احمد رباصمستجدات

الموقف المتذبذب لمحمد اليازغي من العدالة والتنمية في سطور

أحمد رباص

بالنسبة لمحمد اليازغي، وزير دولة سابق، وصول العدالة والتنمية إلى الحكم ليس نتيجة الربيع العربي، كما صرح بذلك بنكيران في أكثر من مناسبة، بل جاء تتويجا وتطبيقا روحيا لتعاليم محمد عبد الوهاب في كتابه “التوحيد”، لهذا السبب يغازل الشرق المغرب شيعة ووهابية.
رغم وصول إخوان بنكيران إلى السلطة فحزبهم “لا يتوفر على برنامج لقيادة إصلاحات كبرى في البلاد”،كما لاحظ القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وردت هذه الملاحظة على لسان صاحبنا خلال استضافته الأخيرة ببرنامج “حديث مع الصحافة”، على القناة الثانية، محملا الحكومة التي ترأسها بنكيران مسؤولية الزج بالانتقال الديمقراطي في غرفة الانتظار.
لكن المثير والملفت للانتباه هو أن هذا الموقف المنتقد للبيجيدي سرعان ما تحول إلى نقيضه ب360 درجة؛ وذلك في لحظتين. في اللحظة الأولى، عندما تعرض بعض قيادييه لحملات إعلامية متتالية، بدأت بالوزير محمد يتيم ونشر صور له مع خطيبته في العاصمة باريس مرورا بعضو المجلس الوطني للحزب عبد العالي حامي الدين من خلال اتهامه بالضلوع في قتل طالب يساري في تسعينات القرن الماضي وصور عضو البرلمان المغربي عن العدالة والتنمية آمنة ماء العينين في العاصمة الفرنسية باريس بدون حجاب، وصولا إلى معاش رئيس الحكومة السابق عبد الاله بنكيران، رأى اليازغي في الهجوم الإعلامي الذي استهدفهم “تنابزا بالألقاب”، وقال بأنه لا يفيد الانتقال الديمقراطي في المغرب، الذي قال بأنه “انطلق ولن يعود إلى الوراء”.
ورفض اليازغي، في حديث لمنبر “عربي21″، الدخول في تفاصيل السجال الدائر بشأن نشر بعض وسائل الإعلام المغربية لملفات شخصية لعدد من قيادات العدالة والتنمية، واكتفى بالقول: “إنها تعبير عن خلافات سطحية بين الأغلبية الحكومية”.
في اللحظة الثانية، رأى اليازغي أن “حزب العدالة والتنمية أصبح واحدا من مكونات الانتقال الديمقراطي في المغرب، الذي أصبح واقعا ملموسا”.وقال: “علينا أن نقر بأن العدالة والتنمية قد تطور بشكل كبير، وأمسى حزبا ديمقراطيا، ولم يعد فيه من يعارض الديمقراطية أو يرفضها، وهذا يمثل إضافة حقيقية لمشهد الانتقال الديمقراطي في المغرب”، على حد تعبيره.
مع هذا التصريح السياسي تفاعل ناشط فيسبوكي بتدوينة هذا نصها:
ما أعرفه هو أن السي محمد اليازغي رقم صعب في السياسة المغربية من خلال نضاله المتعدد، الذي أدى ضريبة النضال سنوات من عمره رهن الاعتقال أو ما تعرض له من تفجير طرد ملغوم شوه جسمه. كان الحسن الثاني يعتبره جنرالا صعب المراس. زيادة على نضاله الإعلامي حيث صارع مقص الرقابة اليومية لجريدتي المحرر وليبيراسيون، أو الدفاع عن الحق في الإعلام وصون كرامة الصحفيين حينما ترأس لسنوات النقابة الوطنية للصحافة.
كان محمد اليازغي رفيقا للشهيد عمر بن جلون، يعرف أكثر من غيره الواقفين وراء اغتياله، كما يعرف الجهة المنفذة للجريمة والتي لم تكن سوى الشبيبة الإسلامية التي ينحدر منها أغلبية قادة حزب العدالة والتنمية، أي الفرع المغربي للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين ما جعل المناضلين الاتحادييم يرفعون شعار “بيننا وبينهم جثة عمر”.
عقيدة الإخوان المسلمين لا تؤمن لا بالوطن كحدود ولا بالديمقراطية كفلسفة، وإنما كآلية مرحلية في انتظار التمكين والانقلاب عليها في سبيل قيام دولة الخلافة التي تمتد من جاكارطة إلى طنجة حيث لا صوت يعلو على صوت الخليفة.
العدالة والتنمية يضمر أكثر ما يعلن، هم يبايعون المرشد العام ولا يؤمنون سوي بالدولة الدينية، ولاؤهم للخارج وقبلتهم قطر وتركيا حتى أنهم ارتقوا في سلم التراتبية الإخوانية من خلال ترؤس أحمد الريسوني للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يعتبر الهيئة الروحية للاخوان. ولا تنقطع اجتماعاتهم بتركيا وقطر لتدارس المستجدات الإخوانية.
قد أتفق مع اليازغي لو أن حزب العدالة والتنمية فك ارتباطه بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين عبر بيان سياسي حتى نعتبره حزبا وطنيا، أو تخلى عن الدولة الدينية وخلع بيعته للمرشد العام، أو استغنى عن ذراعه الدعوي الذي لا معنى لوجوده في دولة غالبيتها مسلمون. أما وأن شيئا من هذا لم يحدث، فحزب العدالة والتنمية يتاجر بالمشترك الديني، ويستغل دور العبادة لتمرير خطابه التضليلي حيث يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يقولون.
يكفي أن نشير الى فضائحهم الأخلاقية وإلى خطابهم العنيف تجاه الخصوم التي لا تمت للإسلام بصلة. العبرة الدالة هو ما يقع بتونس حيث حزب النهضة الإخواني يضع العصا في عجلة الصيرورة الديمقراطية خاصة بعدما كشفت هيئة دفاع الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي عن تنظيم سري خاص متهم بقتل المعارضين والمخالفين لتوجهه، أو ما يقع في سيناء بمصر حيث الإخوان يقتلون الجنود والشرطة بدون رحمة. هم أنفسهم من خرب ليبيا وسوريا في حين أنهم يدعمون حكم البشير في مواجهة ثورة الشارع باعتباره حليفا لهم.
أنا أعتبر حزب العدالة والتنمية خطرا على الديمقراطية وخطرا على الوطن. لقد انتشروا في مفاصل الدولة من خلال أتباعهم وعشيرتهم، سيطروا على الإعلام بكل مكوناته، استحوذوا كلية على دور العبادة ومنابر الخطابة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube