أخبار العربتقاريرمستجداتمقالات الرأي

المغرب: راهن الوضعية الوبائية كما يصفه المتتبعون من ذوي الخبرة والاختصاص

أحمد رباص – حرة بريس

بدأ عام 2022 في المغرب بمؤشرات وبائية مثيرة للقلق. تستمر موجة أوميكرون في الانتشار والامتداد، وهاهي البلاد دخلت الأسبوع الرابع من الموجة الجديدة المتميزة بانتقال جماعي للفيروس.
تدعو هذه المؤشرات إلى التحلي بأكبر قدر من اليقظة. فيما يلي بعض الأرقام المهمة:
خلال الفترة الممتدة بين 13 و19 ديسمبر، حدد عدد الحالات الجديدة في 1332 حالة، واستقبلت قاعات الإنعاش 42 مريضا، ومات 13 شخصا. أما خلال الفترة المتراوحة بين 20 و26 ديسمبر فقد سجلت على التوالي الارقام التالية: 3305، 103، 91. في حين أن الفترة بين 27 ديسمبر و2 يناير الحالي سجلت: 10658، 152، 27.
وهكذا نلاحظ أن عدد الحالات الجديدة تضاغف ثلاث مرات، من أسبوع لآخر.
فبعد 21 يوما من بدء الموجة، زاد عدد الحالات الجديدة ثمانية أضعاف، ما يؤكد أن الموجة ستشهد ارتفاعا شديدا في الحالات الجديدة وبالتالي الحالات النشطة. تضاعف العدد الأسبوعي للحالات الجديدة للإصابة بالفيروس (الحالات الشديدة أو الحرجة) ثلاث مرات، كما تضاعف عدد الوفيات.
من المحتمل أن يتم الوصول إلى ذروة الموجة بين 17 و 23 يناير، وفقا للدكتور معاد مرابط.
المتتبعون للحالة الوبائية في المغرب يجمعون على تفشي متحور أوميكرون في الأيام القادمة، حيث يؤكد كل من الأستاذ عبد الفتاح شكيب، أستاذ الأمراض المعدية والمدارية بكلية الطب بالدار البيضاء، والأستاذ سعيد متوكل، طبيب التخدير والإنعاش، أننا نواجه موجة خاصة.
تتميز هذه الموجة بالتعايش بين المتحورين دلتا وأوميكرون. وعلق البروفيسور عبد الفتاح شكيب قائلاً: “يرجع السبب في ارتفاع عدد الحالات المتكفل بها في المستشفيات إلى متحور دلتا، كما أن العدد الكبير من الحالات الجديدة يعود إلى متحور أوميكرون”.
من جانبه، تقدم الأستاذ الدكتور سعيد متوكل بتصريح قال فيه: “سيتزايد عدد مرضى كوفيد-19، وستظل الحالات الشديدة منخفضة نسبيا”. ثم زاد موضحا: “كما هو الحال في البلدان الأخرى التي سبقتنا، فإن الذين سيتأثرون بشكل خطير هم غير الملقحين والمصابين بأمراض مزمنة.” وأضاف: “الالتزام بالإجراءات الحاجزية والتلقيح والعلاج السريع للحالات المثبتة فقط هو الذي يخفف من الآثار الضارة للموجة”.
وإذا كان كلا المتحورين قيد التداول، فإن أوميكرون في طريقه ليصبح مهيمنا. في بداية شهر ديسمبر، تم تأكيد 19 ٪ من عمليات التسلسل التي تم إجراؤها بعد الفحص (الحالات الإيجابية المشتبه بها) كإصابات بأوميكرون. ثم ارتفع هذا المعدل إلى 34 ٪. اليوم وصل إلى 85 ٪، يؤكد مصدر معتمد في وزارة الصحة.
“أوميكرون سوف يكون له اليد العليا في الأيام القادمة،” يؤكد الأستاذ متوكل.
في ضوء السياق الحالي والاستفحال المتوقع للمؤشرات الوبائية، فإن السؤال الذي يطرحه المغاربة على أنفسهم هو ما إذا كان سيتم اتخاذ تدابير جديدة قريبا. ووفقا لمصادر موثوقة، لا يستبعد أن تتخذ السلطات الصحية إجراءات جديدة تبعا لتطور الوضع.
ربما، إذا ساء الوضع، سوف يتم منع التجمعات بشكل أكبر للحد من الانتشار الميكانيكي.
كما أن اللجوء إلى حظر التجول ليس مستبعدا أيضا. إنه سلاح أكثر فعالية في وقف الانتشار. سيتم تطبيق هذا الإجراء في حالة حدوث تدهور كبير في السياق الوبائي. كما تتحدث نفس المصادر أن حظر التجول ساري المفعول في عدة دول أوروبية.
وبخصوص إعادة فتح الحدود، “الأمر لا يتوقف علينا، بل على الوضع في دول أخرى”، يجيب أحد المصادر. ومع ذلك ، فإن العودة إلى الحجر والعزل مستبعدة تماما. من الممكن فرض قيود للحد من التجمعات، ومن المحتمل حظر التجول، لكن لا يوجد عزل في الأفق، باستثناء حدوث تفاقم غير متوقع، لا قدر الله.
من الناحية العلمية، هل يستدعي الوضع إجراءات أكثر صرامة؟ في محاولة للإجابة عن هذا السؤال، قال البروفيسور سعيد متوكل: “لا أعتقد أنه من الضروري اتخاذ المزيد من الإجراءات التقييدية في ضوء تطور الموجة الحالية”.
يسير البروفيسور عبد الفتاح شكيب في نفس الاتجاه ويلقي ضوءا إضافيا بقوله: “من وجهة نظر علمية، يتم تحديد تدابير القيود عندما تتعرض المنظومة الصحية للتهديد. حاليا، على الرغم من التفاوتات الجهوية، تظل المنظومة الصحية الوطنية بمنأى نسبيا عن العجز ولا تقع تحت ضغط كبير. فالضغط الموجود في مناطق معينة يمكن التحكم فيه في الوقت الحالي، “يوضح البروفيسور.
تنعكس الزيادة في حالات الإنعاش الجديدة جزئيا فقط على عدد الحالات الحرجة ومعدل إشغال أسرة العناية المركزة.
انتقلنا من متوسط ​​أسبوعي يبلغ 99 حالة (13 إلى 26 ديسمبر) إلى 130 (27 إلى 2 يناير).
هل يمكننا أن نستنتج أن أوميكرون أقل ضراوة؟ يجيب البروفيسور شكيب بأنه من السابق لأوانه استخلاص نتيجة نهائية. قد يكون هذا المتحور أقل ضراوة بالفعل، كما يفسر ذلك بالتفاوت من 10 إلى 15 يوما بين انفجار الحالات والحالات الشديدة الخطورة”. بالنسبة لهذا البروفيسور، يتعين علينا انتظار نهاية هذا الأسبوع للخروج بحكم. “يجب على الأشخاص الضعفاء والمصابين بأمراض مزمنة أن يظلوا يقظين بغض النظر عن ضراوة الشكل الجديد. ما يجعل الوضع معقدًا هو أن الأشخاص الذين تلقوا اللقاح بعد كثر من 6 أشهر يعتقدون اعتقادا خاطئا أنهم محميون من أوميكرون، بينما هم ليسوا كذلك”، يحذر البروفيسور.
وتبقى الجرعة الثالثة المعززة هي اليوم سلاح إضافي في ترسانة مكافحة هذا الوباء.
والشيء المؤكد لدى مختلف المتتبعين أن مدة المرض تقلصت سواء أثناء فترة الاحتضان أو فترة المرض أو حتى في وحدة العناية المركزة بالنسبة للحالات الحرجة. “مدة المرض بشكل عام ستكون قصيرة لأن أوميكرون يضرب المزيد من الممرات الهوائية العليا، وجزء يسيرامن الرئة العميقة. هذا هو السبب الذي يجعل المدة في العناية المركزة قصيرة، يشرح الدكتور سعيد متوكل.
من جانبه، قدم البروفيسور عبد الفتاح شكيب شرحاً إضافياً للإقامة القصيرة في العناية المركزة، حيث قال: “لقد تم إحراز تقدم كبير في مجال التدبير السريري للمرض”. بالإضافة إلى الخبرة المكتسبة، لا يوجد ضغط على وحدات العناية المركزة، ما يتيح رعاية أفضل للمرضى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube