مستجداتمقالات الرأي

ملعب السياسة خطط بديلة ومدرب ملعون

حرة بريس -المصطفى عمر

تعريف السياسة المحبب لدى دول العالم الثالث هي “لعبة قذرة “وهذا التعريف هو قصور مفاهيمي في المقام الاول ناتج عن قذارة الاداء السياسي نفسه لهذه النخب السياسية.
أما دول العالم الاول والثاني فهم يعرفونها بأنها “فن الممكن” ،إمعاناََ في جعلها متماهية مع القيم الحضارية للانسانية التي ينادون بها.
سقت هذه المقدمة لأتحدث عن الانتقالات التي يقوم بها الساسة في السودان من حزب إلي أخر أو تأسيس أجسام سياسية جديدة تلبي أشواقهم وطموحاتهم في القيادة.
أولاََ لماذا ينتقلون وهل في هذا مايعيب السياسي أم إنه أمر عادي.
للانتقال أسباب كثيرة من بينها عدم تطبيق المنشور التأسيسى للحزب في ممارسته السياسية ،فكم من حزب ديمقراطي لاشورى فيه وكم من حزب جماهيري تكثر فيه العنصرية والإقصاء.
سيصطدم من يبحث عن حرية نقية بديكتاتورية التنظيم الذي ينتمي له هذا الإختناق يقود للبحث عن مناخ جديد أو خلقه أو تكسير منفذ ليمر من خلاله الهواء النقي ،ولكن النتيجة دائماََ ترتبط بتبعثر الأوراق وجعلها عرضة لفوضى رياح التغيير .
ومن الأسباب الأخري الظاهرة الشعور بالغبن والاستهلاك والدوران داخل دوائر لا نهائية دون نيل درجات مستحقة في تسلسل التنظيم، وكذلك لاتنسى دور الاغراءات التي تقدمها بعض الأحزاب المنافسة للاشخاص بغرض الحصول علي خدماتهم في جانب ما تفتقده هذه الاحزاب ،أو أن إستمالتهم لهذه الكوادر قد يعزز جانب داخل تنظيمهم.
وأيضاََ من الأسباب الظاهرة لهذه الانتقالات فساد وتلوث المناخ التطبيقي للساسة الصغار وإختلاق الصراعات الدونكيشوتية (صراع ضد طواحين الهواء)،تحت ذرائع إثنية أو الرغبة في ترفيع أشخاص بعينهم دون مؤهلات كافية على حساب الكوادر المهمة.
ومن الأسباب الأخري لهذه الظاهرة هو الحسد (متلازمة السياسي في العالم الثالث) ،فالبعض لايسره أن تقرب القيادة السياسية الكوادر المؤثرة ،ويري أن الكادر لا يستحق هذ المكان علي الرغم من قدراته.
أيضاََ التوقف عن ممارسة السياسة لفترة طويلة ثم العودة في مواسم (جني العنب) للحصول علي مكاسب متوقعة تعتمد علي الماضي السياسي الذي وقف في مرحلة ما، والرغبة في إعادة السرعة خارج إطار الزمن
كل هذه الاسباب تؤدي إلي تغيرات جذرية في المفهوم السياسي وتجعل السياسي يتجول بين التنظيمات إلي أن يجد المكان المناسب لطموحاته (عموماََ) ومقدراته.
لا مجال للشعور بالخجل طالما أن كل سياسي تحيط به مجموعة من حملة المرايش تزين له الإنتقال بأنه إنتصار للقيم والمبادئ الكبرى والتي لا يعلم قيمتها الا السياسي نفسه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube