مستجداتمقالات الرأي

قرار النظام الجزائري بقطع العلاقات رفع الحرج عن المغرب.

د. حميد المرزوقي

العلاقات الجزائرية المغربية ومنذ 1963 عندما حصلت الجزائر على استقلالها، طبعت بتأرجح وتقلب مزمنين مرضيين ،وهو ما يؤكد منذ البداية ان النظام الجزائري نظام لا يمثل الشعب الجزائري بقدر ما يمثل ويخدم أجندات أجنبية كانت السبب لما آل إليه الوضع في شمال إفريقيا منذ الكشوفات الجغرافية التي انطلقت في بداية القرن التاسع عشر ومنذ مؤتمر برلين الذي دعا لعقده امراطور ألمانيا بيسمارك سنة 1884 لتنظيم احتلال أفريقيا وتقسيمها والذي سبقه مؤتمر مدريد 1880 الذي عقد في اسبانيا لنفس الغرض، في الوقت الذي لم تكن الجزائر تدخل في جدول أعمال المؤتمرين لأن مسألة احتلالها وقعت على إثر حادثة المروحة الشهيرة التي استغلتها فرنسا لغزو الجزائر في سنة1830 ونظرا لطول مدة الاحتلال الفرنسي للجزائر فقد الحقت بالتراب الفرنسي واعتبرت إقليما من اقاليمها، مما صهر المكون الجزائري في الجسم الفرنسي وجعله يتحرك لخدمة فرنسا والاستعمار الفرنسي القديم الجديد بقوة دفع ذاتية، بحيث أن فرنسا لم تعد تحتاج لتوظيف النظام الجزائري لخدمة مصالحها ما دام قد تعود على ذلك ولمدة طويلة، وهو ما يفسر الهوة السحيقة التي تفصل بين الشعب الجزائري و كبرانات فرنسا وهي الصفة التي درج الجزائريون على نعت ضباط الجيش الجزائري بها بعد الاستقلال، والخلاصة فقد أصبح ولاء النظام الجزائري مزمنا لخدمة مصالح الكولونيالية الجديدة التي تقوم على استراتيجية مؤتمر برلين1884 البعيدة المدى والتي تقضي بخلق بؤر تؤثر دائمة في القارة الإفريقية لضمان استمرار القوى الكولونيالية استغلال أفريقيا ومنع اي تقارب أو تكامل اقتصادي أفقي بينها بل ونسفه نسفا، لهذا السبب فالجزائر رفعت عن المغرب حرج مجاراتهم في بناء علاقات معها غير مرغوبة من طرف أسيادها ووفرت على المغرب هذا الجهد لاستغلاله في بناء علاقات اقتصادية مع الدول الإفريقية في العمق الإفريقي بما تسمح به أجندات الاتحاد الأوربي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube