حزبيات مغربية

عن المؤتمر 11، وجهة نظر إدريس لشكر :حامل وزر الإتحاد : بقلم سدي علي ماءالعينين

،إمسوان ،يناير 2022.

لن يجادل احد ان من مشوا في جنازة سي عبد الرحيم بوعبيد ،كانوا يمشون في جنازة حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية ،
كما أن كثيرين يؤمنون ان مرحلة سي عبد الرحمان اليوسفي شابتها شوائب مست بهوية الإتحاد، من قبول بدستور 1992، والذي تصدت له القواعد الحزبية، مرورا بتناوب بطعم إنقاذ البلاد في وضع معاكس لقوة الحزب ووزنه الطبيعي عكسه رفض محمد حفيظ الكاتب العام للشبيبة الإتحادية لمقعد مزور، مرورا بتكريم إدريس البصري في حفل الشاي المشهور، و تبني الخوصصة المتناقضة مع الفكر الإشتراكي بقيادة منظر الإشتراكية الأممية فتح الله ولعلو،وصولا بعد الإعتزال إلى محاولة طي ملف المختطف المفقود المهدي بن بركة عبر تنظيم لقاء اقحمت فيه رسالة ملكية بالمكتبة الوطنية بالرباط،
بعد اليوسفي الذي غادر معتزلا العمل السياسي، جاء اليازغي على صهوة التنظيم لينقلب عليه من إرتوا من مساره و تجذره التنظيمي وفي مقدمتهم إدريس لشكر، ليغادر بعد فضيحة وزارة “صاكادو” ، رغم مواقفه الجريئة كوزير بلا حقيبة منها جزيرة ليلى،
بعد اليازغي وريث تنظيم بوعبيد، جاءت عشر سنوات من قيادة الراضي، الذي كان يقترحه الملك الراحل الحسن الثاني خلفا لبوعبيد، جاء الرجل ليقود حزبا بلا شبية وبإنشقاق نقابي، و زايدت عليه تيارات من الحزب بطلب تقديم مذكرة الإصلاحات الدستورية التي اقبرها وجمد معها التنظيمات و أصبح الحزب في المراحل الأولى لهلاميته،
في عز ولاية الراضي نشرت مجلة” نيشان” تكهنات بمن سيقود الأحزاب الوطنية في العشرية المقبلة، ويا سبحان الله أن المجلة تنبأت بحكم إدريس لشكر للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية و حميد شباط لحزب الإستقلال، وكان ما توقعته،
بعد كل مخاضات ما بعد المؤتمر الثامن جاء التاسع ليكرس نبوؤة مجلة” نيشان” ،و جاء لشكر إدريس كاتبا اولا مشكوكا في سلطة قراره، و محكوما بنزعة انشقاقية سمت نفسها “البديل” ، لم يكن يحرك ادواتها غير المغذور في ولايته معلم التلميذ لشكر القائد اليازغي، وبعد تهاوي المشروع ورثه لإبنه “علي ” قبل أن يموت في المهد،
إدريس لشكر في ولايته الأولى، وحد و ادمج وانفتح، و لكنه كان مسكونا بعقدة الإفتقار إلى “الكاريزما” و المشروعية المشكوك فيها،
فكان مسكونا بولاية ثانية تعطيه الشرعية، فاقام الدنيا واقعدها، فتنكر لأدبيات الحزب التي ساهم في صياغتها ك” الوافد الجديد” ، ففتح المقر باكدال لبنكيران ليتبرأ من دم الشهيد عمر بنجلون كما فعل اليوسفي مع بنبركة، وفتح مقر العرعار لشباط و إلياس،
قاد إنقلابا على معلمه اليازغي الذي غادر وترك جذوره بالأقاليم، فاشرف شخصيا على قرابة ثمانين مؤتمرا إقليميا ، لتصفية تركة معلمه، ولم يجني من ذلك غير هزيمة مدوية في 2011 و 2015،
في هذا الخضم عقد مؤتمره العاشر الذي تقدم فيه كمرشح وحيد لإثبات الشرعية المفقودة، فيما العشرة المعارضون تائهون
حلت إنتخابات 2021 في عز وباء كورونا، فلم يجد الكاتب الأول تنظيما يقود به حملة انتخابية ،فتحالف و كولس و ناضل من أجل أن تكون خاتمة ولايته الثانية نجاحا رقميا وعدديا ،
وكان له ذلك وفق سياسة “إغماض العين” خاصة إزاء أكبر عملية تزوير شهدتها إنتخابات المغرب وفق آليات التكنولوجيا الحديثة، وكانت منطقة سوس بدائرة اكادير اداوتنان خير شاهد عليها
وكان الرجل على وشك الدخول دخول الابطال إلى حكومة كان مقعده فيها محجوزا قبل الإنتخابات،
لكن المياه تحت الجسر سارت عكس هواه، ووجد نفسه خارج فصل الجني، ليعود إلى مقر العرعار مسكونا بهول الأسئلة،
وعشية تخليد المغرب لعيد المسيرة الخضراء، قرر الرجل قلب كل الموازين والتوجه لولاية ثالثة، وكله يقين ان تجربته لم تخلق إمتدادا ولا خلفا،
فقاد حملته على خلفية فوز عددي، و فراغ تنظيمي، و نزعة معاندة ترفض الإستسلام،
فجاءت إلى الواجهة لمواجهته في سباقه لولاية ثالثة وجوه مسكونة بنزعة عدائية شخصية له ولمرحلته، فكان طبيعيا ان تكون أصواتها نشازا في سيرورة من بقي بالحزب من اتباعه ومريديه،
في الحصيلة : منذ توفي سي عبد الرحيم بوعبيد والإتحاديون يحملون نعش الحزب يدبرون به المراحل، ويستهلكون ما تبقى من رصيده، وجاء رجل منهم رحمة بجثة الإتحاد يستعد لتنظيم مؤتمر حادي عشر مهمته الوحيدة دفن الجثة وتنظيم المأثم، و صلاة الجنازة على تاريخه الطاهر،
اما من يقولون عن أنفسهم اتحاديون و هم منزوون في منازلهم في العشرين سنة الماضية، فكانهم بدويون استقروا بالمدينة وهيامهم وحبهم لقرية تركوها وغادروها و لم يعد يربطهم بها سوى الحنين ،
في الأسبوع الأول من شهر يناير وقع المغاربة وثيقة المطالبة بالإستقلال ،وفي 2022 في الأسبوع الأول من شهر فبراير سيحتاج الإتحاديون إلى توقيع وثيقة المطالبة بإحياء الإتحاد و كسر شوكة عهد حماية الجاثمين على الحزب بإسم الولاية الثالثة ،
دعوه يدفن حزبا مشوها، وآروني في فبراير قدرتكم على إحياء حزب يسكن ذاكرتكم وقلوبكم لكنه سلب منكم، ولعل أولى المعارك، معركة المقرات كما كان زمن الإنفصال عن حزب الأستقلال
فهل تعتبرون ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube