حواراتمستجدات

حرة بريس في حوار مع الكاتبة والصحافية المصرية جيهان خليفة 

نحن غرقى الجمود والخشية “هيبة المقدس ” ترعبنا تخرص السؤال لدينا 

حاورها عبدالحي كريط 

يعتبر موضوع نقد التراث الإسلامي والعقل العربي وطرح إشكالية التجديد من أهم الموضوعات التي تناولها العديد من المفكرين العرب من أبرزهم المفكر المغربي الراحل محمد عابد الجابري والمفكر الجزائري الراحل محمد أركون باعتبارهما  أكثر المفكرين العرب والمسلمين العقلانيين الذين حركو المياه الراكدة في شرايين الجسم الفقهي الجامد ومحاولة بث فيها روح التجديد واﻹجتهاد فكان الجابري -وبالنظر إلى كثرة إسهاماته وتنوع ميادينها -قد ساهم في خدمة الفلسفة التي ارتبط مساره بها وتحليل بعض القضايا الفكرية وممن تميزوا بجرأتهم على مواجهة التحديات التي كانت تطرح على الثقافة العربية بصفة خاصة وبإقدامهم على التنظير الذي يعتمد على الأعمـال الشخصيـة للفكر ويتمثل في دراساته حول الفكر العربي الإسلامي وكذلك أركون الذي يحيلنا إلى علوم الإنسان والمجتمع في أعلى مستوياتها وأكثر نقاطها تقدما لكي نفهم منهجيته وكيفية دراسته للتراث الإسلامي والعلـوم الإنسانية إذ يطبقها على التراث العربي الإسلامي ويؤسس لما يعرف بالإسلاميات التطبيقية فهو من صنف أولئك المفكرين العقلانيين الذين يتحركون في فضاء الفكر الحداثي التنويري.

ضيفة هذا الحوار هي الكاتبة والصحفية المصرية جيهان خليفة والتي تعتبر من أهم الكاتبات والصحفيات العرب الذين كتبوا عن موضوع التجديد ونقد التراث بناءا على أدوات بحثية مستمدة من منهج الجابري وأركون من خلال مقاربة نقدية جريئة وموضوعية .

جيهان خليفة حاصلة على دبلوم علم الاجتماع والفلسفة من كلية الآداب جامعة المنوفية ،عضو نقابة الصحفيين المصريين منذ عام 2007 في عام 2008 شاركت في ورشة عمل تدريب الصحفيين الأولى التي نظمتها شركة المصري اليوم وبي بي سي البريطانية ،عملت في عدد من المنابر الإعلامية المصرية الوازنة كجريدة  المصري اليوم وجريدة النبأ وجريدة اللواء العربي وجريدة الأسبوع الصحفي المصرية كما عملت مراسلة لوكالة رويترز في مصر مابين 2006 و2009 .

في هذا الحوار ستتحدث لنا الكاتبة والصحفية المصرية جيهان خليفة عن إشكالية التجديد والتراث بالعقل العربي إضافة إلى موضوع جدلية العلمانية في العالم العربي خاصة بمنطقة الشرق الأوسط وإسقاطاتها الواقعية على الفكر السياسي العربي وغيرها من المحاور الهامة 

1-لماذا اغلب موضوعاتك تتمحور حول نقد التراث الإسلامي  والعقل العربي وطرح إشكالية التجديد في شرايين الجسم الفقهي  الجامد ؟

أولا أحب أن أوضح لك فى البداية أننى قبل 25 ينابركان الإهتمام بالتراث لا يحتل بؤرة إهتمامي ، ولكن ما حدث فى المنطقة بعد الربيع العربى كان بالنسبة لي صدمة على كل المستويات سواء فى النخب العلمانية أو في التيارات الإسلامية المختلفة التى طفحت على السطح، وجدت هيجانات سياسية متقاتلة وكما رأينا جميعا المنطقة كلها إنفجرت وجدنا سبايا وإماء ومأذن فى البرلمان وملك يمين وفى المقابل نخب ليبرالية ضعيفة مضمحلة  كل ذلك دفعني وبإصرار للإهتمام بالقراءة فى التراث بل والتعمق فى قراءاتي فمنذ أكثر من 8سنوات وأنا أبحث وتولد لدي يقين بأن لدينا تركة مثقلة تحتاج بالفعل لبعث الحياة فيها هذه التركة هى “تراثنا ” فنهضتنا مربوطة بحبل سري بهذا التراث لابد من إعادة النظر فيه وبكل ما يحوى وطبعا عندما نتحدث عن تجديد وإعمال فكر هنا سوف نصل إلى الأداة الفاعلة ألا وهى العقل ” العقل العربي ” ذلك العقل إذا قمنا بتشريحه سنجده عقل  كلاسيكي بإمتيازودائما العقل الكلاسيكي يتسم بالثبات إن لم يكن هو الثبات بعينه ، لا شك أن هناك عوامل كثيرة ساهمت فى هذه الحالة التي وصل إليها العقل العربي أولها الإستعمار ولكني أرى أن السياسة والدين كانا أثرهما فى ثبوتية هذا العقل أكثر . 

2-من خلال مقالاتكم الفكرية لاحظت انك تعتمدين على منهجية  محمد عابد الجابري ومحمد أركون وهما من عمالقة الفكر العربي الحديث في شقه المغاربي ،ماهي الأسباب والدوافع التي دفعتكم إلى تبني أطروحات هذين االمفكران؟ وهل الأمر له علاقة بغياب العقلانية في الفكر المشرقي؟

لا أحد ينكرأن كلا من محمد أركون ومحمد عابد الجابرى يمثلان الضمير العام للفكر النقدي للنص ومشروعهما تلخيص لعالم فكري ليس بالهين أراهما ” انسكلوبيديات عربية ” تحتاج لمزيد ومزيد من الدراسة والبحث .. أما عن إشكالية تقدم الشق المغاربي عن المشرق فلا شك أن المغرب متفوق فى مجال الدراسات النقدية وساعده فى ذلك انفتاحه على المناهج والنظريات الغربية الحديثة خاصة البنيوية والبنيوية التكوينية والمناهج السيميائية والألسنية وغيرها بالأضافة إلى القرب الجغرافي والتاريخىي لأوربا كل ذلك عوامل ساهمت بدرجة كبيرة فى هذا التفوق ولكن ينبغي ألا ننسى ثقل العراق ومصر وسوريا ولبنان وإن كان المشرق يعانى كبوة  حاليا . 

3-في إحدى مقالاتك أشرت إلى أن ثلاثية القبيلة الغنيمة العقيدة هي محددات صنعت العقل السياسي العربي،هل لك أن تشرح لنا هذه الإشكالية؟ 

أولا هذه أطروحة الدكتور محمد عابد الجابري حيث يرى أن العقل السياسى ليس “برهانيا” فقط ولا “عرفانيا “ولا”بيانيا ” فقط إنه يوظف مقولات وآليات مختلف النظم السياسية حسب الحاجة وبما أن السياسة تقوم أساسا على البرجماتية لذلك لا ننتظر من العقل السياسى أن يناقض موضوعه الذى يستمد منه هويته “السياسة ” فهو عقل برجماتي وفقا لوجهة نظر الجابري الذى يرى أن السياسة عندنا بدأت تمارس بإسم الدين والقبيلة ومازالت حتى الآن ، الجابرى فى ربطه المحددات الثلاثة بالعقل السياسي يستعير تحليل “ريجيس دوبرى ” لما يسميه اللاشعور السياسي فمن وجهة نظره أن الظاهرة السياسية لايؤسسها وعى الناس وآراؤهم وطموحاتهم ولا ما يؤسس هذا الوعى نفسه من علاقات إجتماعية ومصالح طبقية إنما تحدد دوافعها فيما يطلق عليه “اللاشعور السياسي ”  وهو عبارة عن بنية قوامها علاقات مادية جمعية تمارس على الأفراد والجماعات ضغطا لايقاوم علاقات من نوع العلاقات القبلية العشائرية والعلاقات الطائيفية والمذهبية والحزبية الضيقة ، التى تستمد قوتها الضاغطة القسرية مما تقيمه من ترابطات بين الناس تؤطر ما يقوم بينهم بفعل تلك العلاقات ، والجابرى يرى أن العلاقات الإجتماعية ذات الطابع العشائري والطائفي لا تزال تحتل موقعا أساسيا وصريحا فى حياتنا السياسية ،مشيرا إلى أن اللاشعور السياسي المؤسس للعقل السياسي العربى يجب ألا ينظرإليه فقط على أنه الديني والعشائري اللذان يوجهان من خلف العقل السياسي بل لابد من النظر إليه أيضا على أنه السياسي الذى يوجه من خلف التمذهب الديني والتعصب القبلي حيث يرى أن التمذهب الديني عندنا هو الذى يطفو على اللاشعور السياسي ويغطيه ، أما عن الغنيمة فيرى الجابري أنها الدور الذى يقوم به العامل الإقتصادي فى المجتمعات التى يكون فيها الإقتصاد قائما أساسا على الخراج والريع وليس على العلاقات الإنتاجية هو يقصد بالغنيمة ثلاث أشياء متلازمة نوعا خاصا من الدخل “خراج أو ريع ” وطريقة صرف هذا الدخل والعطاء بأنواعه وعقلية ملازمة لهما .. ويوضح إستعمال مصطلح الغنيمة لأن موضوعه هو العقل السياسي تفكيرا وممارسة مشيرا إلى أن اهتمامه بالجانب الإقتصادىي مقصور على الحالة التى يكون فيها الإقتصاد أحد دوافع الفعل السياسى وأحد محدداته هذا هو مضمون الغنيمة . أما عن العقيدة فهو لا يقصد مضمون معين سواء كان على شكل دين موحى به أو على صورة أيديولوجيا إنما يقصد مفعولهما على صعيد الإعتقاد والتمذهب وذلك لأن موضوعه هو العقل السياسي وذلك العقل يقوم منذ عهد أرسطوا على الإعتقاد وليس على البرهان كما أنه ليس عقل فرد إنما عقل جماعة كما يرى الجابري ، بل هو المنطق الذى يحركها كجماعة ومعروف أن منطق الجماعة لا يتأسس على مقاييس معرفية بل على رموز مخيالية تؤسس الإعتقاد والإيمان وبالتالى فالجابري  يرى أن الغنيمة والقبيلة والعقيدة مفاتيح قراءته للتاريخ السياسي العربي . 

4- هناك سلسلة من المقالات كتبتها حول موضوع العلمانية في العالم العربي خاصة بمنطقة الشرق الأوسط من خلال آليات معرفية استخدمتها في تفكيك هذا المفهوم وإسقاطاتها الواقعية على الفكر السياسي العربي ،لماذا العلمانية فى العالم العربى لم تصل بعد إلى مستوى علمانية الغرب في احترام الحقوق والحريات وإقامة مفهوم الدولة على أسس ديمقراطية حقيقية؟ 

 ذلك يرجع إلى قدرة العقل الغربي على التخلص من لاهوته القديم  بكل صرامة ووضوح بالإضافة إلى وجود الفكر المؤسس الرصين أفكار ديدور وفولتير والبارون ناهيك عن أن العقل الغربي عقل ناقد بإمتياز كل ذلك ساهم فى تاسيس علمانية الغرب الذى مازال فى حالة مراجعة ذاتية لكل أسسه الفكرية سواء الحداثة العقلانية ، العلمانية ،وغيرها كل ذلك لأنه أدرك أن النقد حركة دافعة لمزيد من النهضة والتقدم على عكس الحال لدينا نحن غرقى الجمود والخشية “هيبة المقدس ” ترعبنا تخرص السؤال لدينا ،من المضحك أن مصطلح العلمانية عندنا مازال من المصطلحات سيئة السمعة مرتبط باللأخلاقية رغم أني أرى أن أفضل مسمى للعلمانية هو سيادة الإنسانية  أو فلنقل سيادة الضمير .

5-هناك سؤال دائما يطرق أبواب عقلي ويشغل فكري حول موضوع العلمانيين العرب والذين أثبتوا من خلال عدة محطات تاريخية مختلفة أبرزها محطة بما يسمى ثورات الربيع العربي فشلهم الذريع في قيادة دفة  مؤسسات الدولة ،بل والغريب أنه بعد وصول الإسلاميين في الحكم في مصر وعبر صناديق الاقتراع بعد ثورة 25 يناير أثبت الإخوان أنهم كانوا أكثر علمانية من العلمانيين أنفسهم ،هل لك أن تشرح لنا هذه الازدواجية المعيارية لدى العلمانيين العرب ؟

أولا العلمانية ليست أيديولوجيا سياسىة وليس المطلوب من العلمانيين الإنتظام فى جماعات سياسية للوصول إلى الحكم وإمتلاك أدوات إدارة الدول ، أما إن كنت تقصد الجماعات السياسية التى تعتنقد الفكر العلماني كاليساريين والقوميين واللبيراليين فضعف هذه الجماعات يرجع إلى الكثيرمن الأسباب كالمشاكل البنيوية والعواصف التى قابلت هذه التشكيلات مثل العصف الأمني ، وبالنسبة للإخوان فلا أرى أنهم أكثر علمانية بالعكس الإخواني يظل يطالب بالحرية والعدالة وحقوق الإنسان حتى يصل للحكم هنا يخرص أي صوت معارض وبكل فاشية لك فى إيران خير مثال إنظر ما حدث مع حزب “تودا “كانوا يعلقونهم على أعمدة الإنارة ، وإذا استمرالإخوان فى مصرلم يكن الحال سيكون أفضل هذه تنظيمات فاشية ليس لها أي علاقة لابديمقراطية ولا حرية إنهم مفوضون باسم العدل الإلهي ومن يخالفهم يخالف الإله . 

6- في إحدى مقالاتكم أشرت إلى أن العلمانية وحدها هي الكفيلة بإقامة  الدولة العالمة وأن العلمانية لا يمكنها أن تكون إلاَّ علمانية علمية مستقلة عن الإيديولوجية الدينية والسياسة، تلك الأيديولوجية التي جرى تسويدها فى الشرق الأوسط المعاصر من باكستان حتى موريتانيا ..،ألا تعتقدين أن العلمانية بمفهومها الشامل لن تنجح في الفكر السياسي العربي  نظرا لأنه لايوجد مشكل مع الدين عكس الفكر السياسي الغربي ؟

هذا فهم خاطىء عن العلمانية أنها ضد الدين بل بالعكس العلمانية بمفهومها الواسع تحقق حماية للدين من إحتكار السلطة ، العلمنة وكما يقول محمد أركون لايمكن أن تكون غائبة عن التجربة التاريخية لأى شعب من الشعوب فهى موقف ورؤية للعالم . الدين المفروض يكون ظاهرة روحية خاصة جدا بين الفرد وربه هذا المفروض أن يكون ولكن للأسف الوضع عندنا ليس كذلك وهذا سبب أزمتنا أن الدين يدخل فى صميم حياتنا اليومية هو جزأ لا يتجزأ من سلوكياتنا وعاداتنا  تشريعتنا التى نشأنا عليها لم يعد هذه العلاقة الخاصة جدا ، وما نريده هو إعادته لوضعه الطبيعي ،وحدها العلمانية القادرة على إستيعاب نزق الأديان المختلفة والتمذهبات والطوائف الدينية هى الكفيلة بحماية حقوق وواجبات الكل تحت مظلتها . 

7-المفكر المصري الراحل عبدالوهاب المسيري كان قد كتب عن العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة من خلال مجلدات، وحسب ماأرى أن عبدالوهاب المسيري كان موفقا جدا  في إعادة تفكيك العلمانية واعادة بناءها من خلال منهج اكاديمي رصين ألا تعتقدين معي أن على العلمانيين العرب أن يكونوا أكثر مرونة وتقبلا لهذا التجديد الذي قدمه المسيري وهو يقارب نوعا ما نقد العقل العربي عند الجابري ؟

دعنا أولا نوجز ما قاله الدكتور المسيري فى تجزأته للعلمانية هو يرى أن العلمانية الجزئية هى فصل الدين عن الدولة مع إلتزام الصمت بخصوص القضايا النهائية ، اما العلمانية الشاملة فمن وجهة نظره هى فصل القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية عن الحياة فى جانبها العام والخاص ونزع القداسة عن الإنسان والطبيعة عندما يتحول العالم بأسرة إلى مادة إستعمالية ويرى أن المجتمعات كلها تسير نحو هذه العلمانية الشاملة بسبب ما يسمية ” النزوع الجينى ” بداية ماحدث على أرض الواقع بعد ثورات الربيع العربي يدحض ما توصل له المسيري على إعتبار أننا جرء من العالم فلم نسير نحو العلمانية الشاملة بل بالعكس فيه نزوع لظهور الأصوليات الدنيية فى كل المنظقة العربية بل فى أمريكا التى يعتبرها المسيري قمة العلمانية يوجد تصاعد للأصولية الدينية بها . 

من ناحية أخرى المسيري شيطن العلمانية فقد ألصق بالعلمانية الشاملة كل ما هو قبيح من وجهة نظره ” إستهلاك ،إمبريالية ، الرأسمالية ، الإشتراكية ، الصهيونية ، الفاشية ، العولمة ، البرجماتية ” لذلك فهذا المصطلح الذى سكه يعتبر من أكثر المصطلحات عدائية ضد أى رؤية تنويرية حداثية . 

8-في إحدى مقالاتكم بعنوان محنة التيار الليبرالي العربي بين التشرذم والاغتراب ،وسلطت فيه الضوء على ضبابية برامج  التيار العلماني وعدم قدرتها على مسايرة التطورات السياسية والاجتماعية في العالم العربي، هل يمكن القول أن محنة االمثقف الليبرالي تتقاطع مع محنة المثقف بالحضارة العربية الإسلامية كما جاء في كتاب المفكر المغربي الراحل محمد عابد الجابري؟ 

المثقف العربى عموما يعانى أزمة وصلت لحد الإغتراب على حد وصف فيصل دراج إذ يرى أن “اغتراباً حقيقياً همش المثقف النقدي تهميشاً يتاخم المأساة. إن أساس هذا المأزق هو أن المثقف ينازع بخطابه الثقافي النقدي السلطات السياسية والأيديولوجية القائمة في المجتمع،  إنه يريد أن يكون فاعلاً في مجتمعه من خلال ثقافته وفكره ولكن ذلك لايتحقق إلا فى مجتعمات الحداثة التى استقرت فيها قيم الفردية واستقلالية الفرد ومرجعيته، سلطة الرأي العام وكما يقول المفكر محمود أمين العالم :” ثمة تلازم بين ولادة المثقف كفاعل اجتماعي والمجتمع المدني الديمقراطي الضامن للمساواة المدنية، وحق التعبير والرفض والنقد والمساءلة من دون تعسف أوتحريم. لكن المثقف العربي ينظر حوله فلا يجد جمهورا يسانده ولا شرعية ديمقراطية يتكىءعليها، فأكثر من نصف العرب من الأطفال والأميين والفقراء، وهؤلاء لايصلهم من خطابات المثقفين إلا ما تريده لهم السلطة السياسية، في ظل ضآلة المنشورات الثقافية ومحدوديتها، واستبداد المرجعيات الذي يصل إلى حد الاغتيال المعنوي أو حتى الجسدي. وفي حال وجود مؤسسات ديمقراطية، من حيث الشكل، إلا أنها في الواقع محاصرة أو مراقبة أو محدودة أو معرضة دائماً للمصادرة والقمع ” . على حد تعبيرالعالم.

من جهة أخرى فالوسط الثقافى العربى يعانى من ظاهرة المثقف المزدوج كما سماه زكى نجيب محمود أى مثقف صالونات تأثيره لا يتجاوز زملاء الجلسة لذلك فالفكرة الهشة تولد ميتة لا يلتقتها واقع يحتاج لفكرة صلبة وواضحة تجبره على نزع رداء البلادة .

9-باعتبارك صحافية مصرية كيف تنظرون إلى واقع الإعلام المصري خلال هذه السنوات والذي  يشهد إنحدارا إعلاميا غير مسبوق ويؤثر على مكانة مصر ذاتها إقليميا ودوليا بعدما كانت الصحف والإعلام المصري  كعبة يصبو إليها كل من سعى للعلم والتنوير؟

لا تعليق 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube