لماذا لم يعد الشباب يثق في الأحزاب السياسية؟

هذه حقيقة يجب أن يقتنع بها العقلاء في بلدنا ،وهي حقيقة لأن الأحزاب السياسية في المغرب بكل أطيافها لم يعد لهاحضور في الساحة ،وينطبق عليها القول المعروف لدى الجميع (قاع ولاد عبد الواحد واحد) أي الجميع ضعهم في سلة واحدة،لا فرق بين هذا وذاك)،لا أريد استعمال المصطلحات المقززة (تعيا تختار في أولاد….. تدي ….)ياريث كانوا سبوعة تعيا تختار في أولاد اللبوءة تختار سبع.كثر النصابون والآمرون بالمعروف والناهون عن الممارسة السياسية التي تدعو لشيطنة كل شيئ في المجتمع.عندما تتمعن فيما يجري داخل الأحزاب ،تصاب بالغثيان وتخشى زيارة المستشفيات ،لأن الأطباء في الغالب هم في إجازة ،ماجرى خلال الأيام التي مضت،في مغرب التحدي ،الذي رفعه سيدنا فوزي لتنظيم كأس إفريقيا وكأس العالم واجتهد في بناء الملاعب العالمية وتطوير البنيات التحتية بسخاء وغيب أشياء أخرى كانت سببا في خروج الشارع للعبث وخلق الفوضى وتشويه صورة المغرب ،وفي نفس الوقت إبراز حقيقة الغلاء وفشل المنظومة الصحية والتعليمية ،التي أفرزت جيلا له موقف من الأحزاب السياسية جملة ،ولم يعد همه بناء الإنسان المغربي ولا الحفاظ على القيم التي تربينا عليها ،وسلوك الجيل الذي خرج للشوارع أعطى صورة غير مطمئنة لمستقبل البلاد .إن الذي يتحمل مسؤولية ماجرى رئيس حكومة لا يفقه في السياسة ولكن فقط في جمع المال ،وتوجيه صفعة لكل الذين وضعوا يدهم في يده بنية البناء وإخراج البلاد من أزمة خانقة لكنهم تورطوا كلهم في هدم القيم وضرب الإقتصاد الوطني .فأباحوا النهب والفساد على عينك أبن عدي .ولم يعد لا حسيب ولا رقيب وانغمس ما تبقى من عقلاء الأمة في الإستفادة من الفتات المتبقي ،وأصبح الجميع في ذمة التحقيق ،ينتظرون الحساب والعقاب .هذا هو حالنا اليوم في مغرب التحدي ،الذي ضاع فيه الشباب وأصبحوا بدون هوية ،هوية أجدادنا ،هذه هي الحقيقة التي يجب أن يقتنع بها الجميع،وهي الصورة التي استخلصتها من الأحداث التي جرت في جل المدن ، والتي أساءت لصورة المغرب الذي يتهيأ لمحطات كبرى ،بل تحديات لن تمر بسلام على بلادنا .نقول في مثل شعبي (رب ضارة نافعة) فخروج الشباب والشابات للتعبير عن مواقفهم وغضبهم من الأوضاع المزرية والمستقبل المجهول قد أيقظ الضمائر ،لكي تستعيد ذاكرتها التاريخية عوض الإنغماس في سياسة تقودنا إلى الهاوية.في الحقيقة عندما نتتبع الخطوات التي بدأها صاحب الجلالة في إحداث تورة حقيقية في البنى التحتية،القطارات السريعة الأولى في إفريقيا كلها ،والطرق السيارة ،وتحديث المطارات ،كلها ثورة حقيقية تجعلنا نطمئن على مستقبل بلادنا ،لأننا نسير في الطريق الصحيح .لكن سياسة الحكومة الحالية تجعلنا لا نطمئن على مستقبل البلاد والعباد كذلك وبالتالي ننتظر وقفة تأمل ومراجعة حتمية لكل مايقع وبناءا على كل مايقع ،فإن إقالة الحكومة الحالية أصبح ضروري ،والشعب عليه أن يعود للممارسة السياسية لفرض السياسة التي رفعها في الحركات الإحتجاجية .هذا موقفي ووجهة نظري وسأبقى وفيا لخطي التحريري لا تنمية حقيقية من دون ممارسة سياسية وانخراط فعلي في الأحزاب السياسية .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك