مراد العمراني الزكاريمستجدات

كيف تحكم الكوربوقراطية العالم؟ ولماذا أمريكا دولة وظيفية للكوربوقراط؟

بقلم : مراد العمراني الزكاري.

لنأخذ مثال قريب للأذهان حيث غزو العراق سنة 2003
بدأت الرواية مع إطلاق المحافظين الجدد مشروع القرن الأمريكي الذي أسسه وليم كرستول سنة 1997 كان أعضاء هذا المشروع ديك تشيني – دونالد رامسفيلد – أليود إبرامز – بول ولفوفيتز وقد صدر مخطط المشروع في شتمبر 2000 بعنوان [ إعادة بناء الدفاعات الأمريكية ] ويقضى بالفرض المباشر للقواعد العسكرية الأمريكية في وسط آسيا والشرق الأوسط
المدهش في المشروع هو إشارته للحاجة إلى حدث مثل (بيرل هاربور) لتحفيز الشعب الأمريكي للقبول بالمشروع، وقد جاءت أحداث 11 شتمبر 2001 كما تمنى المحافظين الجدد.

هؤلاء المحافظون الجدد كانوا مفاتيح البيض الأبيض في إدارة بوش الابن وقد أثروا في وثيقة استراتيجية الأمن القومي لإدارة بوش فيما يخص الحرب على الإرهاب وغزو أفغانستان والعراق لتنفيذ مخطط مشروع القرن الأمريكي، فقد كان ديك تشيني نائبا للرئيس ودونالد رامسفيلد وزيرا للدفاع وبول ولفوفينز نائبا لوزير الدفاع.

ولكن من جهة أخرى كان تشيني ورامسفيلد وجورج شولتز صقور الحرب على العراق هم من دفعوا ببوش الابن إلى الرئاسة بدعم مؤسسة هيريتدج مركز اليمين المتطرف للمحافظين الجدد، كانوا ممثلين عن خمس شركات كبرى حولت العالم بعد الحرب العالمية الثانية إلى أكبرسوق عام.

وفي الحالة العراقية، فالسيطرة على موارد الطاقة العراقية لهذه الشركات تمثل الرهان الاستراتيجي الأساسي لأمريكا حيث يكمن الرهان الاقتصادي على سوق السلاح وسوق إعادة الإعمار.

  • شركة بكتل: ترأسها جورج شولتز قبل تعينه وزيرا للخارجية في إدارة رونالد ريكان ، هو الشخص الذي ترأس المجلس الاستشاري للجنة تحرير للعراق، أي اللوبي المؤيد للحرب على العراق بتمويل من *شركة لوكهيد مارتن واحدة من كبريات شركات مجمع الصناعات العسكرية الأمريكي وترأسته زوجة تيك تشيني آنذاك.
    هذا التحالف بين لوكهيد مارتن وبكتل جسد عملية تدمير العراق من قبل شركة تصنيع السلاح ثم إعادة إعمارها من قبل شركة البناء بكتل التي حظت بعقد بقيمة مليار دولار لإعادة تشييد البنية التحتية العراقية من طرق وموانئ ومستشفيات ومطارات بعد الغزو.
  • هاليبرتون لإنتاج معدات النفط: ترأسها ديك تشيني بين سنتي 2000:1995 قبل أن يعينه بوش الابن نائبا للرئيس بنهاية السنة ، ردا لدعم تشيني لبوش الأب وقتما كان عضو في الكونجرس الأمريكي، وهو من جلب دونالد رامسفيلد وزيرا للدفاع ومعه بول ولفوفيتز نائبا له لتكتمل دائرة سيطرة المحافظين الجدد على إدارة بوش الابن. وقد حظت هاليبرتون بعقد 2 مليار دولار لإعادة تأهيل حقول النفط العراقية وأيضا بناء توسعات في سجن كوانتانامو، في الوقت الدي حظى فيه تشيني بمكافئات من هاليبرتون بقيمة 165 مليون دولار سنويا حتى سنة 2005 رغم تركه مهام منصبه بها قبل الغزو بشهور قليلة.
  • شركة فلور الهندسية: وقد حظت بعقد قيمته نصف مليار دولار لتركيب مركز القيادة العسكري الأمريكي في العراق
    استقال رئيسها فيليب جونيور الذي عمل في شركة شل لمدة 37 سنة بعد غزو العراق مباشرة ليترأس لجنة استغلال النفط العراقي في سلطة التحالف.
    أيضا كينيث أوسكار الذي كان يشغل منصب القائم بأعمال الجيش للوجستيات حتى 2002 فقد تم تعينه كنائب لرئيس الشركة قبل الغزو بشهور.
  • نجاح رامسفيلد في إقناع الرأي العام الأمريكي بحقيقة أن صدام حسين كان يمكن أن يحتفظ ببعض أسلحة الدمار الشامل التي باعتها الولايات المتحدة له أثناء إيران – العراق وأن بغداد يمكن أن تستخدمها ضد الشعب الأمريكي هو في حقيقته ترويج لعملاق صناعة الأدوية (غيلييد ساينس) المتخصصة في المصل الوقائي من الأسلحة الكيميائية، ترأسها رامسفيلد قبل أن يعود للبيت الأبيض في إدارة بوش الابن وكان جورج شولتز من بين أعضائها أيضًا.
    باختصار هذه الشركات من الكوربوقراطية هي من تشعل الحروب في مناطق الصراع للسيطرة على النفط والغاز وهي من تشعل الثورات الملونة لتركيع الأنظمة الحاكمة وانصياعها لقوانين اقتصاد السوق وما أمريكا سوى دولة وظيفية تحقق أهداف شركات وول ستريت وشركات مجمع الصناعات العسكرية وهكذا يمكن رؤية أحد جوانب ثورات الربيع العربي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube