ديانات وعقائدمقالات الرأي

إطلاق الرئيس الفرنسي حملة الإساءة للرسول يعني الحرب على الإسلام

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

إطلاق الرئيس الفرنسي حملة الإساءة للرسول يعني الحرب على الإسلام

يبدو أن الرئيس الفرنسي ماكرون قد استغل التشتت والهوان الذي تمدد في العالم الإسلامي ليحيي من جديد خطاب الكراهية ضد حوالي ثمانية ملايين مسلم اختاروا العيش في فرنسا ومليار وخمس مائة مليون مسلم في العالم وليفتح باب جهنم على الإقتصاد الفرنسي الذي أصبح يعاني بسبب كوفيد 19.لا أعتقد أن حملة الإساءة للرسول الكريم التي أطلقها مسؤولون فرنسيون علانية في بعض الواجهات الباريسية لن تكون لها تبعات.بل بدأت تظهر ملامح أزمة جديدة بين مسلمي العالم وفرنسا وارتفعت أصوات بمقاطعة كل ماهو منتوج فرنسي.إن مايجري في فرنسا استهداف للإستقرار في المجتمع الفرنسي،وإسلاموفوبيا مقيتة ،كانت سببا في السابق في تنامي ظاهرة التطرف والإرهاب في فرنسا،والقرارات المتخذة من طرف الحكومة الفرنسية تعتبر تصعيدا خطيرا ضد الإسلام والمسلمين بصفة عامة وسينتج عنه ردة فعل لامحالة اتجاه كل ماله علاقة بفرنسا والشعب الفرنسي.ووحدة الشعب الفرنسي أصبحت تعاني من تفكك خطير سيؤدي لتنامي تيار معادات السامية وهذه المرة ليس ضد اليهود ولكن ضد المسلمين الذين سقط منهم الكثير لتحرير فرنسا من النازية الألمانية.ماكرون مع كامل الأسف بخطابه بين صورته الحقيقية وكراهيته للإسلام عندما أعطى الضوء الأخضر لإعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد (ص) في وقت يحتفل المسلمون في العالم بذكرى ميلاده .ويتسائل المحللون وحتى الفرنسيين منهم عن دوافع الحملة التي يتعرض لها الإسلام والمسلمون في العالم وسط صمت مطبق لزعماء الدول الإسلامية ماعدا الرئيس التركي رجب الطيب أردكان الذي وصف ماكرون بالأرعن وأوصاف قد تدفع العلاقات بين البلدين إلى الأسوء وسط سكوت باقي دول العالم الإسلامي التي لم يصدر من طرفها أي رد فعل وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.إن مقتل الأستاذ الفرنسي هو نتاج خطاب الكراهية ،التي أذكاه الرئيس ماكرون وردة الفعل التي قام بها هذا الشاب الشيشاني لاعلاقة لها بقيم التسامح والتعايش التي نادى بها الإسلام منذ قرون طويلة. والإجراءات المتخذة من طرف الحكومة الفرنسية لاتخدم وحدة المجتمع الفرنسي. فالمسلمون في العالم لن يقبلوا بمسلسل الانتهاكات وحملة الإضطهاد التي يتعرض لها المسلمون على الأراضي الفرنسية بسبب العديد من الإجراءات والقرارات المتخذة والتي تتعارض مع الشعارات التي يرفعها الفرنسيون وهي الاخوة والحرية والمساواة والتي عاش عليها الفرنسيون من جنسيات مختلفة منذ مئات السنين.إن استمرار الرئيس الفرنسي في الإساءة للمسلمين لن تخدم مستقبله السياسي ولا الإستقرار في فرنسا،ولن يحدث شرخا في وحدة الشعب الفرنسي لأنه بدأت ترتفع العديد من الأصوات داخل الشعب الفرنسي منتقدة خطاب الرئيس الفرنسي اتجاه الإسلام والمسلمين،وقد أظهرت بوضوح تبعات الإساءة للإسلام والمسلمين في فرنسا.ومن هنا يجب أن يرتفع صوت الحكمة في المجتمع الفرنسي الداعي إلى كبح جماح الداعين لخطاب الكراهية الذي لن يؤدي سوى الى تفكك وحدة الشعب الفرنسي وانهيار الإقتصاد الفرنسي باتساع فكرة المقاطعة لكل منتوج فرنسي الصنع في كل بقاع العالم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube