أخبار دوليةحيمري البشيرمقالات الرأي

مايجري في فلسطين أثر على واقعنا في الهجرة وعلى شعوب الدول التي اخترنا العيش فيها

حادث وقع اليوم في إحدى المراكز التجارية في الدنمارك جعلني أتأكد أننا مهما حرصنا على الإندماج في المجتمع الأوروبي والدنماركي على وجه الخصوص ،ومهما حرصنا على بلوغ أرقى المراتب العلمية فإننا سنبقى في عيون الغرب والبلدان التي نعيش فيها أجانب ينظرون إلينا بنظرة دونية وأصبحوا اليوم أكثر حقدا ولايرغبون في تواجدنا بينهم ،بل ينتظرون اليوم الذي سوف نرحل هذه الدنيا أو نقرر العودة من حيث أتينا .نظراتهم زادت كراهية وحقدا وهم يتهمون كل المسلمين اتهامات باطلة بمعادات السامية ونحن في الحقيقة نناضل من أجل رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني الذي يطالب بدولة مستقلة استهدفها وعد بلفور المشؤوم .وعندما نربط الإحتلال بهذا الوعد المشؤوم الذي يؤدي ثمنه الشعب الفلسطيني اليوم بمسلميه ومسيحييه،فإننا بصدق نتأكد بأن كل الغرب والشرق كذلك الذي يسكت عن المجازر التي ترتكب سواءا في غزة أورام الله أو كل مدينة استطاعت أن تكون مدينة فلسطينية حرة فقط بالإسم لكنها مباحة من طرف القوات الإسرائيلية والمستوطنين في كل وقت وحين. لأن الفلسطيني أوالفلسطينية مسيحي أومسيحية مسلم أو مسلمة معرضة للإختطاف ،بل في أكثر الأحيان للإغتيال صغيرا كان أوصغيرة أولازال أولازالت في بطن أمها لم تخرج للوجود وما أكثر الأجنة الذين اغتيلوا في بطون أمهاتهن .أعود للحديث عن ظروف عيشنا في المجتمعات الغربية بصفة عامة وكيف أصبح الغرب ينظر للأجيال التي ازدادت في الغرب ولا علاقة لها أصلا لا بفلسطين ولا بمسقط رأسهم.لقد أصبح أولادنا وبناتنا يعانون من العنصرية المقيتة ،ويتعرضون للإستفزاز في كل مكان في المتاجر ،في وسائل النقل وحتى في المدارس والثانويات،أتعرفون لماذا لأن وسائل الإعلام بصفة عامة تروج بضاعة فاسدة ويبتعدون عن الحقيقة،ولهذا السبب أصبحنا نحن الجيل الأول وحتى الأجيال المزدادة في الدنمارك تعيش وضعا صعبا ،نظرات المجتمع تنظر إلينا نظرة مغايرة ،وكأنهم يقولون لنا ماذا تفعلون هنا ؟إنها الحقيقة المرة،إن سلوكياتهم وتصرفاتهم هي نتيجة الإعلام المسموم الذي يتفادى قول الحقيقة .إننا نعيش والأجيال المزدادة هنا وضعا صعبا جدا في غياب القيم الإنسانية وفي ظل الحقد والكراهية التي يتهموننا بها وهم يمارسونها يوميا حتى مع الأجيال المزدادة في الدنمارك والتي لاعلاقة لها بالدول التي ينحدر منها آباؤهم وأمهاتهم .وإذا كنا نحن الجيل الأول راحلون فإن الأجيال المزدادة هنا تعاني معاناة مضاعفة لأنهم يعانون من الإقصاء في سوق الشغل وفي كل مناحي الحياة،هم صعب عليهم الإندماج المتوقف المرفع الضرر عنهم والمتجلي في الحقد والكراهية التي أصبحوا يعانون منها يوما عن يوم بسبب تضامنهم مع الشعب الفلسطيني بصفة عامة.ولا يستطيعون العودة للبلدان التي ينحدر منها آباؤهم .إننا جميعا نعاني معاناة مزدوجة هنا وهناك لأننا أصبحنا غير قادرين على فرض وجودنا في المجتمعات التي نعيش فيها بسبب الحقد والكراهية وغياب الأفق هناك لأن المجتمعات التي ينحدر منها آباؤهم تغيب فيها الديمقراطية ويكثر فيها النهب والفساد وتغيب فيها العدالة والنزاهةوالعيش الكريم .مصيرنا ومصير الأجيال المزدادة في الدنمارك وفي الغرب بصفة عامة ،أصبح بصدق مجهولا في ضل استمرار الحرب وفي ضل سيطرة الدول الكبرى الداعمة لإسرائيل على مجلس الأمن وعلى القرار فيه وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي أصبح أمينها العام مشلولا غير قادر على إنصاف الشعب الفلسطيني .لابد من الإشارة كذلك لمعاناة الجيل المزداد في الهجرة شرقية كانت أم غربية وانطلاقا من أولادي الذين ازدادوا كلهم في الدنمارك .في حديث على هامش الحرب الدائرة في فلسطين حكى ابني الأكبر حكايات مؤلمة أخفاها عني خلال كل مراحل تعليمه وبالخصوص الأساسي من صف الحضانة إلى انتقل إلى الثانوي ،بحيث مارس العديد من المعلمين ضغوطا كبيرة حتى يكرهوا المدرسة ييصاحبهم الفشل في حياتهم،ضغوطا مارسها أكثرية الذين كانوا يكرهون الإسلام وكان في الصفوف أطفال يظهر أنهم يهود وهذا ماتبين خلال مراحل الدراسة واحتفالهم بالأعياد الدينية ،حدث مرة أن معلمة أحالت ستة أطفال مسلمين على القسم النفسي وعقدتهم في حياتهم حتى أصبحوا يكرهون المدرسة وولوج قسم أحسوا فيه بممارسات عنصرية ،طلبت اجتماعا مع المديرة وحضر الإجتماع مواطنة دنماركية متعاطفة مع الأجانب فلمست عنصرية المديرة وأوقفت الإجتماع وخرجنا ونصحنتني بتغيير المدرسة وفعلا سجلت ابني في مدرسة دنماركية حرة،وكانت مسيرته بحمدالله ناجحة حتى أنهى دراسته بتفوق والحمدلله ،لم يسلم من عنصرية المديرة التي أرادت الإنتقام خصوصا عند علمها بانتقال ابني الأصغر لمدرسة حرة وبمجرد ما استدعتني لاجتماع ،جلست مع ابني رحمه الله لأنه انتقل إلى جوار ربه في حادثة سير غامضة شابهها غموض وتماطل من طرف الشرطة لتقديم تقرير واكتمل الغموض عندما لم يتم توجيه دعوة العائلة لحضور جلسات المحاكمة ،لم يستدعيني المحامي ولم يحضر هو نفسه للمحاكمة وطمس الملف الذي وقعت فيها أخطاء بحيث الذي يتحمل المسؤولية في عدم استدعاء العائلة لمتابعة الجلسة هو سكرتير النائب العام حسب تصريح المحامي الذي اخترناه من أجل الوصول إلى الحقيقة الملف مع كامل الأسف تم طمسه وهذا يجعلني أفقد ثقتي في العدالة الدنماركية لأنها لم تنصف العائلة للوصول للحقيقة.وقبل أن أختم مقالي لابد من الإشارة أن الجيل المزداد في الدنمارك والذي يعاني من العنصرية والكراهية ،يعيش نفس المعاناة في بلدانهم الأصلية بحيث يجدون صعوبة كبيرة في الإندماج والتواصل مع أبناء جلدتهم وهذا راجع للغة التواصل ،وكذلك للثقافة المختلفة التي عاشوا بينها فماهم اندمجوا في بلدان الإقامة وماهم استطاعوا العيش والتواصل مع أبناء جلدتهم في المغرب وأصبح كما نقول في مثل مغربي ،لا ديدي لا حب الملوك.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube