فيسبوكيات

رضوان الأحمدي ومسألة حق الاختلاف في الرأي

رضوان الأحمدي

ما اثار انتباهي و دهشتي، تعقيب قيادية معروفة في الحزب الإشتراكي سبق و ان نشرنا لها مقال جيد، عنده تكلمت عن محنة الإعتقال التي طالتها.
في التعقيب اسفله ، القيادية الإشتراكية حثت على طرد استاذ، فقط أنه عبر عن رأيه كأي مواطن و حسب قولها باعتباره حالة شاذة.
في التعقيب إستعملت لغة احتدامية، فيها الكثير من العنف ، اقصاء لفكر يعارض توجهاتها و توجهاتنا. مع العلم ان لكل شخص له الحق ان يعبر عن رأيه بكل حرية و بدون ضغوط تعسفية تمجد الإستئصال .
اين هي مقولة جون جاك روسو عنما قال ؛ “قد اختلف معك و لكنني على إستعداد ان اموت دفاعا عن حقك في الرأي “،
سأغني النقاش دحضا لما قالته المنتقدة بإعطائها بيانات ربما تفيدها مستقبلا؛في إسبانيا توجد 87 مدرسة لا تعمل بالإختلاط، التلاميذ في جهة و التلميذات في جهة اخري، فقط مدريد لها 18 مدارس من هذا التوجه و كتالونيا 16 بينما انجلترا فتتوفر على 500 مدرسة غير مختلطة، لا تعمل بمبدأ الإختلاط، و التبرير التي تعطيه تلك المدارس هو نفسه الذي عبر عنه الأستاذ، حتى يمكن للتلاميذ تحصيل المعارف دون تشويش او شرود…
لا احد خرج ببيان استنكاري، لا من نقابات لا من دعاة للا ئكية، لأنهم يؤمنون بحق الأب ان يوجه ابنائه للمدارس التي توافق و معتقدات الوحدة العائلية التي يمثلها…
يجب ان نتعلم ان نناقش الأفكار ضمن السياقات التي نتناولها و ليس من خلال مواقع ثابتة قطبية Dichotomique, Dicotómica, التي تفسد الإيقاع. و ترتشترتشى بها الأفكار.
كل واحد له تصوراته، صائبة ام لا ، يؤمن بها ام لا. تبقى في المحتوى ا فقط أفكار ، ليست لهاصفة التقيد او التقعيد
اماالأزليات انا علماني و انت رجعي، فهي مفاهيم مهترئة، كم عاينت اناسا كانوا يعرفون انفسهم بعلمانيين و هم رجعي الفكر والسلوك و كم من وصموا بالرجعية و هم من يحترمون كرامة الإنسان .
نحن الأن نعيش في مجتمع المعرفة ، رأسماله الإنسان، نحن في حاجة الى قيادات ملمة بالواقع بمرونة الوسائل و تستوعبه بحسها الإستشرافي بعيدة عن الخندقة الإيديولوجية، تساهم في بلورة وعي تكاملي استقطابي و له من الجاذبية ما يبعث الأمل.
، في اسبانيا ، هناك فيلسوف اسمه Antonio Marina, قرأت له كتاب من كتبه , أعجبني محتواه و بعنوان ، “الذكاء الفاشل “،La inteligencia fracasada الفيلسوف تعرفه الأوساط الثقافية، من مروجي مدرسة الأب، و من محرري ، تحت طلب وزارة التربية و التعليم ، الكتاب الأبيض للتربية “فيه خطط للتوصيات و افق التربية السليمة، كلفوه بالمهمة رغم انهم يعرفون انه كاثوليكي صريح الإعتقاد، هذه الخصوصية ، لم تؤثر على سمعته بإعتبار ان جل الأقطاب الٱجتماعية تنادي بالمدرسة اللائكية.
المجتمع الذي يحضن كوادره هو مجتمع متماسك من حيث القيم المولدة للتكافل الإجتماعي و لمحركاته التحفيزية
اما الأخت التي استعملت العنف اللغوي اين انتم من القيم الإشتراكية، الحب و الإيثار ، الصبر و النضال، يبقى السؤال منهال و الجواب منال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube