مستجداتمقالات الرأي

السودان علمانية الدولة وسياسة فرض الامر الواقع

حرة بريس -بقلم :المصطفى عمر

يتجه السودان بصورة جادة لحلحلة قضايا وجودية وقفت بصلابة أمام تقدمه وساهمت في جعله معزولاََ داخلياََ وخارجياََ،إبتداءََ بتطبيع العلاقات مع إسرائيل ومروراََ بإتفاق المبادئ الذي تم توقيعه بين رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان و عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال والذي أقر ضمنياََ بضرورة علمانية ومدنية الدولة ووقوف الحكومة علي مسافة واحدة من كل الاديان وعدم التمييز وعدمإدارة الدولة علي شكل ديني.
وهذا سيعزز بناء السلام في ربوع البلاد ويمنحها فرصة للنهوض والإصلاح .
دعونا نلقي نظرة علي الحركة الشعبية لتحرير السودان في سودان ماقبل إنفصال جنوب السودان حيث كانت الحركة بقيادة الراحل جون قرنق دي مابيور الذي قضى في حادث طائرة مشؤوم ،وهو رجل وحدوي مهموم بقضية السودان الواحد ،ولكن جرت الرياح بما لا يشتهي السَفن وانفصل الجنوب وأعادت الحركة الشعبية ترتيب نفسها تماهياََ مع الإنفصال وسمت الحركة الموجودة بشمال السودان (الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال )
تحت قيادة الجنرالات مالك عقار والحلو وياسر عرمان وهي تسيطر على مناطق داخل السودان الشمالي كمناطق في جنوب النيل الازرق ومنطقة كاودا بجبال النوبة ،لاحقاََ إنفصل عبد العزيز الحلو بحركته ومالك عقار بحركته وظلت التسمية واحدة (الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال) قيادة عقار أو الحلو.
قامت الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال قيادة مالك عقار بتوقيع اتفاق سلام جوبا مع بعض حركات الكفاح المسلح الأخري وهي بمثابة أكبر عملية سلام تتم في السودان ،والان التحق عبد العزيز الحلو بترتيبات سلام جديد يضع فيه العلمانية كبند تفاوضى.
تعتمد الحكومة الانتقالية علي سياسة فرض الامر الواقع ثم جعل الشعب يختصم جراء ذلك حيث إنقسم الشعب إلي مؤيد لعلمانية الدولة ورافض لها باعتبارها ضد الاسلام ،ولكن الملاحظ أن بعض أئمة المساجد إستغلوا ضعف الحكومة الاعلامي في التعريف بالعلمانية ،وعلينا أن نتذكر أن تركيا التي إحتلت السودان ومصر يوماََ ماتحت راية الدولة العثمانية هي الان دولة علمانية لم ينتهي فيها الدين ولم تغلق مساجدها
مواقف الاحزاب السياسية من العلمانية هي متباينة فالاحزاب ذات النزعات التقدمية والاشتراكية ليست لديها مخاوف من العلمانية والاحزاب ذات الخلفية الدينية والمشاركة في الحكومة بين نارين فهي لاتريد الخروج من الحكومة ولا تريد الاعتراف بالعلمانية خشية فقدان جماهيرها لذا فهي تعتمد علي أراء فضفاضة مثل أن تقول “طريقة حكم السودان تحدد عبر المجالس التشريعية”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube