أخبار المهجرمستجدات

الدول المغاربية… تواجه مصيرها فرادى.

محمد الجميلي

حجم التدخلات الخارجية، و التحديات و المخاطر المحدقة بالدول المغاربية منذ سقوط “جماهيرية” القذافي، تساؤل الإقليم  و معه مصر باعتبارها امتداد جغرافي و بشري و ثقافي تجمعها مع مكوناته أكثر ما يفرقها، هل من إجابات جماعية لكل هذه التحديات مجتمعة؟، هل يستقيم ان تسير مكونات الإقليم فرادى لا هدف يجمعهم؟.

لا ريب أن مفاعيل الربيع كان وقعها كالزلزال، لكن هذه الحقيقة لا يمكن أن نعلق عليها كل أسباب الفشل، و الإخفاقات، سيما و الأسباب الداخلية لكل قطر، و العلاقات  البينية التي تتسم في الغالب بالتنافس، و تعارض المصالح و الرؤى و الاستقطابات، تستهلك الطاقات و تشتت الأهداف و الغايات، و تضيع الفرص… كل هذه الظروف تغري العامل الخارجي بمفاعيله السالبة، و السلبية، و المعطلة حتى صارت موارد البلدان، و إمكانياتها رهينة في لعبة الأمم. و مستقبل دول و شعوب الإقليم المغاربي تقرر فيها دول خارجية إن لم نقل غازية.

 ما حدث في العشرية الأخيرة من ردّه قوضت كل أوجه العمل المغاربي المشترك، و عطلت مشاريع الإندماج و التكامل التي كلفت عقود من العمل، صحيح أنها لم تبلغ مقام التكتلات المجاورة،  لكن المحاولات لم تنقطع ما استطاعوا إليها سبيلا. عكس المرحلة الراهنة التي تغيب فيها الروح الجمعية، بل حاول البعض دق إسفين في هذا الصرح بالدعوة إلى إقصاء دول محورية. و في غياب مؤسسات مغاربية قوية يرجع إليها، و غياب آليات لفض النزاعات، تفاقمت المشاكل و النزاعات السياسية، و التحديات الأمنية و التنموية كأزمة المياه،  و التصحر و الهجرة… تعكسها المؤشرات التنموية في أسفل السافلين. كما أوجدت الثورات تحديات جديدة، كالمناطقية و القبائلية و الحزبية و الإحتراب و العنف السياسي الذي بات يهدد الدولة الوطنية بالتقسيم و الزوال.

انتظارات الشعوب المغاربية في التنمية و الحقوق و الثورة و العدالة الإجتماعية، أصبحت آمال معلقة… لهذا فالوحدة المغاربية لم تعد تغري بالالتفاف الجماهيري، و أصبحت من قبيل الشعارات، البالية لحقبة قد طويت، في حكم الكثيرين.  مما حمل المتتبعين لدق ناقوس الخطر من تراكم الخيبات التي تهدد بموجات إحتجاجات، و قلاقل تعصف بباقي المكونات.

فكرة إتحاد المغرب العربي، أو المغرب الكبير عند البعض ليست فكرة حالمة، أو رومنسية، بل تجمع كل الأسباب الموضوعية لمشروع قابل للتحقق، و يملك أسباب النجاح إذا توفرت الإرادة السياسية، و حسنت النويا،  وتحررنا من العقد الموروثة. بعث العمل المشترك و لو في حدوده الدنيا هو خيار الضرورة، و حاجة وجودية لمخاطبة المحيط الإفريقي و الأوروبي و العالم ، النزعة الفردانية  تصبح في هذا السياق الدولي ضرب من المغامرة، و قد روي “إنَّما يأكلُ الذئبُ منَ الغنمِ القاصيةَ”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube