مستجداتمقالات الرأي

هل قايض المغرب الصحراء بفلسطين

نوفل البعمري
كثيرا من الأصدقاء تحدثوا عن مقايضة الصحراء بفلسطين، يتحدثون و كأن فلسطين لا شعب لها و لا تنظيمات مقاومة ظلت لسنوات تقدم الشهداء تلو الشهداء….
كما لفلسطين شعب يحميها…. للصحراء دولة و شعب يدافع عنها،لا مجال للخلط بين القضيتين،و لا بين المسارين و لا بين مختلف المواقف المعلم عنها من طرف المغرب في العلاقة بفلسطين و القدس و في العلاقة بقضية الصحراء و في العلاقة باسرائيل، قد تكون المصلحة الوطنية الجماعية قد اقتضت كما عبر عن ذلك رئيس الحكومة المغربية الإعلان عن الاعتراف الأمريكي الذي تحول لأنمي بعد أن تم تسجيله في الأمم المتحدة و تم إعلامها بذلك،و بين هودة الاتصالات بين المغرب و اسرائيل،و هنا لا بد من إعادة التذكير بما يلي:
– المغرب لم يفتتح قنصلية أو سفارة إسرائيلية بالمغرب و لا في إسرائيل، بل عاد للوضع السابق على الانتفاضة الثانية الفلسطينية لسنة 2002،أي افتتاح مكتب للاتصال و في الغرف الدبلوماسي مكاتب الاتصال أقل مستوى دبلوماسي قد يجمع الدول فيما بينها.
– المغرب كان حريصا على التذكير بمواقفه اتجاه فلسطين َ القدس،و هنا لابد و أن نطرح سؤال، هل غير أيا من مواقفه، أم ما عبر عنه الديوان الملكي هو نفسه ما ظل المغرب يردده، من حل الدولتين و هو الحل الذي قبلت به جل الفصاذل الفلسطينية و منظمة التحرير و السلة الفلسطينية، الحافظ على الطابع الديني للقدس، الوقوف ضد الاستيطان و تهويذ القدس الشرقية، و حق العودة… و هي كلها مواقف أكد عليها المغرب في بلاغ ديوانه الملكي و كانت له الجرأة للإعلان عن ذلك.
– المغرب حدد سقف علاقته باسرائيل و وضعها في إطار ها الواضح، العلني… استقبال السياح اليهود و الاسرائليين،التبادل التجاري و الاقتصادي…
– المغرب لم يتجه مهرولا نحو اسرائيل،بل يبدو أنه أخذ كل وقته إلى نضجت الظروف السياسية و الإقليمية المحيطة بالمغرب و بفلسطين،و عرف كيف يفاوض على قضيته الوطنية الصحراء دون أن يغير أيا من مواقفه اتجاه فلسطين
– المغرب هو البلد العربي الوحيد الذي اختار التواصل مباشرة مع محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية،ليشعره بالتطورات الحالية و هو ما جعل هذا الأخير يعطي توجيهاته لعدم التعليق على الخطوة المغربية اتجاه اسرائيل.
– المغرب وضع قضية فلسطين في نفس مقام قضية الصحراء، و هذا يعني انها تحضى بنفس الاولوية السياسية و الدبلوماسية لدى المغرب،كما سخَّر كل إمكانياته الدبلوماسية للدفاع عن القدس و للوقوف ضد صفقة القرن، و وظف كل ادواته الدبلوماسية لتحقيق مكاسب لصالح ملف الصحراء،فهذه القوة الدبلوماسية سيستمر في توظيفها بنفس الحزم و الصرامة لصالح القضيتين.
– المغرب عبر عن موقف رسمي حظي باحتضان شعبي، و هذا لا يعني أن نكون جميعا على نفس المستوى من الحدث، قد يكون هناك بيننا من هو متحفظ من عودة العلاقة و الاتصال باسرائيل مع التمييز هنا بين من ينطلق من موقف وطني، و بين من ينطلق من موقف لا ولاء في للوطن و مواقفه شبابية اتجاه قضية الوحدة الوطنية،و في كل هذا التواصل مع الاسرائليين لم يكون إجباريا، الدولة لن تفرض إقامة علاقات مع المؤسسات الاسرائيلية، كما أنها لن تملأ الطائرة و ترسل المغاربة لإسرائيل جبرا… الأمر كله فيه الكثير من الحرية، للدولة اختياراتها و توازناتها و للجميع تقدير الموقف،لكن كما قلت سابقا من ظل صامتا و المغرب يواجه الخصوم في وحدته الترابية و يأتي ليتحدث الآن عن فلسطين،فمن الأفضل له أن يصمت الآن كذلك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube