حيمري البشير

مازال الكثير لم يستفذ من الديمقراطية التي نتمتع بها في الغرب

اخترت اليوم أن أروي قصة واقعية ،تتعلق بمكالمة هاتفية حصلت بالأمس بيني وبين أحد الأصدقاء وتتعلق بقصة أحدهم يبدو من خلال كلامه أنه لا يفهم في السياسة ولاغيرة له على الوضع المزري الذي يعيشه ليس المواطن العادي في بلادنا ولكن حتى الذين استكملوا دراساتهم الجامعية ،ولم يجدوا منصب شغل يوفر لهم مدخول لبناء مستقبلهم .مغفل لا يفهم في السياسة اعتبر انتقادي لسياسة الحكومة في فشلها لمحاربة التضخم والغلاء الفاحش ،وغياب استراتيجية وسياسة واضحة لتدبير الأزمات التي يتخبط فيها المغرب منذ تولي هذه الحكومة تدبير الأمور في البلاد ،لوكان فعلا متابع للفضائح التي تقع والاختلاسات التي تورط فيها برلمانيون ومقاولون ،ولتهريب الأموال وإيداعها في البنوك الأجنبية وبيع المحروقات في السواحل الشمالية وتبييض الأموال من طرف رئيس الحكومة ولعل مداخلة برلماني في مجلس النواب وأحد السفراء السابقين الذي فضح مايفعله العزيز أخنوش ملك المحروقات في المغرب والذي يهدد كل من فضحه بالدليل والحجة بالقتل فما كان من الوطني الذي فضح أخنوش إلا بتوجيه رسالة لجلالة الملك لحمايته من تهديدات أخنوش المسيطر على المحروقات في بلادنا والتي حتى وإن انخفضت أثمانها في الأسواق الخارجية ،فهو يستمر في بيع الغاز والبترول من دون أن يراعي نزول أثمانها في الأسواق الدولية.أقول للذي لا يفقه في السياسة والذي لا علاقة له بحب الوطن والوطنية الصادقة،عليك أن تجسد في سلوكك وكلامك وأنت تعيش في بلد ديمقراطي نفس الجرأة في قول الحقيقة ووصف مايجري في الدنمارك التي يتنقل فيها البرلماني المنتخب من طرف الشعب على دراجته العادية وليس في سيارة المرسديس كالبرلمانيين المغاربة ويستفيدون من البنزين والإقامة في الفنادق وتذاكر القطار السريع والعادي وربما حتى تذاكر الطائرات لحضور جلسات مجلس النواب على حساب الشعب المغربي .هل يعلم صاحبنا كم يتلقى النائب البرلماني في الدنمارك مقارنة بما يتلقاه البرلماني في المغرب وهو لا يقدم شيئا ،يستنزف ميزانية الشعب المغربي المقهور بغلاء المعيشة ،أتمنى أن تكون للمنتقدين على جرأتي في قول الحقيقة وفضح الفساد الذي تتحدث عنه جرائد ومجلات أجنبية ،أتكلم عن المغرب وعن حكومة أخنوش وشركاؤه في هذه الحكومة .أتساءل لماذا كل من تجرأ من الصحفيين على فضح الفساد بالدليل والحجة يحاكموه ويدخلونه السجن وهذا مانسميه بالواضح سياسة تكميم الأفواه وخلي ذاك الجمل راقد .إن الوطني الذي يفهم في الديمقراطية ويعيشها في الغرب ويمارسها في اختيار الحزب والنائب البرلماني الذي يعتبر المال العام خط أحمر لا يمكن المساس به .لازال البعض من الذين عاشوا لسنوات في بلاد الفكينغ لسنين طويلة لم يستفيدوا ولم يمارسوا الديمقراطية من خلال المشاركة في اختيار النواب الذين يخدمون حقيقة البلاد والمنزهون عن الفساد والإستفادة من المال العام .وعلى الذي قال كلام في المناضلين الشرفاء ،أن الديمقراطية التي نعيشها في الغرب سنين ونحن نسعى لممارستها في بلادنا من خلال سنوات طويلة من النضال لإشراك مغاربة العالم في تدبير الشأن في المغرب وأن يكونوا مستشارين في المجالس المنتخبة وفي الغرفتين في إطار التنافس الشريف لتجسيد الديمقراطية التي نعيشها في بلدان الإقامة قولا وفعلا ونساهم بدورنا في محاربة الفساد في بلادنا ،وهذا من باب الغيرة فقط لأننا وطنيون حتى النخاع

ونريد الرقي ببلادنا إلى مصاف الدول التي نعيش بين أحضانها ونساهم بدورنا في الحفاظ وفي الدفاع عن صورة المغرب الذي لا ننكر أنه يسير في الطريق الصحيح ،وأخيرا أقول للذي قال كلاما لا أساس له من الصحة أن ممارسة السياسة حق مشروع هنا في الدنمارك وفي المغرب كذلك وأن كل وطني غيور على بلده إذا سكت عن منكر شيطان أخرس .وأن الذي تشبع بالقيم الديمقراطية في الغرب وناضل لسنوات لكي يمارسها في بلده من أجل الرقي به فهذا هو الوطني الصادق الذي يغير على بلده.وأختم أن تنتقد وتفضح الفساد وناهبي المال العام والدليل ملفات كثيرة موجودة الآن في المحاكم المغربية ومنهم من هرب المال للبنوك الأجنبية واشترى عقارات في إسبانيا وفرنسا بالمال الحرام وباع الغاز والبنزين في السواحل في الشمال وقام بتبييض الأموال في البنوك الفرنسية وتحكم في أسعار المحروقات وحتى وإن انخفضت أثمانها فهو يبيعها من دون مراعاة انخفاض الأسعار في الأسواق الدولية فلا رحمة ولا شفقة على المواطن المغربي الذي يعاني من الغلاء في كل شيئ.أتمنى أن يفهم الذي قال أني أنتقد بلدي وهذا حق أمارسه كمواطن غيور من واجبه فضح الفساد والمفسدين رحمة بالمواطن الذي يعاني من غلاء الأسعار وفقدان فرص الشغل في بلادنا،وأختم عليكم أن تستفيدوا من القيم الديمقراطية التي تعيشونها يوميا وحرية الصحافة والإعلام من شروط الأنظمة الديمقراطية ومن دون حرية الإعلام وقول الحقيقة وفضح الفساد لن تكون هناك قيم ديمقراطية وقبل الختام استمعت لتصريح لمواطنة مغربية موظفة في وزارة الداخلية قالت كلاما جريئا أدعو لها أن يحفظها الله من التصريحات التي أدلت بها والتي انتشرت في وسائل التواصل الإجتماعي كالنار في الهشيم .هذه الأم والزوجة والأخت مثال للمرأة المغربية التي نفتخر بمواقفها لأنها قالت الحقيقة ،خصوصا وأنها موظفة في وزارة الداخلية.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID