ماذا تريد الوجوه التي شاخت وانتهى دورها في الهجرة؟

يبدو منذ الخطاب الملكي الذي أشار فيه إلى ضرورة حلحلة الوضع الجمعوي بالخارج بتأسيس المؤسسة المحمدية ،وتجديد مجلس الجالية ،تحركت عدة وجوه في سباق محموم لخلافة الوجوه الذابلة التي كانت في مجلس الجالية واستفادت من الرحلات بالمجان والإقامات في الفنادق الفخمة من دون إنجاز ماكانت مطالبة به وبالخصوص صياغة الرأي الإستشاري لجلالة الملك حول المشاركة السياسية لمغاربة العالم والتمثيلية في كل مؤسسات الحكامة .وهوحق منصوص عليه في الدستور المغربي.في الآونة الأخيرة تحركت وجوه كثيرة في الساحة بالخارج لتقدم نفسها المؤهلة لتولي مناصب في المؤسسة المحمدية ،وهم من الطينة التي لاعلاقة لها لا بجمعيات المجتمع المدني التي استفادت من المجتمع الذي تعيش فيه ولا انخرطت في الأحزاب السياسية في بلدان الإقامة ،ولا علاقة لهم حتى بالأحزاب السياسية المغربية،.وحتى لا أجمع الجميع في سلة واحدة ،بل هناك وجوه تحمل من الثقافة السياسية والحنكة في تدبير الملفات ،لكنها فضلت تناقش مايجري بهدوء واختارت تنظيم لقاءا داخل المغرب بمشاركة تلة من النخب السياسية وجامعيين يهمهم شأن الجالية وضرورة الإصغاء لها وتلبية مطالبها.ومقابل النخبة التي فتحت النقاش بهدوء ،هناك فريق آخر يحاول ،فرض وجهة نظره ،بدأ في مسلسل المناورات .وإذا تمعنا النظر فيما يجري وموقف الحكومة من هذه المناورات التي تجري في الساحة في غياب أي مؤشرات على أن الحكومة جادة في تنفيذ ماورد في الخطاب الملكي ،لا لشيئ سوى أن مكوناتها بدأت في تجنيد الأتباع بالخارج وتوجيههم ،بل حتى الزوايا وأتباعهم تحركوا لكي يكون لهم نصيب من الكعكة .كل ما يجري في الساحة يكتنفه غموض كبير ،وليست هناك مؤشرات تؤكد أن تغييرا سيحدث في القريب العاجل ،وأن لا أحد لا من الأحزاب السياسية ولا من العناصر التي تدعي أن لها نفوذ ،يستطيع أن يؤكد أو ينفي إرادة سياسية لإحداث تغيير وإخراج القانون المنظم لما يسمى المؤسسة المحمدية والتي أشار إليها جلالة الملك قبل حوالي سنة من الآن .هل سيقتصر الأمر على هذه المؤسسة أم التغيير سيشمل كذلك مجلس الجالية.السباق أصبح محموم بين جهات متعددة فشلت في السابق في تأكيد أحقيتها في التواجد في المؤسسات المرتبطة بالهجرة.وجوه شاخت مثلي وليس لها نية مطلقا في فسح المجال للشباب المتخرج من الجامعات في مختلف الدول الأروبية. والذي له رغبة وإرادة في ولوج هذه التجربة .إن استمرار نفس الوجوه التي فشلت في السابق والتي بدأت تتهيأ مرة أخرى لتنظيم لقاءات واستغلال وسائل التواصل الإجتماعي للتنافس المحموم والكل يدعي بأنه الأحق في التواجد في هذه المؤسسات الغائبة والتي لا أحد يتكلم عنها من المغرب الرسمي وأقصد الحكومة .إن وجوها أجهدت نفسها وشاخت وأطلقت العنان لنشر الأخبار الزائفة فلا مستوى وسائل التواصل الإجتماعي من أجل التمويه وكأنها هي المؤهلة للدفاع عن الحقوق الدستورية المرتبطة بالهجرةوهي وجوه آن الأوان لتنسحب من الساحة،عوض التحرك لتنظيم لقاءات في المغرب وبالخارج كذلك وتسبق الأحداث في غياب أي معطيات من الجهات الرسمية،ويقدمون أنفسهم أنهم المؤهلون لقيادة مسلسل الحوار مع الجهات الرسمية في المغرب .أدعو هؤلاء لتحكيم عقولهم والتفكير بجدية.هل بإمكاننا كمهاجرين قضينا عمرنا في الهجرة في مجتمعات ديمقراطية نتمتع بكل حقوقنا السياسية ولنا حق الترشح والتواجد في المؤسسات في البلدان التي نعيش فيها ،هل نحن واعون بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا للدفاع عن حقوق حوالي ستة ملايين مواطن ومواطنة مغربية يعيشون في الشتات في مختلف أنحاء العالم ،هل نحن قادرون على فرض الديمقراطية التي نتمتع بها في البلدان التي نعيش فيها ،لا أعتقد ذلك في ظل مايجري من فساد داخل حتى قبة البرلمان المغربي ولعل تورط مجموعة من البرلمانيين ورؤساء المجالس البلدية والقروية في اختلاسات مالية وفساد ،تجعل من دون شك مشاركتنا داخل مؤسسات مغربية صعبة رغم الرغبة والإرادة في التغيير لبناء مغرب خالي من الفساد والمفسدين،إن مايجري في الساحة اليوم وظهور بعض الوجوه التي فشلت في السابق حتى يكون لها نصيب من الكعكعة التي تتنافس عليها وجوه آن الأوان لتنسحب من الساحة لأنها لم تستطع فرض وجودها في الساحة السياسية حتى في البلدان التي تعيش فيها .لا أريد نشر غسيل وجوه طاعنة في السن ولكنها مازالت تحلم بالجاه والتقرب من أصحاب السلطة والنفوذ والتمتع بالسيارات الفخمة والإقامة في الفنادق الفخمة والتقرب من أصحاب النفوذ والجاه لتحقيق أحلامها .أقول لهؤلاء إذا لم تستطيعوا تمثيل المغاربة في مؤسسات الحكامة في البلدان التي تعيشون فيها وأنتم تقيمون لأكثر من ثلاثين سنة فعليكم أن تنسحبوا من التنافس على مؤسسات الحكامة في المغرب ،عليكم أن تستحيوا ،لا أستطيع إطلاق نعوت تسيئ إليكم ،عليكم أن تنسحبوا من ساحة التنافس لأنكم فشلتم في فرض شخصياتكم في البلدان التي تعيشون فيها.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك