شخصياتمستجدات

نحن و تونس

نوفل البعمري

تونس و المغرب يعيشان منذ مدة على المستوى المدني تراجعا في الديناميات التي كانت موجودة بين الحركة المدنية خاصة الحقوقية المغربية و التونسية،هذه الديناميات التي تراجعت بفعل التغيرات العميقة التي شهدتها تونس،و هي تغيرات شملت بنية المجتمع المدني هناك بحيث تشكلت تعبيرات جديدة خاصة الشبابية منها و السياسية و الحقوقية كلها منفصلة او شبه منفصلة على مرحلة بن علي، هذه التعبيرات ازداد حجم تأثيرها في المنطقة بفعل تحول تونس لمركز اشتغال المنظمات و المانحين الاروبيين،كما أن تونس في بعض اللحظات و في ملفات محددة تحولت لمحطة عبور نحو فرنسا و أروبا عموما، بحيث من يتابع مسار العديد مو النشطاء فنقطة عبورهم لاروبا كانت هي تونس، و هو ما جعل من تونس تتحول لمركز ثقل، لنقطة تمركز مختلف التعبيرات الراديكالية و المدنية و مع الجيل الجديد الذي شهدت المنطقة ككل ميلاده بعد “ثورات الربيع العربي”، جيل شبه منفصل و مفصول عن المرحلة التي سبقت 2011 بكل ارتباطاتها المدنية و الحقوقية.التغير الكبير الذي شهدان تونس، و ابتعاد الحركة المدنية و الحقوقية عن مواكبة كل التغيرات التي شهدتها، حولت تونس لمصدر ازعاج للمغرب، و حولتها إلى قبلة لبعض الأسماء ممن تريد المرور نحو أروبا عم طريق محطة تونس لتمركز المنظمات الاروبية فيها،و لتدفق حجم كبير من أموال الدعم المالي لهذا البلد و لمجتمعه المدني.المغرب اليوم في حاجة لإعادة ترتيب علاقته بكل المشهد المدني التونسي الجديد، هذا المشهد الذي لا يحتاج لقطيعة نهائية و لا للاصطدام معها، بقدر ما تحتاج لبعض التفاهم بسبب حالة الانغلاق الكلي الا من بعض التعبيرات المناضلة التي كلنا تتحرك في تونس إبان مرحلة بن علي، و لمواكبة جيل جديد من المدنيين و الحقوقيين المغاربة باتخاذ مبادرات اتجاه المجتمع الحقوقي و المدني التونسي،خاصة و أن هناك قضايا مشتركة مدنية و حقوقية متعلقة بالعدالة الإنتقالية، مرتبطة بالاتتقال الديموقراطي و مآلات كلا التجربتين بعد عشر سنوات من المطالبة المنادية بالتغيير هنا و هناك رغم اختلاف بعض مضامينهما من حيث تجربة المغرب التغيير في إطار نفس النظام، و تونس التغيير مو خارج النظام.تونس عاشت و تعيش تحولات كبيرة، عميقة مرتبطة بفورة في التعبير و التعبيرات التي تأسست منذ سنة 2011،و هي في الغالب تعبيرات تريد إشباع الحاجة التي تولدت في مرحلة بن علي، اغلبها شبابي، و حقوقي و نسائي/جندري، هذه التعبيرات الجديدة تم اختراق بعضها من طرف منظمات داعمة للبوليساريو احيانا و هو ما تجلى في بيانات صدرت و تصدر داعمة للبوليساريو،و أخرى لها موقف مسبق من كل الملفات التي تثار في المغرب خاصة الحقوقية و السياسية لأنها تأثرت بالرأي المرتبط بالجهات المانحة أو لان هناك تقصير مغربي مدني-حقوقي اتجاه كل ما هو تونسي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube