على مسؤوليتي < د . عبد الرحمان غندور>

النضال وحدة متعددة الواجهات ولا تقبل التجزيئهناك أقلام معروفة ومدانة من أغلب مكونات الشعب المغربي من مختلف الأطياف، وظيفتها الأساسية تبخيس شبه الاجماع الشعبي للأمة المغربية في مناصرتها للمقاومة الفلسطينية والتنديد بحرب الإبادة التي يشنها الكيان الإخرائيلي، ومواجهة مخطط التطبيع والصهينة الذي يريد تركيع المغاربة ومحو كرامتهم. وتقوم وظيفة التبخيس هذه، على اتهام مناضلي ومناضلات هذا الحراك النبيل بأنه يخدم أجندات معينة تختفي وراء مساندة القضية الفلسطينية.وردي على هذا الاتهام، موجه إلى قيادة (( كلنا إخرائيليون )) التي تمول تلك الأقلام المأجورة، وملخصه بالتعبير الصريح والواضح والفاضح هو :نعم لنا أجندات ولكنها غير خفية تتلخص في وحدة النضال في مختلف الواجهات، الإنسانية، والقومية والوطنية، والمحلية، والمجالية. وتكمن هذه الوحدة في الوقوف ضد الظلم والاستعباد والاستبداد والقمع والفساد والحروب والاعتداء على حقوق الانسان كما هو متعارف عليها كونيا. كما تكمن هذه الوحدة في النضال السلمي من أجل العدالة والحرية والكرامة واحترام القانون دوليا ووطنيا.حين نناضل من أجل القضية الفلسطينية، فلأنها أولا قضية إنسانية لا يجادل فيها أحد، ولأنها قضية قومية عاشها أجدادنا وآباؤنا منذ النكبة، وعاشها جيلنا منذ النكسة وتعيشها الأجيال الجديدة منذ كامب ديفيد واتفاقيات أوسلو وتوابعها. ولأنها قضية وطنية بالنسبة للشعب وللدولة المغربية كما هو موثق ومدون في مواثيق الدولة المغربية وتضحيات الشعب المغربي ومواقف الدولة.والنضال لمناصرة القضية الفلسطينية، وجه واحد من وجوه نضال واحد متعدد الواجهات، فقد أعلنت حركة التحرير الوطني الفلسطيني عند انطلاقها في يناير 1965، أنها فلسطينية الرأس، عربية العمق والامتداد، ومضمون هذا الشعار، كما فسره لنا الشهيد عمر بنجلون، ذات لقاء تكويني في نهاية الستينات ونحن شباب، هو ان كل انتصار للقضية الفلسطينية، هو انتصار للشعوب العربية في معاركها المحلية من اجل الديموقراطية والحرية والعدالة والكرامة، وكل انتصار لهذه الشعوب في هذه الواجهات هو انتصار للقضية الفلسطينية في مقاومتها للاحتلال والاستيطان. وبالتالي فإن مناصرتنا للمقاومة هو الوجه الآخر لنضالنا ضد ضد الفساد والقمع والاستغلال. يقول ” الكتاتبية بأجر ” أن لنا أجندات غير معلنة. وأنا أقول كمناصر للقضية الفلسطينية ومقاومتها، نعم لدي أجندة معلنة وغير خفية. فحين أنزل للشارع كي أندد بإخرائيل وتابعيها من المطبيعين والمتصهينين، أنزل أيضا للتنديد بالفساد ونهب الثروة الوطنية والاعتداء على حقوق الانسان والقمع الممنهج ومحاكمات الرأي وحرية التعبير، وأطالب بالكرامة والعدالة والحرية ودولة المواطنة الكاملة. وأمارس الضغط على حكومة بلدي كي توقف التطبيع مع كيان مغتصب همجي لا يشرف المغرب ان تكون له علاقة معه.ما يضر قبيلة (( كلنا إخرائيل )) ويرعبهم أنهم يعلمون اننا على حق. وأن القضية الفلسطينية هي نقطة الالتقاء التي تجمع الإسلامي والعلماني والملحد والليبرالي المتنور واليساري المعتدل واليساري الراديكالي. ومن خلال هذا اللقاء تذوب بعض الثلوج بين هذه المكونات وتفتح أبواب الحوار وتستعيد هذه المكونات الثقة فيما بينها وتستمع وتصغي إلى بعضها حول القضايا التي تهم القضية المفتاح، قضية فلسطين، والقضايا الوطنية التي تعاني منها أغلبية الشعب المغربي، وهي كثيرة وتزكم الأنفاس.ما يضر ويرعب قبيلة (( كلنا إخرائيل )) هو هذه الأجندة المعلنة بالنسبة لي، وهي ان تكون مناصرة القضية الفلسطينية مناسبة لألتقي أنا الاشتراكي الديموقراطي العلماني، بأخ لي، مغربي مثلي من العدل والإحسان، أو رفيق لي من النهج الديموقراطي، أو صديق مقاول ليبرالي القناعات، وأخت محتجبة ورفيقة عارية الرأس والذراعان. وحين نلتقي نؤسس لحوار مدني يبحث عن المشترك قوميا ووطنيا، ويؤجل المختلف حوله ونسمع لبعضنا ونبحث سويا عن أجوبة لأسئلة الأمة العربية والشعب المغربي وآفاق العمل على بلورة مشروع يعيد للنضال بهاءه ويبني ثقة جديدة في جيل جديد من الشباب قادر على المبادرة وخلق البدائل السياسية والفكرية والأخلاقية والتنظيمية لخلخلة ميزان القوى السائد وبناء قوة مجتمعية جديدة تساهم في الجواب على سؤال المغرب إلى أين؟ وأي مغرب نريد؟ليرتح كتاب و” صوحافيو ” قبيلة بني إخرائيل. وليعفوا أنفسهم من البحث عن ما يعتقدونه اتهامات سنسعى للهروب منها والبحث عن دفاعات وهمية لتبريرهالا يا سادة ( رغم انه لا سيادة لكم ) نحن ننزل للشارع بعقل يحمل أسئلة الأمة والوطن من خلال القضية الفلسطينية، وقلب يحمل هموم المغاربة من خلال ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تقتيل وتدمير، ولا حاجة لتبحثوا لنا عن تهمة الأجندات الخفية، فأجنداتنا واضحة وعارية. فحين أندد بنتانياهو وجرائمه، أندد أيضا بكل من يسرق قوت وثروة المغاربة ويكدس عائداتها في ارصدته البنكية، وحين أندد بجرائم التقتيل والتدمير على ارض فلسطين، أندد بسياسات التفقير والتجهيل والتجويع التي يروح ضحيتها المغاربة. ومع شركائي في التنديد والاحتجاج رغم اختلاف مرجعياتنا ابحث عن خرائط الطريق الممكنة، وهذا ما يرعب زعماء الفساد من جهة وزعماء قبيلة بني اخرائيل من الجهة الأخرى. وإذا كان يرعبكم التقاء الإسلامي بالماركسي، والاشتراكي بالليبرالي المتنور، والراديكالي بالمعتدل، نخبركم كي تزدادوا رعبا أن من بين أهداف أجندتنا المعلنة بناء هذا اللقاء وتدشين حوار جديد من اجل مغرب جديد، ولتشربوا البحر ان استطعتم لذلك سبيلا.
