ضد التيارمستجدات

الثعلب وقطعة الجبن

مقال للأخ محمد دينية

ظهرت في الآونة الأخيرة كتابات لمغاربة تنتصر ل”قبايل” الجزائر في تأسيس دولتهم، وانفصالهم عن دولة الجزائر، وبعضها ينادي أكثر من ذلك بتشجيع الطوارق أيضا على الانفصال والاستقلال ..
وأخذ بعض المدونين يستخرج خرائط قديمة تبين اتساع الحكم المغربي في مراحل تاريخية معينة، حتى ليبيا شرقا ونهر السنغال جنوبا..
وقد بلغ الامر بالبعض إلى حد التشجيع على العمل العسكري لاسترجاع تلك الاراضي التي كانت خاضعة للحكم المغربي ..
وقد ازدهرت هذه الكتابات خاصة، بعد كلمة السيد عمر هلال رادا على كلمة لعمامرة وزير خارجية الجزائر المعادية لوحدة ترابنا ومغربية صحرائنا ..
وربطت بعض هذه التدوينات كلمة عمرهلال وموقف بوريطة الأخير من عداء إسبانيا لنا، بالمناورات العسكرية التي جرت مؤخرا في الصحراء، وباعترافنا باسرائيل، واعتراف امريكا بمغربية الصحراء، معتبرين كل ذلك وقوفا من امريكا وإسرائيل في صفنا، وتأييدا منهما لنا..
وإني أتذكر هنا ما حدث سنة 1990 من دفع خارجية أمريكا السري، العراقَ أن يغزو الكويت باعتبارها تاريخيا أرضا عراقية، إذ لم تعرف الكويت دولة مستقلة إلا بعد اكتشاف النفط ورغبة أمريكا في استغلاله، فكان ما كان من غزو العراق للكويت فانقلبت امريكا عليه وحشدت كل العرب وغير العرب ضده ولا زلت اتذكر افتراءات كولين باول في مجلس الأمن من أن العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل، وهو لا يمتلك من ذلك شيئا، كما أظهرت التقارير بعد أن تم لهم ما أرادوا، وما تلى ذلك من تدمير للعراق، مهد الحضارة العربية وموطن الثقافة والأدب والفن والنشر والترجمة و الإبداع قبل ريادة الصمود والرفض..
وإني لأخشى أن يكون فهمنا لابتسامة أمريكا وإسرائيل في وجهنا تأييدا لنا في الدفاع عن حقوقنا بدون حدود، وأنهما ستقفان معنا إذا ما رغبنا في استرجاع تندوف والصحراء الشرقية مثلا؛ إنما ذلك أيها المدونون، كالطعم الذي بذلته أمريكا للعراق وزينت له “استرجاع” الكويت:
ستقول لنا امريكا حينئذ “نزل من قالها لك” بعد أن زينت لنا “أكل الكرموس” واسترجاع تندوفنا..
إن مخططات أمريكا واسرائيل هي بهدف مزيد من تفتيت الأمة العربية والإسلامية، فقد مزقتا أوصال شرقنا العربي في سوريا والعراق، وركّعتا مصر، وكبّلتا الأردن، وشغلتا السعودية باليمن، والامارات بقطر، حماية للمدللة الغاصبة المعتدية إسرائيل، ولن تقفا دون تمزيق الغرب العربي كذلك، بتأليب المغرب على الجزائر، والجزائر على المغرب.
إحذروا أيها المدونون، إن أكبر خطر يتربص بنا هو أمريكا وإسرائيل فلنكن على بينة من أمرنا ولنلتزم حسن تدبيرنا وسلامة عقلنا وحصافة رأينا ولنتخذ رزانتنا المعهودة منهجا لمواقفنا، ولنسلك دائما كما اعتدنا سبل الحكمة والروية وإرادة السلام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube