محمد بوبكري

الجنرال “خالد نزار” مكلف بتخريب الجزائر دولة وشعبا وكيانا


محمد بوبكري

كثيرا ما يتبجح جنرالات الجزائر بأنهم يدافعون عن استقرار الجزائر، حيث يعتبرون أن ذلك هو همهم الوحيد.لكن هذا الادعاء يفرض علينا التطرق إلى ما يقصده الجنرالات بـ “الاستقرار”، هل يقصدون استقرار الجزائر، أم يقصدون استمرار هم في السلطة؟ يكاد يجمع
المتتبعون الجزائريون على أن الوطن والشعب الجزائريين لا يحظيان بأية أهمية لدى جنرالات الجزائر، بل إنهم مأخوذون بهوى السلطة، وهم مستعدون لقتل الشعب الجزائري من أجل بقائهم في السلطة. كما أن عدوهم الحقيقي هو الشعب الجزائري، الذي أبدع الحراك الشعبي السلمي، وطالب الجنرالات بالرحيل؛ فالشعب يعتبر أن الجنرالات يشكلون خطرا على البلاد والعباد، ما يعني أن هؤلاء الحكام يتوهمون أن استمرارهم في السلطة هو شرط لضمان استقرار البلاد، حيث يخلطون بين بقائهم في السلطة واستقرار البلاد، ما يعني أنهم يرفضون الاعتراف بأنهم هم مصدر زعزعة استقرار الجزائر؛ أليس الجنرالات هم الذين يقمعون الحريات؟ ألا يرفضون مأسسة الدولة والمجتمع؟ ألا يقومون بقمع كل من يحتج على الظلم والفساد..؟ ألم ينهبوا أموال الشعب الجزائري وهربوها إلى الخارج؟ أليست سياسة حكامالجزائرهي سببتفقيرالشعبالجزائري؟ألايشكلهؤلاء الحكام العائق الأساس في وجه تنمية الجزائر؟
يكاد الخبراء في الشأن الجزائري أن يجمعوا على أن جنرالات الجزائر يهددون استقرار الجزائر، ما يعني أن استمرارهم في السلطة قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار، كما أنه يهدد الكيان الجزائري بالانهيار…
يرى ملاحظون جزائريون أن الجزائر توجد اليوم في قبضة الجنرال “خالد نزار” والجنرال “محمد توفيق مدين” والجنرال “سعيد شنقريحة”. ويبدو أن “خالد نزار” هو المتحكم الرئيس في السلطة في الجزائر، وأن “شنقريحة”هو مجرد واجهة. ويؤكد هؤلاء الملاحظون أن هذا الأخير هو كائن دموي لا يرتاح له بال إلا عبر الفتك بخصومه، حيث سبق له أن كان مجرد تابع لأزلام كل من “خالد نزار” و”توفيق محمد مدين”، حيث كان مكلفا بقتل خصومهما خلال “العشرية السوداء”، ما يعني أنه كان عبارة عن آلة لصناعة القتل، كما أنه كان يعاني من عقد نفسية كثيرة، لأنه كان محتقرا طوال مشواره العسكري، حيث كان غباؤه عائقا في وجه ترقيته عسكريا. ولما اغتيل الجنرال “القايد صالح”، وجد “سعيد شنقريحة ” نفسه قائدا لأركان الجيش بالصدقة، فانتقم لنفسه ممن كانوا يحيطون بـ “القايد صالح” . ونظرا لعجزه الفكري، فإن “خالد نزار”قد تمكن منه، وأصبح سيده الذي يوجهه، ويتخذ كل القرارت باسمه. ومادام “خالد نزار ” هو الأكثر دموية بين الجنرالات، فإنه لن يدفع بهذا الأخير إلا إلى اتخاذ قرارات دموية… ورغم أن “سعيد شنقريحة” هو الذي يعين كل مديري المخابرات العسكرية والداخلية والخارجية، فإنه لا يعتمد تقارير هذه الأجهزة المخابراتية التي تشتغل تحت إمرته، بل إنه يعتمد تقارير المخابرات الفرنسية التي يسلمها له الجنرال “خالد نزار”، الذي يملي عليه الفتاوى في كل الظروف والأحوال. لكن من أين يستمد هذا الجنرال هذه القوة التي فرضت نفسها على “سعيد شنقريحة”. يرى بعض المتتبعين الجزائريين أن جهات فرنسية يمينية متطرفة هي التي كانت وراء عودة هذا الجنرال إلى الجزائر، حيث كان محكوما عليه بعشرين سنة سجنا نافذا، بسبب تورطه في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، كما أنه كان متابعا بالتهرب الضريبي وتبييض الأموال والفساد… لذلك، فقد قامت هذه الجهات الفرنسية ، بتوظيف “إيف بوني Yves Bonnet ” صديقه القديم ومدير
المخابرات الفرنسية السابق، بالقيام بإقناع “شنقريحة”بضرورة عودة “خالد نزار” إلى الجزائر، حيث أقنعه بصعوبة الأوضاع في الجزائر، ما يستوجب استفادته من خبرة هذا الجنرال. وبذلك عاد “خالد نزار” على متن طائرة رئاسية خاصة، حيث تم تخصيص استقبال رسمي له، كما قام “سعيد شنقريحة”بإلغاء الأحكام الصادرة في حقه.أضف إلى ذلك أنه تم إطلاق سراح صديقه “توفيق محمد مدين” وكافة أفراد عصابتهما، وعادوا جميعهم إلى دائرة صناعة القرار، فأصبحوا متحكمين في كل شيء. لذلك ما هو دور هؤلاء كلهم؟
يؤكد خبراء جزائريون أن تدخل جهات يمينية فرنسية متطرفة من أجل عودة “خالد نزار” إلى الجزائر يروم خدمة المصالح الاسترتيجية لهذه الجهات في الجزائر،لكن ماهي أهداف هذه الجهات من حمايتها لمجرمين سبق لهم أن ارتكبوا جرائم خطيرة في حق الشعب الجزائري؟
تفيدنا قراءة سريعة للقرارات، التي تم اتخاذها في الجزائر من قبل “سعيد شنقريحة” بإملاء من “خالد نزار” بعد عودته من إسبانيا، أن هذا الأخير مكلف بتخريب الدولة الجزائرية، حيث نلاحظ اليوم أنه تم إفراغ البلاد من المؤسسات، حيث لا دستور، ولارئيس، ولا برلمان… فالجزائريون قاطعوا الاستفتاء على الدستور، كما أنهم قاطعوا كلا من الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ما جعل “الدستور” و”الرئيس” و”البرلمان”بدون أية شرعية سياسية، كما أن “خالد نزار”يقف وراء كل قرارت العنف التي مارسها الجنرالات ومخابراتهم ضد الشعب الجزائري. أضف إلى ذلك، أن نزار يقف وراء الممارسات العنصرية ضد أهالي منطقة “القبايل”، كما أنه هو من قرر إضرام النار في هذه المنطقة وغيرها من المناطق الجزائرية الأخرى. ونظرا لخوفه الشديد من الحراك الشعبي السلمي، فإنه هو من أفتى بممارسة كل أشكال العنف ضد شباب هذا الحراك. وانسجاما مع ما سبق أن ارتكبه من جرائم في تسعينيات القرن الماضي، فإن “خالد نزار” رمى كلا من حركة “الماك” وجماعة “رشاد”بالإرهاب، حيث كان يرمي من وراء ذلك إلى تسويغ اغتيال زعامات هاتين الحركتين وغيرهم من مناضلي الحراك الشعبي. علاوة على ذلك، فقد قام هذا الشخص بمحاولة يائسة لزرع الفتن والشقاق لضرب وحدة الحراك الشعبي السلمي، بغية شق صفوفه من أجل وضع حد له…
تؤكد هذه المعطيات أن “خالد نزار” مكلف بتخريب الجزائر دولة وشعبا ووطنا، لأنه لا يكون سعيدا إلا عندما يلطخ يديه بدماء الشعب الجزائري، ما جعل منه جزارا حقيقيا…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube