ثقافة وفنونمستجدات

مصطفى البقالي “خواطر باريس”

مصطفى البقالي صحافي، شاعر و كاتب من واشنطن

هواء باريس
قصص “Notre Dame”
وأحدبها العاشق
صدى ترنيمات قديمة في كنيسة “Sacré-Cœur”
رائحة مطر بعيد
أغاني “سيناترا”
أقصد صوته العميق القادم
من الراديو
أنا والانتظار والحزن العميق
نقف أمام بوابة المحطة
نتطلع في كل الوجوه
التي لا تحمل اسمك
هذا الانتظار
قيد ثقيل
قلب عليل
لعنة
حمم
ونار
هذا الانتظار
قاتل متسلسل
يفتك بخلاياي العصبية
خلية خلية
لا يذر منها سوى ما يشعرني
بالفجيعة
هذا الانتظار
يرافقني للمطار أيضا
حيث رأيت
الشقر والسمر
والاغريق والروم
وأهل البلد
وكل الألوان
ولم ألمح ظلك
هذا المغربي داخلي
يحمل سيفا
يبارز في خياله كل عشاقك القدامى
فلا يجد سوى الخواء
ثم لا يعيده لغمده
يدق عنق روحي:
“لماذا لم تكن هناك
حين برزت براعم الحنين
والحب في شفتيها”
هذا المغربي داخلي
يغار عليك من هواء المدينة
من نظرات العابرين
من حمام الساحة الكبرى
من مقاعد الحدائق العامة
من أكواب القهوة
من البن المبلل بريقك
وماذا أفعل
حين يشتد بي الحنين
ويجرني نحوك
أيتها البعيدة
القريبة
وماذا أفعل عندما
أجد نفسي عالقا
في مصيدة القدر
بين حبك والمسافات
ماذا أفعل
سوى أن أحبك أكثر؟
سوى أن أتذكر قبلتي المستعجلة
كما وصفتِها
قبلتك الدافئة
كما وصفتُها
حماقات اللقاء الثاني
الخوف من حب مفاجئ
دمع المسافات في اللقاء الثالث
حديث طويل عن فقه العيون
شوق مؤجل
وشوق مؤجل آخر
للمرة الثانية..
رائحة جسدي
في السرير
عطر جسدك
فوق صدري
ديوان نازك الملائكة الذي سمع كل شيء
سجائرك المختبئة كسرّ
شعرك المنسدل على كتفي
كسولٌ،
مستسلم كهر أصفر..
سؤال في الحضارة:
هل الحب لغة الجسد..
هل الجسد لغة الحب؟
نهدك لغة
تعلمتها سريعا
سرتك سر عميق
أناملك حديقة زمن الحرب
و باريس
ليست مدينة
عندما تغيبين عنها
وأنا لا اكون شاعرا
إلا حين اكتب اسمك
عنوانا للقصيدة!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube