خواطر على متن باخرة وسط بحر هادئ

أصبحت ملهما بتحدي الأمواج في فصل الشتاء وهي عادة لم أتعود عليها بل ظروف قاهرة ألزمتني تحمل قهر الزمان ،عفوا قهر العباد الذين لا يخشون الله ،ويتجاوزون كل الحدود،صرت أبحث عن راحتي ولوفي الصين وأبتعد عن هم الدنيا عفوا عن هم البشر الذين لا يخشون الله ولا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ،بشر هم ولكن في الحقيقة،يجسدون بتصرفاتهم قمة الحقد والنذالة التي لم تكن من صفات المسلمين الذين عاشروا الرسول والصحابة والتابعين .أصبحت أبحث عن راحتي في كل مكان فلم أعثر عليها في كل مكان .هي الدنيا،عفوا دنياي أنا انقلبت رأسا على عقب .لا أدري كم هي قاسية النظرات التي نظرت إليّ وهي مليئة حقدا وحسدا،خلال كل حياتي كنت طيبا خلوقا لا أكن حقدا اتجاه أي أحد بل تسبقني الإبتسامة قبل الكلمة،أنا العبد الضعيف ابن أمة كانت تصوم الإثنين والخميس وتختزن الحسنات لتوزعها على فلذات كبدها عندما يجتمع الجميع في الدار الآخرة هكذا كانت تفكر أمي رحمها الله والتي تزوجت أبي العبد الفقير وماتت وتركته وحيدا رغم أننا كنا دائما بجانبه ،هو هكذا كان يحس وكان باستمرار يكرر هذا الكلام.عشنا وسط أسرة متضامنة وحرص الجميع لتبقى الخصال التي غرستها الوالدة رحمها الله متشبثين بها حتى نلقى الله ونجتمع معهم في جنة الخلد التي يوعد بها المؤمنون الصادقون الذين على العهد ثابتون.بدأت كلامي بذكر من تركوا فينا بصمة حسنةوطلبوا منا زرع هذه البصمات في الذين خرجوا من أصلابنا علنا نفوز برضا الله ونلتقي بهم في جنة الرضوان.وأطرح أسئلة مرغما لماذا نحن في الغالب مختلفون في مواقفنا في خصالنا ،في كل شيئ ،هكذا أصبحنا اليوم وأعتقد ما يجري ليس فقط في المجتمع بل في العالم أثر سلبا على حياتنا ،على سلوكنا على صحتنا على ذريتنا .هذه حقيقة العديديؤكدونها ولا يستطيعون إنكارها .والسبب أننا ابتعدنا عن قيم ديننا الحنيف واتبعنا الشهوات وأصبحنا لا نخشى الله في تصرفاتنا ،في معاملاتنا وفي تربية أبنائنا على الحقد والحسد والكراهية حتى في أقرب الناس إلينا ،فأصبحنا نبحث عن صور الآخرة ونحن أحياء ،هكذا أصبحت أنا وأنا متأكد كل واحد يتبع الشهوات ولا يخاف في الله لومة لائم ،أنا عندما أعبر تنطلق الكلمات من أعماق قلبي بعيدا عن النفاق ،لا أحمل كراهية وحقد لأي كان قريبا أوبعيدا مني أبذل جهدا لأذيب الخلافات التي تظهر وتختفي ولكن أعجز عن مجارات الرواسب التي امتدّت لسنوات غابرة لا أملك سوى الدعاء والرجاء لكي يرفع عني وعن محيطي الحقد والحسد ويزرع الأمل والطمأنينة والإبتسامة على كل وجه يحيط بي فالحياة قصيرة والدار الآخرة نتطلع أن تكون ملقانا جميعا كل واحد باسمه سواءا قال فينا خيرا أوشرا مصداقا لقوله تعالى إنما المؤمنون إخوة ،وقوله كذلك وللدار الآخرة خير وأبقى أدعو الله سبحانه وتعالى أن نعيش في خدمة الإسلام وفي خدمة كل من يحيط بنا من الأقارب وأن يهدينا سواء السبيل فالدنيا فانية ولا الآخرة خير وأبقى والحمد لله رب العالمين.
حيمري البشير في بحر أصارع الأمواج في اتجاه المجهول