حيمري البشير

الحرب الإيرانية الإسرائيلية كشفت حقيقة العالم اتجاه مايجري في غزة

هو في الحقيقة ماقامت به إيران ليس دفاعا عن المحاصرين في غزة والشهداء الذين سقطوا منذ السابع من أكتوبر إلى يومنا هذا ،وإنما حماية لمشروعها النووي الذي كان يشكل تهديدا ليس فقط على إسرائيل وإنما حتى على الدول العربية في الشرق الأوسط الذين يختلفون معها في المذهب.إيران منذ سنوات وهي تخدم أجندتها التي تتماشى مع المذهب الشيعي .بحيث منذ سنوات وهي تسعى لنشر المذهب الشيعي ليس فقط في محيطها وإنما تسعى لنشر التشيع في العديد من الدول العربية.ليس هذا موضوعنا ،فالتشيع مذهب أشعل فتيل الإختلاف والصراع في العالم الإسلامي ،هذا الإختلاف الذي زكى فتيل الصراع المذهبي ليس فقط في الوطن العربي ،وإنما في العالم الإسلامي .قد يعتبر أهل السنة والجماعة أن سعي إيران على الحصول على الردع النووي يخدم أجندة التشيع الذي تقوده ويزكي الصراع المذهبي الذي لا يخدم الإسلام والمسلمين .لست من الذين يتبنوا حقدا على الشيعة فهم جزئ من الأمة الإسلامية ،ويعتبرهم المسلمون في أقطار العالم أتباعا لعلي بن طالب ،ليس هذا موضوعنا ولا أريد النبش في التاريخ،ولن أقبل مسلسل المؤامرات التي حدثت في السنين الأخيرة وكان وراءها منتمون لهذا المذهب،في العالم الإسلامي .ثم لن أقبل بالمؤامرات التي تقودها إيران ضد العديد من الدول الإسلامية وفي مقدمتها المغرب ودعمها لجبهة البوليساريو الإنفصالية والتي كانت سببا رئيسيا في قطع المغرب لعلاقاتها مع إيران ،لن أنسى ماوقع لإسماعيل هنية الذي تم اغتياله في طهران وهو الذي ذهب هناك لمباركة انتخاب رئيس جديد لإيران،وهوزعيما لحركة حماس ،لم أستوعب اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران عاصمة إيران،بسبب الإختراق الإسرائيلي في هذا البلد،اغتيال إسماعيل هنية شابه غموض كبير ،ولم تكشف إيران كل الحقائق ولا الإختراق الذي وقع في اغتيال إسماعيل هنية ولا في اغتيال العديد من علماء الذرة خلال هذه الحرب.هذه الحرب كشفت الإختراق الإسرائيلي في إيران من خلال زرع شبكة من الجواسيس يزودونها بكل المعطيات والمؤامرات التي يخطط لها النظام ليس فقط في إيران وإنما في الشرق الأوسط والعالم العربي .إيران فشلت في حماية مشروعها النووي الذي كان يشكل تهديدا ليس فقط على إسرائيل وإنما على الدول العربية والإسلامية قاطبة التي تختلف معها .وكيفما كان حجم المؤامرات الإسرائيلية على غزة،فإن إيران كدولة قوية في الشرق الأوسط فشلت في حماية مشروعها النووي ،وفشلت حتى في دعم وحماية الشعب الفلسطيني ضد الغطرسة الصهيونية ،وفشلت حتى حماية مشروعها السياسي ضد التغلل الصهيوني في الشرق الأوسط .إن تحرك إيران المتأخر لحماية سكان غزة كان متأخرا ولن تغفر حركة حماس لمسؤولية إيران في اغتيال إسماعيل هنية من طرف إسرائيل على أراضيها.قد يتساءل العديد في الشارع العربي ما طبيعة العلاقة الوطيدة التي تربط النظام في إيران والجزائر ،وما أسباب قطع العلاقات المغربية مع إيران سنة2019 ،والمغرب الذي كانت علاقاته جيدة في عهد نظام الشاه وبقي محافظا على العلاقات الدبلوماسية مع إيران حتى اختارت إيران التحالف مع نظام الكابرنات وأصبحت تدعم البوليساريو وتدعمها بالسلاح وتدرب الإنفصاليين على أراضيها.دعما لمشروع الجزائر الإنفصالي لتقسيم المغرب وخلق دويلة البوليساريو في الأقاليم الجنوبية.وكما سقط النظام في سوريا حليف الجزائر والبوليساريو ستسقط كل الأنظمة التي تسير في فلك الجزائر وتتآمر على وحدتنا الترابية.لسنا من الشعوب التي تتشفى فيما وقع في إيران من اعتداءات همجية من طرف الصهاينة والأمريكان فرغم الإختلافات المذهبية فرابطة الدين الإسلامي يجعلنا نتضامن مع أي دولة إسلامية تتعرض للإعتداء ،ولن نقبل من أي دولة إسلامية أن توالي الغرب والصهاينة ضد دولة إسلامية سواءا كان يقودها تيار سني أوشيعي ،وعلاقاتنا مع العراق ودول الخليج سواءا التي ذات الأغلبية السنية أوالشيعية علاقة وطيدةلا تشوبها نزاعات وصدامات عبر التاريخ .إن تضامن دول عربية إسلامية ذات أغلبية سنية واجب احتراما للقيم المشتركة التي تجمعنا .إن احتدام الصراع بين إيران وإسرائيل ليس مرده لتعاطف إيران مع القضية الفلسطينية،وإنما لرغبة إسرائيل لضرب المشروع النووي الإيراني الذي يشكل تهديدا لوجود دولة إسرائيل ،وضرب المشروع النووي الإيراني يخدم كذلك مصالح الدول العربية كالسعودية ومصر وباقي دول الخليج العربي .إن الصراعي الإيراني الإسرائيلي وتحالف أمريكا مع إسرائيل ،قد بعثر عدة أوراق في الشرق الأوسط والمغرب العربي فأصحاب المبادرةالفاشلةوالتي قادتها الجزائر وتونس الدولتان اللتان فقدتا نظامهما المصداقية تلقتا ضربة موجعة من حفتر والشعب المصري الذي حرك الشارع المصري لمواجهة هذه المسيرة الفاشلة من دون أهداف والتي مع كامل الأسف شارك فيها بعض المغاربة الذين وقفوا على مخطط النظام الجزائري الذي مرر خريطة المغرب من دون صحرائه ولم يستطع المشاركين من المغاربة التنديد بمخطط النظامين التونسي والجزائري اللذان فقدا مصداقيتهم في الشارع العربي .لابد من الإشارة كذلك أن مصير الجزائر وتونس في ضل الأزمة التي يتخبطان فيها ،ستؤدي لا محالة إلى مزيد من العزلة في الوطن العربي ،وسيفقد النظامين التونسي والجزائري شرعيتهما وسيكون مصير من يقودهما إلى مزبلة التاريخ.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID