حين ينحرف الإعلام عن تغطية الحقيقة

كعادتها بعض القنوات الدنماركية تتحاشى عمدا تغطية الحقيقة،بالأمس خرجت مسيرة حاشدة للتعبير عن موقف إنساني ،أوبالأحرى عن غضبها اتجاه مايجري ليس فقط في غزة بل في كل المدن الفلسطينية من تطهير عرقي ،وتجاوزات خطيرة،لكن القنوات الإعلامية لم تغطي الحدث بالشكل المطلوب الذي يجعل المتابع للحدث يتأكد من موقف الشعب الدنماركي بكل مكوناته يتابع،ويصحح معلوماته ومعطياته ،نقول في مثل عربي ،حبل الكذب قصير ،والمواطن يتابع عبر وسائل التواصل الإجتماعي الحركية التي يعرفها الشارع ،وحتى ماتغطيه القنوات الإعلامية الدولية وبالخصوص العربية ،رغم انحيازها وغياب الجرأة لصحافييها وخطها الإعلامي لقول الحقيقة مما يجري من أحداث مؤسفة ستبقى وصمة عار على جبين الدول المتورطة لطمس الحقيقة،،وبشاعة مايرتكب في حق سكان غزة بل في أطفال ونساء وشيوخ غزة .في اعتقادي رفع الولايات المتحدة الفيتو في مجلس الأمن لوقف الحرب واستمرار القتل والتجويع وقصف المدارس والمستشفيات وترويع كل من يمشي على الأرض ،وفصل الرجال عن النساء وتعريتهم في جو بارد كما جمع النازيون في عهد هتلر وقادوهم للمحرقة،هم يكررون فعلة النازيين وهم لا يشعرون ،عفوا هم يتلذذون فعلة النازيين ،ليعيدوا قراءة التاريخ النازي .سأتوقف هنا لأن الصور التي تؤكد انزلاقهم الأخلاقي جابت وسائل التواصل في العالم وأكدت جريمتهم ،التي ستبقى وصمة عار على جبين أمريكا التي رفعت الفيتو ضد وقف الحرب ،بل ضد وقف القتل والدمار لمدينة أصبحت خراب .وعودة لوسائل الإعلام التي نعتبرها عنوان الديمقراطية ،بل مدرسة الحقيقة والقيم التي يتابعها المواطن ويؤدي الثمن على هذه المتابعة،فيكشف الإنحراف في تغطية الأحداث بعيدا عن الحرفية والإلتزام بالقيم الديمقراطية،وقول الحقيقة بعيدا عن الإنحياز المكشوف والمغالطات،وغياب الضمير المهني .هذه حقيقة قناة tv2وليست القناة الوحيدة فحتى التي غطت مسيرة الأمس مرت مرور الكرام وينطبق عليها القول فطاف عليهم طائف وهم نائمون .بكل أسف الإعلام الدنماركي بعيدا كل البعد عن قول ونقل الحقيقة ،حقيقة مايجري وهذا بطبيعة الحال لغرض في نفس يعقوب قضاه،وطمس الحقيقة،هي في الحقيقة إساءة للقيم الديمقراطية،وجريمة في حق الإنسانية .إن صورة مجلس الأمن والأمم المتحدة ،لطختها أمريكا برفع الفيتو ضد وقف الحرب على غزة.وبموقفها فقد أباحت القتل والتدمير في حق غزة وسكانها بكل الطرق بالقصف والتجويع والموت البطيئ.إلى أين يسير العالم اليوم في ضل مايجري الآن في غزة وفي كل فلسطين المحتلة.كنت مضطرا لأعبر عما يجري على مستوى الإعلام في الدنمارك الذي نعتبره إعلاما مستقلا ينقل الحقيقة كما هي لكن الحقيقة عكس ذلك يغطيها بعيدا عن الموضوعية وفق تعليمات لا يستطيع الصحفي والإعلامي الخروج عنها،ومن هنا لا فرق بين مايجري في بلدان يرونها بعيدة عن الديمقراطية ونرى إعلامهم هو كذلك بعيدا عن تغطية الحقيقة.

هذه الصورة جمعت أطباء وأساتذة وعمال بسطاء نازحون لا علاقة لهم بالحرب والقتال ويجردونهم من ملابسهم ويلفقونهم تهم واهية ويدلونهم كما كان يفعل النازيون إنهم يجسدون حقيقة معاناتهم مع النازية والضحية الشعب الفلسطيني