الحقيقة المرة والموجعة بعد السابع من أكتوبر

أريد من خلال هذه المداخلة التعبير بكل صراحة وبدون لغة خشب الشعب الفلسطيني ،مل من الإنتظار وأول الذين خذلوه هي الحكومات الإسلامية وبعدها الأنظمة العربية شرقية وغربية أي بالفصحى التي توضح المستور لا الأنظمة العربية الوالية لأمريكا وحلفاؤها وهم كثر ولا الأنظمة العربية الموالية للمعسكر الشرقي الذي تقوده روسيا .العرب أصبحوا مع كامل الأسف لا هوية لهم وقد فقدوا ثقتهم في الغرب والشرق وأتمنى أن يستوعبوا جيدا الأزمة التي يعيشوها الشعب الفلسطيني وتتقاسمها معه الشعوب العربية المنهكة أصلا والتي لا حول لها ولا قوة لها .لقد أصبحنا جميعنا نرفع الشعارات الداعمة للقضية الفلسطينية،وفقدنا ثقتنا في المجتمع الدولي غربا وشرقا ،ونقولها بصراحة وبدون لغة خشب إسرائيل أصبحت غولا يهدد الجميع ومصطلح الغول هو ذلك الحيوان الخرافي الذي يخشاه ليس فقط الصغار وإنما حتى الكبار وأتمنى من كل قلبي أن تستوعبوا القصد من ذلك .الشعب الفلسطيني فقد ثقته في مصطلح الأرض مقابل السلام وإسرائيل ومعها أمريكا التي كان دائما نرفع شعارات في الجامعة (أمريكا الطاعون والطاعون أمريكا)وعودة لأحداث السابع من أكتوبر التي فجرت المسكوت عنه (مصطلح السلام الذي تبنته الأنظمة العربية كلها وتنازلت عن حقوق الشعب الفلسطيني ،وعندما أحس بأنها مجرد شعارات لن تحقق ،قام بعملية السابع من أكتوبر التي توابعها مازالت تطيح بقافلة كبيرة من الشهداء كبارا وصغارا و الذين يدفنون أحياء بلا رحمة ولا شفقة من نظام مستبد ازدادت تطلعاته بمسح غزة بسكانها من الخريطة ويفصح عن مخططه الذي يلقى دعما كبيرا من كل الأنظمة شرقية وغربية عربية وإسلامية لأنهم التزموا الصمت ولا أحد منهم تجرأ على استعمل السلاح وأبدى رغبة في تحرير الإرض والإنسان،إنهم جميعهم ينتظرون اللحظة التي تعلن فيها إسرائيل إنهاء مهمتها وكونوا على يقين أن إسرائيل لن تتوقف عن حربها ضد غزةبل ستستمر في توسيع رقعة الإحتلال ،وسيعود بنو النظير وبنو قنيقاع لأرضهم في المملكة السعودية لتطهيرها من الإسلام وبناء إسرائيل الكبرى.أيها الساكتين عن الحق الشامتين بالشعب الفلسطيني وما يتعرض له من انتهاكات ستبقى للتاريخ وصمة عار على جبين الأمة الإسلامية.ومن حق من يمتلك ضميرا حيا أن يستمر في الحلم الذي لن يتحقق ،لأن العالم أصبح لا يبالي بما يرتكب من جرائم الإبادة،إلى متى يستمر صمت الأنظمة العربية؟إلى متى سنبقى نتقاسم المأساة مع الشعب الفلسطيني وفاءا لشعارات كنا نرددها في الجامعات وفي المظاهرات العارمة ،إلى متى سنبقى ننتظر تحرك الجيوش العربية لتطهير الأرض من المغتصب الذي لا هوية له ولا دين .هل سنبقى نحلم بتحرك الجيوش العربية من المحيط من دون الخليج لتطهير الأرض من المغتصب المحتل ،؟؟ أسئلة كثيرة تشغل بالي وتسبب لي أرقاً وأزمة نفسية لا نهاية لها .يجب أن نعبر ولا نخشى أحدا وخشيتنا بالدرجة الأولى هي من الحكام العرب ليس للرد على إسرائيل وإنما لإحباطنا بخطاب سياسي مؤثر لأنهم كلهم أصبحوا عبيدا لأمريكا وحاكم أمريكا عفوا الطاغوت الذي يبحث فقط عن المال العربي مقابل الهوان والذل .أمركا هي الطاعون والطاعن أمريكا ،لا أدري هل لازال الطلبة والطالبات في الجامعات العربية يرددونها ليتذكروا فقط تاريخ النضال الذي قادوه لسنوات طوال من دون أن يحققوا حلمهم ،ستبقى أمريكا طاعون وسرطان في الجسد العربي ،وسيتأجل الحلم الفلسطيني ببناء دولته وعاصمتها القدس الشرقية وسيبقى اليهود يدنسون ساحة المجسد الأقصى وسيأتي اليوم الذي يقررون بناء الهيكل الذي ورد تلموداتهم وسيفقد العرب هويتهم وإسلامهم وسيبقون فقط يرفعون شعارات يرددونها جيلا بعد جليل ،ومسموح لنا بعد كل الذي جرى ويجري في فلسطين أن الأرض المقدسة لكل المسلمين يجب أن يحررها المقتنعون بأن سلام ولا استسلام إلا بتحرير الأرض الفلسطينية وبناء الدولة التي يحلم بها الشعب الفلسطيني في الداخل والذين يعيشون في الشتات ،وحتى ولو سلمت حركة حماس جميع الرهائن فإنها ستحقق حلمها لإنهاء كل من تبقى حيا يرزق في غزة للشروع في استغلال النفط والغاز الموجود في سواحل غزة.إن الرابح الأكبر في اعتقادي من عملية السابع من أكتوبر هي إسرائيل والخاسر الأكبر هم سكان غزة وكل الذين كانوا يحلمون بتحقيق الدولة الفلسطينية فلا أهداف تحققت من عملية السابع من أكتوبر والخاسر الأكبر هو الشعب الفلسطيني بالداخل والخارج ونحن الذين كنا وسنبقى نحلم بالتوصيات والشعارات التي خرجت بها القمم العربية عفوا القمامة العربية التي كانت تحلم بتحقيق السلام الذي مازال حلما سوف لن تبالي به الأجيال القادمة.وأختم وجهة نظري بالتعبير عن حبي وتعاطفي مع كل الفرقاء السياسيين من أبناء الشعب الفلسطيني وأعتذر لهم جميعا بأني سأبقى مخلصا لمواقفي مؤمنا بوحدة المصير المشترك ،وأن القضية التي يؤمن بها الشعب الفلسطيني هي قضية تشغل بالي وبال الشارع العربي من المحيط إلى الخليج ولكن فيه استثناءات ابتلانا بها الخارق الرازق ،كونوا على اليقين أن النصر آت لا محالة ،وأن مايجري على الأرض امتحان لنا جميعا .لن نترك الشعب الفلسطيني غاطس في دمائه لوحده وإنما دماؤنا ستختلط بدمائه شئنا أم أبينا والله أكبر داعم لأصحاب الحق .لا نريد أن تفرقنا الأخطاء التي يرتكبها البعض منا من حين لآخر من دون التشاور معنا قضية القدس ويافا وغزة والجليل تهمنا جميعا والنصر آت لا محالة ولوكه الكافرون وأنكره المشركون ولوأبى المعتدلون .إن الله متم نوره ولو كره الكافرون.منأجل فلسطين سنعيش ولتحقيق الحلم سنبقى صامدين إلى آخر رمق من حياتنا.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك