما يمر الآذان ، خطوات تارة بطيئة و تارة أخرى مهرولة ، الجلاد يسبح في تبركه بأولياء الله الصالحين و اليافع في قميصه عرق كرامة ، يتصبب قطرات من الغضب ، يلتصق بذاته ،فيتحرك في و جدانه التزام ، طريق طويل و الرفاق بالجنب يتسامرون في الغسق و عند إنبلاج الأفق ، أن لا محيد من مباركة كل تغيير يبشر بالأمل .

المغربي اذا احس انك اهل الثقة يعطيك اغلى ما عنده ؛ الصداقة اللامشروطة. المغربي هو الوحيد الذي عاني (كْلا الدَّاقْ) عبر كل العصور من عصر الدولة الموحدية الى الآن، كان متمردا كما يقولون حَقّاني ) محبا للحق، اغتصب في حقه و خون، كما عانى من خيانة الأقربين و يقول البيت الشعري، و ظلم ذي القربى اشد مضاضة من و قع الحسام المهند. إرحموه ، ما يمر به الآن من اغتراب الذات ليس بشىء هين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube