أخبار دوليةغير مصنف

أستغرب لخطاب بعض الأنظمة العربية المزدوج

كل الشرفاء في الوطن العربي والعالم يعارضون التطبيع مع الكيان الصهيوني وبازدواجية المعايير للغرب اتجاه مايقع الآن في أوكرانيا.لقد كشفت الحرب على أوكرانيا حقيقة الغرب ،ونفاقه وانتقاصه لصورة اللآجئين من الشرق الأوسط وبالخصوص من فلسطين والعراق وسوريا واليمن وليبيا وكل الدول التي عاشت ويلات الحروب المدمرة ،ولازالت تعاني من المجاعة وانتشار الأوبئة والبرد القارس الذي يفتك بماتبقى من النازحين في العديد من المخيمات في العالم،في الوقت الذي تسارع فيه الدول في الغرب لدعم أوكرانيا في حربها وفتح حدودها أمام أكثر من أربعة من اللاجئين الأوكرانيين .من دون شروط مسبقة.ليس حديثنا اليوم عن حرب روسيا الظالمة على أوكرانيا ،وإنما سكوت بعض الأنظمة العربية والجزائر على رأسها في عدم انتقاذ زيارة الرئيس الإسرائيلي لتركيا واستقباله من طرف الرئيس رجب الطيب أردكان الإمبراطور العثماني في القرن الواحد والعشرين.كيف يفسر السكوت العربي للحفاوة التي استقبل بها رئيس الكيان الصهيوني في تركيا ،وهل يمتلك الزعماء من المحيط إلى الخليج الجرأة والشجاعة لقطع علاقتهم مع تركيا كما قطعوها مع المغرب،بل هل يمتلكون الشجاعة لتجنيد وسائل إعلامهم لتشويه صورة الرئيس التركي ويشنون حملة كما شنوها على المغرب والملك المغربي.؟لماذا يتحاملون على دولة جارقدمت لهم الغالي والنفيس في حربهم ضد الإستعمار الفرنسي ،وسالت دماء مغربية غزيرة من أجل استقلال الجزائر.لماذ يسكت النظام الجزائري المصلحي عن زيارة الرئيس الإسرائلي لتركيا .تركيا التي استعمرت الجزائر لثلاثة قرون قبل أن تحل محلها فرنسا سنة 1832.شخصيا لم أعد أفهم مايجري في هذا البلد الجار الذي قرر العاهل المغربي عدم الرد على كل مؤامراته واستفزازاته اتجاه المملكة المغربية.كنت أنتظر حملة شعواء على التطبيع التركي مع إسرائيل والتبادل التجاري الكبير الموجود بين تركيا وإسرائيل.لكن النظام في الجزائر والعديد من الرؤساء التقدميين العرب بين مزدوجتين المناهضين للتطبيع يلتزمون الصمت،ليس فقط التقدميون ولكن حتى الإسلاميين منهم حلفاء حزب العدالة التركي سواءا المتواجدون في سدة الحكم أو المتواجدون في المعارضة جميعهم التزموا الصمت عن التطبيع التركي مع إسرائيل الذي عمره سنين طويلة. لم يصدر أي بيان عن هذه الأنظمة الموالية لتركيا والمدافعة عن سياسيتها والذين خرجوا لينددوا بتطبيع المغرب المحدود والذي كان بسبب تآمر الجزائر على بلادنا واستمرار تهديدها له.سأكون سعيدا إذا نددت هذه الدولة بالتطبيع التركي ونفس الشىئ بالنسبة لحركة حماس ،ولكن لن يجرئ لا النظام في الجزائر ولا حركة حماس انتقاذ أردكان واستقبالها للرئيس الإسرائيلي.إذا الصامتون لهم رأي مخالف فنحن بانتظاره ،ومن واجههم أن يبقوا صامدين ويستموا في انتقادهم لإسرائيل ومعارضين للتطبيع وليسوا منافقين يعادون المغرب ويخفون نفاقهم بسكوتهم عن كل الأنظمة التي طبعت مع إسرائيل منذ سنوات ويأتي على رأسها مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان.المغرب لولا تآمر الجيران وسباقهم المحموم لشراء الأسلحة والإنفاق العسكري ،وسياسة العداء التي يكنها النظام في الجزائر ،لن يفكر مطلقا فيما حصل ولوأن علاقة المغرب مع اليهود بدأت منذ نزوحهم من الأندلس وسقوط آخر إمارة ،لقد استقروا في المغرب لسنين وحماهم الراحل محمد الخامس من حكومة فيشي ،وتلقوا نفس الحماية من طرف الملوك العلويين الذين حمكوا المغرب .وحافظوا على حبهم وتعلقهم بالمغرب رغم رحيلهم ،ولازالوا متعلقين بالمغرب،ومتمسكين بالقيم والثقافة المغربية وأصبحوا يشكلون قوة ناخبة ستكون لها الكلمة الأخيرة في صنع السلام العادل الذي تطمح له شعوب المنطقة ليعم السلام.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube