ثقافة وفنونمستجدات

الطبقة العاملة \ حياة جديدة 

معرض اجيال المعهد الوطني للفنون الجميلة النسخة الثالثة

برواق: كنت غاليري طنجة -المغرب

المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان يُلهم الساحة الفنية بالمغرب، المغرب ملهم لباقي دول العالم. 

  نص مراد منتظمي [1]

ينطلق معرض اجيال المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان  في نسخته الثالثة والذي سيقام بمدينة طنجة، في كل من فضاء غاليري كانت Kent (من 12 مارس إلى 12 أبريل 2022) وفي قاعة العرض  سيرفانتيس (من 25 مارس إلى 25 أبريل 2022). و كسابق عهده فإن المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان يعتبر أرضا خصبة من أجل الازدهار والرقي الفني في البلاد، و منذ عام 2000 تخرج منه مجموعة من الخريجين الشباب، ومنهم من تخرج من استوديو الفنانة باتول السحيمي [2]الذي يجمع بين عدة ممارسات فنية  كالتنصيب والأداء والرسم .. .

و بالموازات لإنتمائهم إلى هذه المدرسة الأكاديمية والسياق التربوي و الفني ، يقدم هذا المعرض مجموعة من الفنانين في مرحلة جد دقيقة وحاسمة في تطورهم الفني و المهني: فهم خريجين جدد، متحررون من كل الفروض، في كلمة مختصرة إنهم مقبلون على حياة جديدة: أو بالأحرى « حياة ثانية » فعندما تكتمل حياة الطالب عند التخرج، تُفتح كل الاحتمالات (كما هو الحال في لعبة فيديو الواقع الافتراضي حيث يمكن للجميع تخيل حياتهم   « من الصفر »). كل شيء سيتغير بالنسبة لهم، و سيبدأون من جديد في إنغماس تام  في قضايا و إشكاليات  « حياة الفنان »، من  خيارات الاحتراف، والوسائل المادية و المعيشية  وكذا الإنتاجية.

و بهذه الدلالة يأخذنا هذا المعرض إلى نسج الحميمية الإبداعية لدى شباب طامح، وصل إلى نقطة اللاعودة أو بالأحرى آخر محطة قبل خوض غمار  حياة الفنان بأيامها السعيدة والتزاماتها التي تحول الفنان إلى « عامل »، « اجير » أو « حرفي » لأحلامه و التزاماته.

هؤلاء الفنانون  يطورون مهارتهم المعرفية والخيالية بالإقتباس من الحرف  التقليدية المحلية ومن الصناعات العالمية أو من  العوالم الافتراضية. لكن فكرة “الطبقة العاملة” البارزة  في عنوان المعرض تدل على مفهوم  “عشيرة” الفنانين  بروابطها التضامنية، وتكثلاتها بغية تخيل مستقبل أفضل … 

في ظل هذا التحدي من أجل إستكمال تمثيل هذه القوة بين مكونات المجتمع المدني، ُيطرح أكثر من أي وقت مضى خصوصية المواطنة الكاملة للفنانين.


[1] مراد منتظمي هو باحث في تاريخ الفن ، ناشر ومفوض معارض. مدير منصة زمان للكتاب والتفويض الفني متخصص  في الحداثة العربية والأفريقية والآسيوية. مفوض لمعرض احجام هاربة  ” فوزي العتريس والمعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان”  متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر ، الرباط ، 2016.

[2] بتول السحيمي فنانة تتخطى وسائل الرسم أو النحت أو رسم الخرائط وأصبحت معروفة من خلال سلسلة “عالم تحت الضغط” (2008-2015). نجد أعمالها في عدة مجموعات من المتاحف الدولية: سميثسونيان (واشنطن) ، دارالفنون (عمان) ، مؤسسة بارجيل للفنون (الشارقة) … وهي تدير ورشة الاحجام والتنصيب في المعهد الوطني للفنون الجميلة في تطوان منذ 2013.

اميمة السوعلي ابوزيد
زينب بالحبيب
انس كرموج
أيمن الراشدي
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube