ثقافة وفنونمستجدات

أمُدّ يدي إليك فلا أمسكُ غير يدي

الشاعر والمناضل الحقوقي محمد السكتاوي


قالوا له : لستَ من هذه الأرض
ردَّ متوجعا:
أنا ابن زيدون القرطبي
ألا تعرفونني
إلى أين سأرحل
في هذا الصقيع الشتوي
هل أعود إلى الجدران العتيقة
المكفنة بزخارف النسيان ؟

يا لقسوة غربتي!
البيوت هنا مثقلة السقوف
بأزهار لبلاب ذابلة
لا تسمع همس حبيبتي
والغيوم تتزين بقلادة من بَرَد
تتدحرج فوق القرميد الأحمر
ولا تغسل حُزنَ قرطبة بالمطر

أين أنتِ ؟
أمد يدي إليكِ
فلا أمسِكُ غير يدي
قرطبة مدينتي قفر بلا روح
كل شيء فقد جذوره
إلا قصيدة عشقي
تخفي دمْعها في غرفة قصر قديم
ومن بقايا جذورها
ينبت شذى فتنة شهوانية
تفوح من امرأة موريسكية
قد تكونين أنتِ أو ظلكِ الباقي
وقد لا أكون أنا سوى عابر
في زمنٍ ليس لي
هكذا حدثتني رعشةُ قلبي
——————-

محمد_خلاد

الصورة المُرفقة: نصب تذكاري بقرطبة للشاعر الأندلسي
ابن زيدون ومعشوقته الأميرة الشاعرة
ولادة بنت المستكفي، ويسمى نُصْبُ العشاق
Monumento a los Enamorados
وقد كُتبت عليه أبيات شعرية بالعربية والإسبانية لولادة:
“أغار عليك من عيني ومني
ومنك ومن زمانك والمكان
ولو اني خبأتك في عيوني
إلى يوم القيامة ما كفاني”
تليها أبياتٌ أخرى لابن زيدون:
“يا من غدوت به في الناس مشتهرًا
قلبي يقاسي عليك الهم والفكر
إن غبتِ لم ألق انسانًا يؤانسني
وإن حضرتِ فكل الناس قد حضر”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube