*كلمات* .. في معنى التوجه إلى أخنوش وبنكيران

————————-
*بعد تقطيعات الخريطة، وبعد رسول الله والملك، نتنياهو يوسّع الهجوم عبر أدواته لضرب الجيش بالأحزاب في المغرب* ‼️
د. أحمد ويحمان
× لم يعد الأمر مجرد تسريبات أو تخمينات. لقد انتقل التدخل الصهيوني في الشأن المغربي من التسلل الناعم إلى التدخل الفجّ والمباشر، بل إلى التهديد السياسي السافر. فبعد تدخل مجرم الحرب نتنياهو، رئيس وزراء كيان الإبادة الجماعية، عبر مستشاره عوفير جندلمان الذي حرّك أحد أدواته، المدعو الفرياضي، لمخاطبة رئيس الحكومة عزيز أخنوش، بصفته رئيسًا لبلدية أكادير، للمطالبة بـ”تطهير” المدينة من الرموز الفلسطينية والوطنية واستبدالها برموز صهيونية ( أنظر التفاصيل في مقال أمس !)، جاء اليوم تدخل آخر لا يقل وقاحة، لكن من باب آخر: باب التهديد المباشر لقادة الأحزاب الوطنية. ففي اليوم التالي مباشرة، خرج مستشار نتانياهو الآخر، الكولونيل عيران ليرمان، ليحرّك أحد أذرعه الإعلامية داخل المغرب؛ شبكة ” كلنا إسرائيليون”، من خلال رئيس عصابتها، المدعو رضوان الرمضاني، الذي استُنفر دفاعًا عن المجازر الصهيونية في فلسطين، وهاجم، في برنامج عصابته، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، لأنه “تجرأ” على التعبير عن رأي وطني ينسجم مع مشاعر الشعب المغربي الرافض لوجود مجرمي جيش الحرب الصهيوني فوق ترابنا الوطني. وكما هي عادة عصابة “كلنا إسرائيليون”، فقد حفظ رئيس العصابة الدرس جيدا ولم ينس أن ينصب نفسه، مرة أخرى، ناطقا باسم الملك، ولكنه قرر، أو على الأصح، قرروا له هذه المرة، أن ينطق حتى باسم الجيش ! هنا لم نعد أمام مجرد “تطبيع”. نحن أمام مرحلة “التحكم الصهيوني” الذي تجاوز حتى ما اعتاد عليه المغاربة من تحكم داخلي. فالصهاينة لم يعودوا يضغطون فقط، بل أصبحوا يُصدرون التعليمات، ويهددون، ويتوهمون قدرتهم على “تأديب” كل من يرفع صوته ضد جرائمهم. وأخطر ما في الأمر أن هذا التحكم يجري بأدوات محلية متصهينة، نصّبت نفسها ناطقة باسم الملك، وباتت تروّج لروايات خطيرة حول الهوية والسيادة.فالفرياضي، مثلًا، يخصص غلاف مجلته لعنوان “المغرب المملكة المقدسة لبني إسرائيل”، بل ويزعم، في غلاف عدد آخر، بالمانشيت، امتلاكه “أسرار القصور الملكية” !أما زميله محمد أوحساين، فيظهر بالصوت والصورة ليقول إن الملك يهودي ! ولا علاقة له بآل البيت ! .ويخرج محاميهما، “القايد” الفاشل، الصنايبي ليدافع عنهما مدعيا أن هذا “الرأي” لا يشكل أي إساءة أو مساس بالملك أو بالهوية المغربية، رغم أنه، وبكل فضوح، سبّ بواح للملك واستهداف بين لنسف هوية البلد !الرمضاني أيضًا لا يرى في استقبال قتلة الأطفال الفلسطينيين أي إشكال، بل يعتبر المشكلة في من يعارض ذلك ! فبحسبه، وبحسب رئيسه الفعلي، نحن جميعًا “إسرائيليون” ! وقبل هؤلاء قال المدعو يوسف أزهري، في متحف أصدقاء صهيون، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، صهيوني !ولم ينس هو الآخر وكذا رفيقه في الوفد جاكي كادوش (يقدم نفسه: مسؤول الطوائف اليهودية في مراكش)، أن ينصبا نفسيهما ناطقين باسم الملك ! فصرحا بأن ما كان يقومان به ضمن وفد “شراكة” هو بعلم ومباركة من الملك ! إنه نفس القاموس الصهيوني .. نفس منطق التهديد والابتزاز والوصاية، وقد بات له ألسنة ناطقة في إعلام الداخل .. إعلام جماعة ” كلنا إسرائيليون” وعصابتهم التي انبرى رئيسها لإقحام الجيش في النقاش والإساءة إليه بعدما أقحموا الملك والخوض في أصوله !!! والرسول (ص) وصهيٓنته !!؟! إننا اليوم أمام مرحلة خطيرة من التغول الصهيوني داخل المغرب، تغول لم يعد يكتفي باختراق الدولة، بل يسعى لاختراق الوعي والسيادة والتاريخ والهوية، بل حتى الوصاية على مواقف المغاربة !والأخطر من كل ذلك: أنهم تجاوزوا الخطوط الحمراء، ونصبوا أنفسهم ممثلين للملك وناطقين باسمه، وهو أمر يجب أن يدق ناقوس الخطر داخل كل المؤسسات الوطنية. إننا نختلف سياسيًا وفكريًا مع بنكيران وحزبه، لكننا نقف اليوم دفاعًا عن السيادة الوطنية، عن الكرامة المغربية، عن فلسطين، وعن حق المغاربة في التعبير عن رفضهم لرموز الإبادة والتطهير العرقي. *آخر الكلام* إن تكرار إهانات نتنياهو للمطبعين، قبل غيرهم من المغاربة، عبر تقطيعات الخريطة الوطنية حينا وعبر ممثله مدير مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط وسلوكاته الشاذة باغتصاب المغربيات في هذا المكتب الذي حوله إلى ماخور وتصريحه بأنه يتعمد إهانة الملك حينا آخر، وكذا تدخلاته، في الشأن المغربي، عبر مستشاريه وأذرعهم من المناولين” العطاشة” في أجندة الاختراق والتخريب الصهيونيين وكذا محاولة “تأديب” من يعارضهم من الداخل … كل ذلك يؤكد أن التحكم الحقيقي اليوم لم يعد داخليًا فقط.. بل هو تحكم صهيوني مباشر ‼️ إن الأوضاع في البلاد بلغت مستويات من السوء والتردي والتفسخ غير مسبوقة . وعلى المسؤولين أن يتحركوا لوضع حد لهذا التدهور وإلا فإن الأجندة الصهيونية وجماعة “كلنا إسرائيليون” قد تمكنوا من البلد تماما وهذا إيذانٌ بتفجٌُره.. لا قدر الله ‼️‼️ وآخر دعوانا أن اللهم يا لطيف .. يا لطيف .. يا لطيف الطف !
—————–
*× رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع*
+ حقوقي، باحث في علم الاجتماع السياسي 👇👇🏿👇
