مقالات الرأي

                     لأي شيئ تخطط فرنسا بعد استقبالها ممثل البوليساريو  في البرلمان،ويتزامن ذلك مع عودة علاقاتها مع الجزائر

                    

يبدو أن دعوة الرئيس الألماني لجلالة الملك للقيام بزيارة رسمية لألمانيا ،ومراجعة موقفها من قضية الصحراء ،ودعمها لمشروع الحكم الذاتي.تقارب  يراه الساكن في قصر الإليزي تهديدا لمصالح فرنسا في المغرب .زيارة ممثل البوليساريو للبرلمان الفرنسي والتصريحات التي أدلى بها مدعوما من اليسار في البرلمان الفرنسي

قد يكون رسالة واضحة للمغرب بأن فرنسا لا تنظر بعين الرضا للتقارب المغربي الألماني.يبدو أن العلاقات الفرنسية المغربية ستعرف توترا ملحوظا،خصوصا بعد

عودة العلاقات الجزائرية الفرنسية وبدون اعتذار من الرئيس الفرنسي  كما طالب الرئيس تبون بعد التصريحات المهينة التي أدلى بها الرئيس ماكرون فيما يخص الجزائر.أعتقد وأتمنى أن أكون مخطءا في تقديري  أن فرنسا تلعب بالنار ،وأنها تساهم في تأجيج الصراع ،وأن المغرب سيرد بقوة اتجاه فرنسا كما رد على إسبانيا إلى يومنا هذا وكما رد على ألمانيا حتى راجعت مواقفها.لقد أصبحت العلاقات بين البلدان ،تحكمها المصالح المشتركة.والتعاون الوطيد في مجالات متعددة،هل فرنسا مستعدة للتضحية بمصالحها مع المغرب؟وهل تحالف فرنسا مع الجزائر بانفتاحها على جبهة البوليساريو ،سيؤجج التوتر مع المغرب كما حصل مع إسبانيا لما استقبلت بن بطوش للعلاج في مستشفياتها من دون تنسيق مع المغرب وتحت إسم مستعار.والخاسر الأكبر  كان إسبانيا .المغرب استدعى سفيرته بإسبانيا ورفض عودتها لحد الساعة وربط ذلك باعتراف إسباني بمغربية الصحراء.شد الحبل لازال مستمرا لحد الساعة مع إسبانيا ومحاصرة الثغرين المحتلين ،لم يرفع وكما رفع المغرب الشعار مغرب اليوم ليس كمغرب الأمس مع إسبانيا سيرفعه لا محالة مع فرنسا.أعتقد أن دعوة الرئيس الألماني للملك بزيارة ألمانيا والتصريحات الإيجابية التي قالها في حق المغرب والسياسة التي أصبحنا ينهجها في محيطه الإقليمي ،دعم الإستقرار في ليبيا،وعودته القوية لإفريقيا ،كلها مؤشرات إيجابية يراها المحللون،والتي كانت سببا في التوجه الإستفزازي الجديد لساكن قصر الإليزي،خصوصا بعد القرار الجزائري بعودة السفير الجزائري إلى باريس.ماوقع خلال الأسبوع يفرض تحرك قوي للوبي المغربي في البرلمان الفرنسي ،لهجوم مضاد وبعث إشارات قوية من المملكة المغربية بأن ماوقع لايخدم العلاقات بين البلدين وأن مصالح  فرنسا في  المغرب مهددة.فالمغرب لن يتساهل مع أي كان فيما يخص قضية الصحراء،التي يعتبرها خط أحمر.مايجري هل هوتقارب فرنسي جزائري ضد التقارب المغربي الألماني؟أم هومحاولة من فرنسا لإرسال إشارات واضحة  للمغرب ،بأنها لا تنظر بعين الرضا لهذا التقارب،الذي تراه سيكون على حساب مصالحها في المغرب.صراع المصالح في المنطقة لن يتوقف.والمغرب بقيادة الملك كان حازما  في إحدى خطبه عندما قال من يقبل بمغربية الصحراء سيكون الأساس في التعاون الإقتصادي والأمني ومن  يختار سياسة وموقف غير ذلك ،فسوف يكون موقفنا مغاير.والعلاقات المغربية الإسبانية الحالية ،هي صورة للسياسة الصارمة التي اتخذها المغرب ولن يتراجع عنها ولن تعود السفيرة لمزاولة مهامها في مدريد ،حتى تعترف إسبانيا بمغربية الصحراء وبمشروع الحكم الذاتي،كما اعترفت به ألمانيا والولايات المتحدة.يبدو أن الصراع بين الدول الكبرى سيحتد في منطقة المغرب العربي ،وهوصراع  اقتصادي محض.في منطقة تزخر بموارد متعددة ،وفي منطقة جيواستراتيجية مهمة وسوق إفريقية واعدة ،والمغرب  هو بابها ،وسيكون من دون شك بفضل موقعه والبنية التحتية التي أنجزها والمشاريع الكبرى التي هي في الطريق.قبلة المستثمرين من عدة دول خصوصا الصين والولايات المتحدة وأنجلترة بعد خروجها من الإتحاد الأوروبي،وألمانيا خصوصا بعد الرؤية الثاقبة لرئيسها ودعوته لجلالة الملك للقيام بزيارة رسمية لألمانيا

حيمري البشير الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube