برلين : محمد نبيل
نشر مقال تحليلي لافت في صحيفة “التاتس” الألمانية (TAZ) يوم الأربعاء 19 فبراير 2025، الذي يتناول موضوعًا حساسًا يعاني منه شريحة كبيرة من الطلاب: الفقر. حيث يؤكد المقال أن “الطلاب أكثر عرضة لخطر الفقر”، مشيرًا إلى أن الأمن المالي ليس بالضرورة مرتبطًا بالجدية أو الإرادة الجيدة فحسب، بل يتعلق أيضًا بالانتماء الاجتماعي والطبقي، وهو ما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا.وفقًا لتقرير صادر عن المكتب الفيدرالي للإحصاء، فإن ثلث الطلاب في ألمانيا كانوا مهددين بالفقر في عام 2023، مما يعني أن خطر الفقر بينهم أعلى مقارنة ببقية السكان. وفي الوقت الذي قد يُنظر فيه إلى الحياة الطلابية كمرحلة من التحصيل العلمي والطموح، فإن الواقع مختلف تمامًا. فالمنحة الدراسية “بافوغ” (Bafög) التي تقدمها الدولة لا تكفي لمواكبة ارتفاع أسعار الإيجارات والعقارات، إضافة إلى تكاليف المعيشة المتزايدة. كما أن النظام نفسه معقد وبيروقراطي، ولا يتناسب مع احتياجات كل طالب على حدة، مما يفاقم من معاناتهم.وتستعرض الدراسة التي تحمل عنوان “شباب، أكاديميون، في وضع هش” الوضع المتأزم للطلاب، حيث أفادت بأن 90 في المئة من الطلاب المشاركين في الدراسة أكدوا أنهم مضطرون للعمل بدوام جزئي لتمويل دراستهم. تقول الدراسة: “في مرحلة من المفترض أن نستثمر فيها في مستقبلنا الأكاديمي، وأن نعيش سنوات العشرينيات بحيوية وطموح، نجد أنفسنا مضطرين لمراقبة مصاريفنا والتقشف حتى آخر الشهر.”وتوضح الصحيفة اليسارية أن هذه الحقيقة تعكس واقعًا مريرًا يعايشه الكثير من الطلاب، الذين يجب عليهم التوفيق بين العمل والدراسة في وقت من المفترض أن يكون منطلقًا للاستمتاع بالحياة الجامعية والعيش بأمان. وبينما تتسابق الجامعات لتوفير أفضل المناهج والخبرات التعليمية، يعاني الطلاب من مشكلات مالية تعرقل تقدمهم الأكاديمي، وتؤثر على حياتهم الشخصية والاجتماعية.إذاً، هل يمكن للجدية والإرادة التغلب على هذه العوائق؟المقال يحثنا على التساؤل عن الطريقة التي يمكن أن يتحسن بها الوضع، ويؤكد على أهمية إعادة النظر في الدعم المالي الذي تقدمه الدولة للطلاب، كي يتناسب مع الواقع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه الجميع في العصر الحالي.
