حزبيات مغربية

عبد العزيز نداء: يجب على الاتحاديين التعبير عن مواقفهم مما يجري حاليا والخروج من المنطقة الرمادية

أحمد رباص – حرة بريس

نشر الأخ عبد العزيز نداء، الوفي للفكرة الاتحادية، شريط فيديو خصصه للأصداء الواردة من اشغال المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المنعقد يوم أمس السبت 18 ديسمبر 2021.
انطلق عبد العزيز نداء من ألا مؤشر جديدا تأكدت من خلاله الرغبة في السير بالمؤتمر الوطني القادم نحو وجهة محددة سلفا، واضحة المعالم، لا مكان فيها للسياسة. بل اتضح أن الدائرة المغلقة التي تضم الكاتب العام ومن يدور في فلكه استولت على الاتحاد الاشتراكي بما هو أصل تجاري لا زال صالحا لممارسة السياسة ولدر الدخل المادي والمعنوي، ومن هنا يطرح سؤال: ما العمل؟
قناعة الأخ العزيز نداء أن المرحلة الحالية تبدأ بمدى تحمل كل مناضل اتحادي لمسؤوليته الشخصية. لم يعد اليوم مقبولا السكوت على ما يجري. على كل اتحادي أن يحدد موقفه.
في الأيام الماضية، لم يذكر المتحدث اي اسم لقيادي اتحادي، لأن ذلك ليس من عادته، ولأنه يعتبر السياسة توجهات وقرارات وأفكارا، وليست مسائل شخصية صرفة.
وشدد صاحب الشريط المذاع عبر قناته على اليوتوب على أننا اليوم في محطة حاسمة تستلزم بالضرورة أن يحدد كل واحد موقفه، بدون تشنج وانفعال مبالغ فيه. فلا معنى للصمت بعد اليوم.
بعد ذلك، تساءل الأخ نداء عن موقف علني وواضح لثاني مسؤول داخل الحزب اليوم، وهو الأخ الحبيب المالكي، رئيس المجلس الوطني. قد يكون له موقف يصرف أو يعرف في دوائر مغلقة، بغض النظر عما إذا كان هذا الرأي مقبولا أو مرفوضا من فلان أو فلان، أو من هذه الجماعة أو تلك، سواء شكلت أغلبية أو أقلية داخل الحزب.
هذا الموقف – يتابع الأخ نداء – غير معلن، ويجب أن يعلن عنه لمعرفه الجميع كذلك، إن كان عبد الواحد الراضي أدلى ببعض التصريحات. لكن ما وقع اليوم يستلزم اتخاذ موقف صريح، إما مع أوضد. ليس هناك منطقة رمادية، وبالتالي فإن هذا الكلام يصح على كل أعضاء المكتب السياسي المنتخبين في المؤتمر العاشر، حتى الذين انسحبوا، يجب أن يقولوا كلمتهم اليوم قبل الغد.
إذا، إذا كانت القيادات مطالبة بتحديد موقفها، فهذا غير مطلوب ربما من بعض القيادات التي لا تعمل سوى على خدمة ولي نعمتها في الحزب الآن، وبالتالي، موقفها لا يعتد به.
لكن بالنسبة لباقي المناضلين الاتحاديين، بدون أي تمييز في مستويات المسؤولية التنظيمية، وبالنسبة لكل اتحادي، مهما كان موقعه ووضعه التنظيميان، سواء كان نشيطا أو غير نشيط، هم اليوم مطالبون ليس بالإدلاء بشهادة للتاريخ، وإنما بتحديد موقف.
هنا، يستشهد عبد العزيز نداء بما قاله عبد الرحمن الغندور، الاتحادي المعروف لدى أغلب المناضلين، في حديثه لجماعة منهم بفاس، من أن كل من مر في هذا الحزب جاء بلبنته ليضيفها إلى إلى الصرح الاتحادي، وبالتالي فله الحق في هذا الحزب.
من هنا، فإن الإعلان بكل الوسائل المتاحة عن المواقف الشخصية سيساهم في تغيير الوضع الراهن، لأن الذين يعيثون اليوم فسادا في الحزب راهنوا دائما على الصمت والاحتواء، علما بأن الساكت عن الظلم شيطان أخرص.
هل هذا الموقف الشخصي كاف؟ يجيب صاحب الشريط بلا. ويفترض أن قبول ترشيح الأخت حسناء أبو زيد يمثل موقفا جديدا، سيسمح بتكتل كل الاتحاديات والاتحاديين خلف هذا الترشيح، ولن يطلب من الأخت حسناء سوى تقديم ورقة بسيطة تتضمن برنامج العمل الحزبي للفترة المقبلة والتعديلات القانونية، ولو في حدها الأدنى، التي يمكن أن تفكك هذه الشبكة التخريبية التي استوطنت بنود القانون الأساسي والقانون الداخلي.
لو قبل ترشيح الأخت حسناء، أو أي أخ اتحادي آخر، وقدم لنا برنامجا معقولا يقبل به جل الاتحاديين، ستكون المعركة رابحة ضد إدريس لشكر ومن معه. وعندما يقول الأخ نداء رابحة، فهو لا يعني أن الأخير سيزاح عن منصب الكاتب الأول، خصوصا ونحن نعرف أن المؤتمرات الوطنية الأخيرة كانت كلها مزورة. وهذا ليس من اختراعه، بل يقر به المناضلون الذين شاركوا في هذه المؤتمرات، وكتبوه في عدة مناسبات.
اي مرشح منافس لإدريس لشكر سيتيح للمناضلين فرصة للعودة إلى النشاط الحزبي، فرصة للحوار الاتحادي الحقيقي، حتى ولو اختلفت التعبيرات والحساسيات والمواقف. لكنه، بكل تأكيد، سيخلق موقفا واسعا ضد العبث، وسيمكن، سواء أزيح الكاتب الأول أو لم يزح، من تشكيل فرصة لاستمرار الدينامية النضالية، وستبقى المواجهة مستمرة، وهذا أمر عادي في كل الأحزاب.
لا شك أن بقاء لشكر جاثما على الامانة العامة للحزب سيكون حجرة عثرة، غير أن الخروج من الأزمة الاتحادية الراهنة لن يكون بتصفية الخلافات داخل الهياكل، ولا حتى داخل الحزب ككل.
المخرج الوحيد الأساسي من ازمة الحركة الاتحادية يوجد خارج هياكل الحزب، بل يوجد بالتحديد في المجتمع والفكر والثقافة، علما بأن هذه المجالات ليست تحت سيطرة لشكر ومن معه، بل تقع ضمن سلطة المجتمع أوسلطة الدولة، وبالتالي هناك مجال واسع للحركة.
والمهم أن تنطلق دينامية المواجهة، أن توضع خطط للمواجهة تكون عقلانية وبعيدة عن استنزاف الاتحاديين، وغير مضرة بسمعة الحزب. ويبقى ضروريا النضال مع الناس للدفاع عن مصالحهم في ظل احترام القانون، ولغاية تحقيق انتظاراتهم من حرية وكرامة وعدالة وديمقراطية. وأكيد أن هذه المعارك هي التي ستفرز لنا أدوات عمل جديدة من أجل إعادة تأسيس الحركة الاتحادية على أسس متينة وتجاوز وضعها المهزوم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube