أخبار دوليةحيمري البشيرمقالات الرأي

هل فعلا نتمتع بحرية التعبير في المجتمع الدنماركي؟

يبدو أننا نعيش حقيقةانتصارا بتصويت البرلمان الدنماركي على مشروع قرار بمنع حرق وتدنيس القرآن الكريم.هذا القرار الذي نعتبره نابع من القيم الديمقراطية التي يتمتع بها المجتمع الدنماركي.التصويت بمنع تدنيس القرآن وحرقه يعني الكثير لتحقيق السلم المجتمعي ،لأننا كمسلمين نعتبر أنفسنا جزئ لا يتجزأ من هذا المجتمع ،وأن مايضر هذا المجتمع يضرنا كذلك.وبالتالي فإن ترجيح التصويت لصالح العقلاء لمنع حرق القرآن ،أراه شخصيا تصويتا عقلانيا يخدم مصالح المجتمع الدنماركي الإقتصادية،ويخدم السلم والإستقرار في المجتمع،ويصحح الصورة التي أخذها العالم الإسلامي عن الرسوم المسيئة للرسول (ص) وعن الإستفزاز الذي تعرض له المسلمون في الدنمارك هذه السنة وقبلها بقيام قلة من المجتمع تحقد على الإسلام والمسلمين بحرق المصحف الكريم عدة مرات أمام مساجد المسلمين وسفاراتهم في الدنمارك. تصويت البرلمان اليوم يصحح صورة الدنمارك لدى المسلمين الذين تجاوز عددهم مليار ونصف . موقف يخدم صورة الدنمارك ويسير في اتجاه تمتين الروابط مع المجتمعات العربية والإسلامية ،روابط اقتصادية بالدرجة الأولى ،وروابط،اجتماعية تخدم الحوار بين مختلف مكونات المجتمع الدنماركي ،وتعبيد الطريق لما يسمى بالحوار الحضاري بين أتباع الديانات السماوية الثلاثة.بهذا الموقف المتقدم للدنمارك في أوروبا نكون قد خطونا خطوات ،من أجل مجتمع متسامح ومتعايش ،يحرص كل فرد فيه مهما كانت ديانته على خدمة المجتمع الدنماركي وتذويب الخلافات التي كانت قائمة.إن تصويت السياسيين ممثلي الأمة على هذا القرار يعتبر استثناء في أوروبا وصفعة على جبين الذين يسيؤون باستمرار للإسلام من خلال خرجات إعلاميةلا تخدم السلم المجتمعي بل تكون في الغالب وقود فتنة.إن من صوت لصالح القرار ،في مجتمع يعيش تحديات كبرى وسط متناقضات عدة تفرض التريث والإبتعاد عن التشنج في اتخاذ القرارات الحساسة،وهذا ما نهجه السياسيون الدنماركيون للخروج من مأزق كادوا أن يقعوا فيه.إنه درس للجيران في الشمال وأقصد تلة من السويديين الذين يتربعون على كرسي تدبير الشأن في السويد والذين مع كامل الأسف مازالوا يصرون على الإساءة للمسلمين،من خلال السماح لبعض الحاقدين على استفزاز المسلمين بهذا البلد .ماقرره البرلمان الدنماركي عين الحكمة ورسالة للذين يؤمنون بالحوار الحضاري وباحترام جميع الديانات والرسل .فالنقاش في السياسة وفي أمور الدنيا بعيدا عن المس في أمور الدين والرسل الذين جاؤوا لهداية البشر مسلمين كانوا أو مسيحيين ،أويهودا ملزمون جميعا باحترامهم والإبتعاد عن قدحهم أو رسمهم بصور مسيئة ،لأن الإساءة إليهم هي ليست من حرية التعبير في شيئ وإنما تطاول على الدين والقيم .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube