ايكولوجيامجتمعمستجدات

البروفيسور محمد خالد الشولي رئيس« المنتدى الإفريقي العربي الأول للابتكار والاستثمار في مجالات الصحة والبيئة»:

الصحة والبيئة هما الدعامتان المحوريَّتان لكل مشروع مجتمعي تنموي مستدام لأنهما مجالان متكاملان ومتلازمان، استراتيجيةً ورؤيةً وأهدافاً.

ـ أجرى الحوار: عبدالعالي الطاهري.

ـ من موقعكم كرئيس لمنظمة« YENDA Africa »،الفاعلة في المجالين الصحي والبيئي وكذا التنمية المستدامة قارياً ودولياً، ماهي قراءتكم وانتظاراتكم بخصوص مخرجات وتعهدات قمة غلاسكو المناخية (كوب26) ؟

إيمانا منا في منظمة Yenda Africa بأهمية تحقيق الأمن الصحي، وهي الهيئة المدنية التي تضم مجموعة من الكفاءات العلمية والمعرفية في المجالات الطبية وعلوم الصيدلة، والتي تُعنى بالتنمية المستدامة في بعدها الصحي، جاءت فكرة إطلاق « المنتدى الإفريقي العربي الأول للابتكار والاستثمار في مجالات الصحة والبيئة »، من منطلق أنَّ الصحة والبيئة هما الدعامتان الحقيقيتان والمحوريتان لكل مشروع مجتمعي يرمي إلى تحقيق رفاه وتنمية واقعية ملامسة لاحتياجات وتطلعات المواطنين.

وبالنظر إلى هذه المرحلة الحساسة التي يعيشها المغرب والعالم أجمع، نتيجة الحالة الوبائية التي شارفت زمنياً على السنتين، وهو الوضع الذي كان له كبير الأثر السلبي على المنظومة الصحية العالمية ومعها اقتصاديات أغلب إن لم نقل كل دول المعمور، وذلك حسب الوارد في التقارير الرسمية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والهيئات الاقتصادية ذات المصداقية، من قبيل منظمة التجارة العالمية، علاوة على ما يصدر عن حكومات أغلب البلدان، خاصة مع بداية الحديث عن ظهور الموجة الخامسة للجائحة والتي أرخت بظلالها على مختلف مناحي الحياة بالعديد من الدول الأوروبية، رغم أنَّ انطلاق متحور أوميكرون كان من دولة جنوب إفريقيا، وهي الدول (الأوروبية) التي لازالت تعاني جرَّاء تبعات هذا الوباء رغم توفرها على منظومة صحية احترافية وجد متميزة على مستويي الأطقم البشرية و التجهيزات والبنية التحتية، فما بالك عندما يتعلق الأمر بدول القارة الإفريقية، التي تعاني العديد من الإكراهات الاقتصادية والصحية والتعليمية وفي أحيان أخرى صراعات وحروب عسكرية أهلية لا تترك مجالاً لظهور أية معالم للتنمية.

وجوابا على سؤالكم، والمتعلق بتقييم مُخرجات ونتائج القمم المناخية الأممية، وآخرها قمة غلاسكو (كوب 26)، فسوف أطرح سؤالا مباشراً : هل هناك فعلا نية وإرادة سياسية صادقة لتنزيل هذه التعهدات والقرارات من طرف قادة وحكومات الدول، خاصة أننا أصبحنا اليوم أمام مجموعة من الظواهر الإنسانية الخطيرة، من قبيل الهجرات الكبرى، وهي الظواهر التي تعتبر نتيجة مباشرة لظواهر بيئية وعلى رأسها التغيرات المناخية المرتبطة بدورها بارتفاع معدل الاحتباس الحراري، وكذا استنزاف مصادر الطاقة والانخراط في مسارات تنموية لا تراعي التوازنات الإيكولوجية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالدول الكبرى، من قبيل الولايات المتحدة الأميريكية والصين وروسيا والبرازيل….

ورغم المؤاخذات الموجهة للدول ذات الاقتصاديات الكبرى، خاصة عدم التزامها كلياً بالقرارات والتعهدات الصادرة عن القمم السابقة وعلى رأسها قمة باريس، التي شكَّلت الاتفاقية الصادرة عنها اتفاقية شمولية ومُلزمة لجميع الأطراف، و وهي سابقة في الاتفاقيات الدولية.

والخلاصة في هذا الشق، أنَّ قيمة هذه التعهدات والقرارات رهينة بتنزيلها على أرض الواقع، وهو ما يقِفُ بالأساس على عنصر الإرادة السياسية وحسن نوايا أطراف هذه الاتفاقيات الأممية، اعتباراً أنَّ الأمر لم يعُد يقف عند تعثُّر الاقتصاديات والمسارات التنموية للأمم والشعوب بسبب هذه التغيرات المناخية، ولكن بدرجة أكبر فقد أصبح الأمن الصحي للإنسان مُهدد بشكل كبير، خاصة الدول السائرة في طريق النمو والفقيرة منها بشكل أكبر، ونذكر هنا البلدان الإفريقية وأخرى تنتمي إلى القارة الآسيوية والأمريكيتين اللاتينية والجنوبية.

ـ أنتم الآن في طور الإعداد لتنظيمالمنتدى الإفريقيالعربي الأول للابتكار والاستثمار في الصحة والبيئة، ماهي أهم انتظاراتكم من الشركاء الحكوميين وفاعلي المجتمع المدني والقطاع الخاص، في أفق تنزيل التوجهات الكبرى لهذا المنتدى الواعد على مستويي الصحة والبيئة؟

وبالعودة للرؤية التي حكمتنا في إطلاق « المنتدى الإفريقي العربي الأول للابتكار والاستثمار في مجالات الصحة والبيئة »، فيجب التأكيد على أنَّ الأمر يدخل في إطار الانسجام والتكامل مع الاستراتيجية المغربية الخاصة بالطاقات المتجددة والاقتصاد الأخضر، إذ يجب التأكيد على أنَّ المملكة المغربية قد انخرطت مبكراً في محاربة ظاهرتي الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، إيمانا منها أن تحقيق تنمية مستدامة وشاملة رهين بالانخراط في نادي الدول الخضراء، من خلال اعتماد مصادر نظيفة للطاقة الشيء الذي سيمكننا كبلد، أولاً من تخفيض تكلفة الطاقة والشروع في التخلص من التبعية الطاقية للخارج وثانياً تحقيق اكتفاء ذاتي طاقي، ونُؤْمن أنَّ تحقيق السيادة الطاقية للمملكة هي مفتاح تحقيق السيادة الصحية ومعهما السيادة السوسيواقتصادية، وما احتلال المغرب الرتبة الخامسة عالمياً ضمن مؤشر التغيرات المناخية، إلاَّ تأكيد آخر على سداد الرؤية الطاقية المغربية وسلامة المسار الذي تبنَّته هذه الاستراتيجية الوطنية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة.

وتبقى أهم الانتظارات التي يضعها المنتدى بخصوص جميع الفرقاء والمتدخلين الحكومين وهيئات المجتمع المدني والقطاع الخاص والإعلام، هي ضرورة انخراط الجميع في تنزيل هذه الرؤية والأهداف التي تبقى مسؤولية مشتركة، مادام الأمر يتعلق بحق إنساني جماعي، وهو الحق في الأمنين الصحي والبيئي.

  • كيف جاءت فكرة الجمع بين قطاعي الصحة والبيئة كعنوان عريض للمنتدى الإفريقي العربي للابتكار والاستثمار في الصحة والبيئة، المزمع انعقاده، إنشاءالله، شهر ماي 2022 ؟!

كما سبق وأن ذكرت في بداية هذا الحوار الإعلامي، أنَّ الصحة والبيئة هما الدعامتين الحقيقيتين والمحوريتين لكل مشروع مجتمعي يرمي إلى تحقيق رفاه وتنمية واقعية ملامسة لاحتياجات وتطلعات المواطنين، بل إنهما مجالين متكاملين و متلازمين، استراتيجيةً ورؤيةً وأهدافاً.

و من أهم الأهداف التي سنسعى إلى تنزيلها رفقة شركائنا الأساسيين في « المنتدى الإفريقي العربي الأول للابتكار والاستثمار في مجالات الصحة والبيئة »، وعلى رأسهم البرنامج الوطني « الإعلام الإيكولوجي ـ المغرب » و « المرصد الأكاديمي للصحة التابع لكلية الطب والصيدلة، جامعة القاضي  عياض بمراكش » وكذا « الجمعية الإفريقية للأبحاث السريرية »، هو التأكيد على أنَّ الحفاظ على المجال الإيكولوجي في بعده الكوني هو الضمانة الكبرى للحفاظ على صحة البشرية، و أيضاً العمل على ترسيخ الثقافة التضامنية للدفاع عن أهم الحقوق الإنسانية الكونية، يتعلق الأمر بالحق في بيئة سليمة ومتوازنة وتوفير خدمات صحية في مستوى تطلعات الإنسان أينما كان و أيّاً كان انتماؤه العرقي أو الديني أو توجهاته الثقافية أو السياسية، فالمنتدى يتحرك، مرجعيةً وأهدافاً، على رؤية إنسانية خالصة، عنوانها الأكبر : سيادة الإنسان بيئياً و صحياً وسوسيواقتصادياً.

و للإشارة فقط، فإنَّ « المنتدى الإفريقي العربي الأول للابتكار والاستثمار في مجالات الصحة والبيئة »، سينُظِّم ثلاثة ملتقيات بأبعاد إفريقية ـ عربية ودولية، الأول إعلامي بيئي، والثاني صحي تنموي، والثالث طبي بتوجه علمي، وذلك خلال الفترة الممتدة من 23 إلى 29 ماي 2022 بمدينة مراكش.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube