أخبار دوليةمستجدات

تبعات الإتفاقية الإستراتيجية التي وقعها تبون في موسكو

يبدو أن الأحداث تتسارع في الجزائر وتوقيع تبون لاتفاقية استراتيجية مع روسيا ،يعني نهاية العلاقة مع فرنسا ،ويعني كذلك رعب تخشاه الجزائر ،من تمارين الأسد الإفريقي التي تجري في المغرب وبمشاركة عدة دول إفريقية ،وهذه المرة انضمت تونس وإسرائيل كذلك،المتناقضات،لكون قيس سعيد يرفع دائما شعارات ضد التطبيع والصهيونية ،ولكن هذه المرة الجيش التونسي يشارك في المناورات الجارية هذه الأيام على الحدود الجزائرية وفي منطقة المحبس ومناطق أخرى داخلية في المغرب .الأحداث التي عاشتها منطقة الأزواد والتصعيد الذي رفعته الحركة دفعت النظام العسكري بالسقوط من جديد في أحضان روسيا عوض فرنسا التي خرجت من الباب الواسع ليس فقط من الجزائر وإنما من عدة دول إفريقية ،كانت في الأمس القريب سوق فرنسا لخردتها العسكرية ،ولسلعها ،بل رغم استقلال العديد من الدول الإفريقية من الإستعمار الفرنسي فإن فرنسا بقيت جاثمة على معظم اقتصادها .حتى السنتين الأخيرتين عرفت عدة دول في الساحل ،غينيا وبوركينافاسو ومالي انقلابات عسكرية وخرجت الجماهير تطالب برحيل القوات الفرنسية وأغلقت السفارات وأنهت التدخل الفرنسي في سياستها،بل أكثر من ذلك رفعت الشعوب الأعلام الروسية في المظاهرات وطالبت بمزيد من قوات فاغنر لمواجهة القوات الفرنسية.الجزائر وحتى لا تسقط فيما سقطت فيه هذه الدول ،ولوضع حد لانتفاضة الأزواد ،والقبائل ،سارعت لتوقيع اتفاقية شراكة استراتيجية مع روسيا ،تستهدف ليس فقط المغرب بالدرجة الأولى الذي تقوى بالتعاون العسكري الأمريكي وبانضمام دول أخرى لمواجهة الامتداد الإيراني بالمنطقة،والذي أصبح أكبر داعم لشردمة البوليساريو بتندوف.إذا تبون بتوقيعه لهذه الشراكة العسكرية مع روسيا ،دليل على المأزق الذي تعيشه الجزائر ،والتي من دون شك ستجر المنطقة وإفريقيا إلى صراع جيواستراتيجي خطير بين الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة ودول الإتحاد الأوروبي وروسيا .صراع سيحتد أكثر حول إفريقيا التي كانت في غالبيتها مستعمرات إما فرنسية أو إنجليزية أوإيطاليا،وكذلك ألمانية.إن زيارة تبون لروسيا يعتبرها الكثير من المحللين الخروج النهائي من أحضان فرنسا والسقوط في أحضان روسيا ،هذا الإنحراف لن يكون بدون ثمن ،خصوصا وأن النظام القائم في الجزائر يسعى لتعزيز هيمنته العسكرية في إفريقيا كقوة ضاربة حسب ادعاءات تبون ،لكن هذه الشراكة مع روسيا هي في الحقيقة شراكة لحماية الجزائر من التهديدات الغربية،والتي من دون شك ستكون على حساب التنمية في الجزائر.إن العودة لأحضان روسيا من جديد ،بعد إعلان عداء بائن اتجاه فرنسا التي تتحكم في كل شيئ في فرنسا،وباستطاعتها إخراج عدة أوراق تحرج النظام العسكري القائم في الجزائر وبالخصوص الحقائق التاريخية عن الصحراء الشرقية ،والصحراء التونسية التي ضمتها فرنسا للجزائر .إن توقيع الشراكة الإستراتيجية مع روسيا يراها العديد عودة للحرب الباردة بين المعسكرين وتهديد لسياسة التنمية في إفريقيا ،وبالتالي فالسباق المحموم نحو التسلح سيزداد ،والصراع حول المصالح الاقتصادية بين الغرب والشرق سيزداد على إفريقيا السوق الواعد.والخاسر الأكبر سيكون من جديد دول المغرب العربي الكبير وبالخصوص الجزائر التي ستتفتت إلى دويلات في الشمال والجنوب وستقتص منها أجزاء غنية بثرواتها الباطنية في الصحراء الشرقية والصحراء التونسية.الخاسر الأكبر ستكون الجزائر العظمى التي ستتوارى وكذلك فرنسا التي ستفقد سيطرتها على الأجواء الجزائرية التي لازالت تتحكم فيها لحد الساعة.تبقى الإشارة في الأخير أن زيارة تبون لموسكو وتوقيعه اتفاقية الدفاع المشترك دليل على الرعب الذي أصبح يعيشه نظام العسكر في الجزائر من مناورات الأسد الإفريقي التي شاركت فيها هذه السنة تونس وإسرائيل ،ومشاركة تونس دليل آخر أن قيس سعيد بدأ يتنصل من كل تحالف مع الجزائر .الخطير في الاتفاقية الموقعة في روسيا هو تنازل الجزائر عن سيادتها لروسيا مجانا من أجل يستمر كابرنات فرنسا في السيطرة على خيرات الجزائر وعوضت روسيا فرنسا رسميا بتوقيعها هذه الاتفاقية .وهذا يعني كذلك انتشار قوات فاغنر في الجزائر للقضاء على الحركات التي تريد الإنفصال عن نظام العسكر في منطقة القبائل في الشمال ومنطقة الأزواد في الجنوب.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube