ثقافة وفنون

ذ. محمد ابطوي يتحفنا بأربع قصائد رائعة.

تكسر صمتي فتكسر الزجاج..
علني ما سكتت حين كنت لاتكلم..
علني سمعت كلامي حين تكلم
بداخلي
واجبرني على الصمت…
تكسر صمتي وانفجر
فوق قطعة زجاج تكسر…
طويت صفحات وصفحات
دون ان انتبه الى حروفها
خوفا من صراخها.. ..
لم اكتب قط ما ينتابني
حين الضرورة
والقيت جانبا
في القارورة
كل ملفاتي السرية..
طيش
انحراف
سجن
ادمان
و لامبالاة….
حين القيت نظرة اخرى
على تلك القطعة
المكسرة
وجدت نقطة دم :
سالت دون ان ادري.
كانت لحظة غضب…
ضغطت على راسي
بحثا عن مكان وجعي….

شتان ببني وبين الاخر
الذي طردته من ذاتي…
كان غاضبا مثلي
لكنه لايشبهني الان….
دفنت ماضيي البعيد
وأبحرت بحثا في الاعماق
عن سر طيشي
حتى طاش عقلي
لانني كنت جليس
طيشي
و حماقتي كانت سر
عودتي الان لذاتي……


عند الغروب ، احمر قطر
وجهك القرمزي
الملتوي
الغجري….
بلدتي… برجك الهالك
سقف يحميك
وقطرك الاخر لا مرءي…
عند الغروب
تشعبت اغصان شجيرة
في الانحناء
بلا رداء
تءاكلت اوراقها
وغطت كاسية
عورات قبور
من تراب…
عند الغروب
بدت الوان رمادية
متباعدة في جسمها الواحد
تخطو ملتحفة سترة
زرقاء
و شكلها زءبقي…
انها كساء
عذريتك
و موطن سكونك…
بالافق المطل على حقول
زرقاء
بلا لون و لا ضمادة
انت الوادي المطل
على تل الورداني…

جبهة: عارية من لاحت شفاهها
من أفق بلا قوس…
عارية بلا اظافر
و عارية بلا جوارب….
من خطوات خطتها
فوق زرابيي
المتعفنة…..
عارية بلا ذكرى
تجلت و خصرها من رمال
و ريح عطرها الزيزفون..
عارية و ولون وجنتيها
دماء..
و رماد…
وارصفة من بنزين.

قبل ان تحتسي اخر
جرعة من الكوكايين
غطت شعرها بلثام
حتى
لا تخال نفسها عارية..
تصمرت في ركنها
تحلم
تحلم
بفستانها الابيض
القديم…
تحلم
بوطن ليس ككل الاوطان
وطن لاتسكنه الاوجاع
ولا يباع
ولو بالف صاع
وطن بلا خراءط
ولا يقسم بحاءط
ولا يحكمه سيد ساقط…
وطن تسكنه الاطفال
ولا تقرع فيه الطبال
لنصرة الابطال….
وطن لا يرتدي السياسة
ولا تباع نساؤه بسوق النخاسة
ولا تدوي فيه البنادق..
و لا تهدمه صفعة منافق…

عارية هي هذه الانثى..
وجيدها من عروق عربية..
وجسدها انهكه السهر
و عيناها دموع وندم…..

جبهة: تصدع سقف ذاكرتي
و خرت متتالية ذكريات
شفشاونية
بالامس القريب
كان بيني و بين اناس….
بيني وبين جدران…
بيني وبين ارواح….
بيني وبين شفاه….
بيني وبين اصوات..
بيني وبين دروب
عبرناها دون ملل
واصوات كانت زغاريد
واناس من ذهب
وجدران لا تتكسر
وارواح بلا كذب
وشفاه ذو عطر القرنفل…..
ورحل الكل منا نحو
ضفاف بلا مراسي
و سماوات بلا ظل….
وتاهت الذكرى…فجاة تصدعت
ذاكرتي….
لاجدني مرة اخرى داخل
ذاكرتي….
وجوه غابت عني..
اسماء اكاد اشم
عطرها…..
و بكيت خوفا من التيه…
ليتها العودة الان
اليك يا ذاكرتي
بشفشاون…

***********************************************


بما انني لست من هذا القطيع
اخترت سلوك هذا الطريق…
اخترت ان اتقمص شخصيتي
…وشخصيتي :
شبح
خمول
صراخ
يأس
تنمر
يويويات…
اخترت قهرا ان اعيش
بلا حلم و لا وسادة…..
اخترت طواعية ان اكتب
على وريقات صدري
قبل الولادة :
لست سوى بيدقا
داخل رقعة شطرنج ممزقة….
من اعلى تأتي انامل لامرءية
تحركني يمينا
شمالا
احيانا اتقدم نحو المجهول
خوفا من السقوط
اغمض عيني
وارى نفسي هاويا
من ادراج عالية….
وعند السقوط….. يدوي صوت
صوت رعشة و انين
طفولة….
بعد الولادة …. رأيت نفسي
داخل دوامة….
بين مطرقة العيش
و سندان الفراغ…..
هنا تاه حلمي
“”أحقا أتيت من حيث أتيت
لأكون من لا
يعرف سوى
صورة الصمت
وصوت الصمت
ولغة الصمت
وطعم الصمت
و راءحة الصمت …..””
عاتبني صراخ غرفتي….
و انتظرت الفجر لأ جد
نفسي داخل نفسي
ونفسي قلما ارتابت في
حقيقة نفسي….
عدت لاطفىء المصباح…
خوفا من انتهاء الظلام….
وبدأت اكتب…
أرسم صورتي
لأنها ليست هي من تعاشرني
عند الصباح..

وارتقبت نزول ليل أخر
لأكتشف
انني لست
سوى …. سوى… سوى بيدقا
يسقط او لايسقط
ما قيمته في رقعة
كلها ….. كلها …. خيالات…

*********************************************


من داخل جدار الخوف
من داخل جدار الخوف
انتظر صفارة النهاية
انتظر لحظة العبور الى
الما وراء. ….
كان في البدء…. سباق
نحو المحلات
شراء الكمامات
اغلاق جميع الحانات
و على كل الابواب تكتب منشورات:
لا خروج الا عند الحاجة….
و صرت سجين قشرة جلدي….
ارفع ناظري الى سقف بلا الوان
اجوب بخيالي في غرفة
و اقرا كتبا بلا عناوين…
خارج خوفي توجد متاهات..
اعلنوا اننا بلا سلاح
و داءي هذا بلا لقاح
و مدة سجني ليس لها مفتاح
وهكذا اعتدت على النواح
و ارق يجتاحني حتى الصباح..
هكذا اقضي مدة اقامتي اللامحدودة…
بين كابوس و انتظار.
بين خوف وانتظار.
بين تردد واصرار..
بين قلق واضطرار…
هكذا اعيش داخل جدار من خوف
و زمان خوفي بلا زمن و لا
زمن داخل زمن الانتظار….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube