كلمات.. في الحماية الصهيونية مرة أخرى

أندري أزولاي.. عراب الصهيونية بالمغرب .. وهذه أدلتنا ‼️
بقلم : أحمد ويحمان انطلق نقاش حاد عقب المسيرة المليونية التي شهدتها العاصمة الرباط أول أمس الأحد، حيث رفع المتظاهرون شعارًا يدين المستشار الملكي أندري أزولاي ويتهمه بالصهيونية، وهذا الأمر ليس حدثا جديدا مع مسيرة 6 أبريل 2025..بل هو قناعة جماهيرية منذ سنوات عديدة في الفعاليات الشعبية المغربية .. هذا الشعار أثار جدلًا واسعًا، خاصة بعدما تم تداوله في بعض المنصات الإعلامية الموالية للصهيونية، وعلى رأسها صفحة “حانوكا” الشهيرة. وصلتني تدوينة للصحفي سراج الضو (المحترم سابقا)، يقتبس فيها نصًا منشورًا في هذه الصفحة الصهيونية، وكان يدافع فيه عن أزولاي ويستنكر وصفه بالصهيوني. ثم ” فوجئت ” بتلقي نفس التدوينة، حرفيًا، لكن هذه المرة باسم “المؤرخ” جامع بيضا، المدير السابق لمؤسسة”أرشيف المغرب”. هذا التطابق الحرفي بين التدوينتين يثير تساؤلات جدية حول مصدرها الفعلي، ومن المحتمل أنها نُشرت بأسماء أخرى أيضًا. ما يثير الاستغراب ليس دفاع “الصحفي” و”المؤرخ” عن المستشار “الملكي”، فقد سبق لهما إعلان دعمهما للتطبيع مع الكيان الصهيوني في مناسبات عدة، وإنما المثير هو النقل الحرفي للنص دون أي تعديل، وكأنه تعليمات موجهة من جهة واحدة. فمن المنطقي التساؤل: من ينسخ عن من؟ ومن أين جاءت هذه التدوينة في الأصل؟
× محاولة لتغيير مسار النقاش
من الملاحظ أن هذا الجدل أُثير بهدف تشتيت الانتباه عن القضية الأساسية، وهي الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يتعرض له الفلسطينيون على يد الاحتلال الصهيوني وجيش حربه. فبدلًا من التركيز على هذه الجرائم، يحاول البعض افتعال قضايا جانبية، مثل الجدل حول “الإساءة ” للمستشار الملكي.
وهنا يجب أن نطرح بعض الأسئلة المهمة :
- هل رُفع فعلًا شعار ضد أندري أزولاي في المسيرة ؟
- هل أزولاي صهيوني كما يتم وصفه، أم أنه بريء من هذه التهمة؟
- هل يجوز انتقاد أزولاي بصفته مسؤولًا مغربيًا، أم أنه مُحصّن ( intangible ) فوق النقد ؟
- هل الحماية والحصانة التي يتمتع بهما أزولاي تعودان لكونه مستشارًا ملكيًا أم لكونه يهوديًا_صهيونيًا..؟
× السياق الأخطر: الحماية الصهيونية للمغرب
ليس سرًا أن المرصد المغربي لمناهضة التطبيع دأب منذ سنوات على التحذير من الاختراق الصهيوني للمغرب. وقد توالت تصريحات عدد من الشخصيات السياسية والفكرية، من مختلف التوجهات، تحذر من هذه الظاهرة، ومن بينهم :
امحمد الخليفة (القيادي الاستقلالي والوزير السابق ..
بنسالم حميش، لمفكر والوزير الاشتراكي السابق .. القيادي الإسلامي، فتح الله أرسلان ..
أنيس بلافريج، السياسي اليساري وبن الوزير الأول الأسبق أحمد بلافريج ..خديجة رياضي، الناشطة الحقوقية، صاحبة الحائزة الدولية المشهورة …) .. كل هؤلاء وغيرهم تحدثوا صراحة عن “الحماية الصهيونية” المتغلغلة في المغرب، والتي أصبحت واقعًا ملموسًا.. بل إن الحديث يدور عن بدأ الاستيطان والاحتلال (عبر وسائل ناعمة و غير ناعمة)… ‼️
× أندري أزولاي: كبير الصهاينة في المغرب
عند الحديث عن صهيونية أندري أزولاي، لا بد من الإشارة إلى بعض الحقائق التي تثبت ارتباطه العميق بالمشروع الصهيوني، والذي جعل المناضل التقدمي، يعقوب كوهين يصفه عن حق ب؛ كبير الصيانيم( أي المتعاونين مع كيان الاحتلال الصهيوني) :
- توشيحه بوسام الشرف الرئاسي من الكيان الصهيوني، قبل أيام معدودات، من بدء العدوان والمحارق على غزة، حصل أزولاي على وسام الشرف الرئاسي من رئيس الكيان الصهيوني إسحاق هرتسوغ شخصيا ‼️، وهو نفسه الذي يوقع على الصواريخ، قبل إطلاقها لتمزيق وإحراق اجساد وجثث الأطفال الفلسطينيين في غزة .. وهو الوسام الذي ما يزال يطوق عنق أزولاي بأشلاء و عظام أطفال غزة دون أن يعبر صاحبه عن نقد ذاتي أو اعتذار او الغاء الوسام ..الى حدود كتابة هذه السطور .
- توشيحه بوسام “شعلة إبراهيم” ( la torche d ‘ Abraham ) من الحاخام الأكبر شلومو عمار، تأكيدًا على دوره في الاختراق الروحي للمجتمع المغربي.
- تنظيمه “منتدى الدار البيضاء لتوحيد الهياكل”، الذي جمع بين وزراء مغاربة ومسؤولين صهاينة لتوثيق العلاقات الاقتصادية، لا بل وربط وتوحيد الهياكل بهياكل الكيان وحتى القطاع الخاص هنا وهناك من خلال ” المستثمرين ” الذين أحضرهم لربطهم ومصالحهم بالرأسمال الصهيوني الجشع.. لا بل إنه تجاوز حتى قواعد البروتكول واستضاف رئيس الكيان الإرهابي هرتسوغ ومكنه من مخاطبة المنتدى والوزراء والمستثمرين عن طريق الفيديو كونفرانس ، في غياب لرئيس الدولة؛ الملك، وكأنه هو رئيس الدولة وليس مجرد مستشار له !!!
- علاقته بمشروع “الهولوكوست” في آيت فاسكا، ضواحي مراكش.. ( الذي كان لتقارير المرصد المغربي لمناهضة التطبيع الدور الأبرز في تحريك السلطات لهدمه في اكتوبر 2019)، حيث أكد صاحب المشروع، الألماني بيانوفسكي، أنه أطلقه بترتيب مع أزولاي . وعندما سُئل عن لا قانونية مشروعه الماسوني والقائم على الشذوذ الجنسي ودعارة الأطفال، la pédophilie ، باعتبار عدم توفره على رخص البناء والربط بشبكة الماء والكهرباء والهاتف … الخ، أجاب : لقد أعلمت أزولاي !!!
- تدخله المباشر لحماية “المخرج” المدعو هشكار، الذي صور فيلمه الدعائي الصهيوني “تنغير – جيروزاليم” خارج القانون، وقال في تصريح له ( نشرناه، بالصوت والصورة، في المرصد) بأنه صور فيلمه دون ترخيص، وأضاف أنه حين جاءه باشا تنغير ليمنعه من التصوير بسبب عدم توفره على الترخيص من المركز السينيمائي المغربي، ما تطلب له الأمر سوى مكالمة هاتفية قصيرة إلى اندري أزولاي، وما هي إلا دقائق حتى انسحب الباشا إلى حال سبيله !!!
- إصراره على تنظيم نشاط حيا فيه ورفع علم ونشيد الكيان الصهيوني (هاتيكڤا) في مسرح محمد الخامس بالرباط وعزفه نشيد كيان الاحتلال والإبادة الجماعية .
- استقباله واحتفاؤه بالصحفي الصهيوني “سيريل أمار” من قناة “أوريون” الذي انجز روبورتاجا عن عمالة الملك الراحل الحسن الثاني لكيان الاحتلال الصهيوني خلال القمة العربية بالدار البيضاء سنة 1965 وهو ما أعطى نكسة 67 و احتلال القدس و هدم حارة المغاربة… ‼️‼️
- أندري أزولاي الذي يأتي بالصهاينة القتلة إلى المغرب لفرضهم علينا باسم “التعايش” و”التسامح” و”السلام”، لم نسمعه يوما يقول كلمة واحدة في إدانة الإجرام الصهيوني الذي يهز العالم كله .. لم تحركه جثثت عشرات الآلاف من الأطفال يتم تشتيتها اشلاء في الهواء وسط النار والغبار ! لم ينبس بكلمة واحدة تعليقا على مشاهد الكلاب تأكل جثامين الشهداء بين الأنقاض والردم غزة !!!
إن الأيادي الأخطبوطية الصهيونية لأزولاي لم توفر أي قطاع من القطاعات، في السياسة، في الاقتصاد، في التعليم والبحث العلمي، في الثقافة، في الإعلام … الخ حتى في الذاكرة الوطنية بالدفع بجامع بيضا على رأس “أرشيف المغرب ” بهدف تهويد الذاكرة الوطنية وصهينتها، وهو ما يفسر انتفاض بيضا للدفاع عن صاحب نعمته ! . - اندريه آزولاي هو الذي أشرف و احتضن و رعى ما يسمى “برنامج علاء الدين” الصهيوني لتدريس الهولوكوست في برامج التعليم منذ اواسط 2009 غداة محرقة غزة 2008 .. عندما انفجر فيه الراحل الكبير اليهودي التقدمي الوطني الأصيل “ادمون عمران المالح” بالمكتبة الوطنية خلال النشاط الصهيوني بشراكة بين آزولاي و سفارتي فرنسا وايطاليا بالرباط… حيث قال ادمون كلمته التاريخية: انني اشم رائحة اللحم المشوي لأطفال غزة هنا بالقاعة .. ولن أشارك في أكذوبة الهولوكوست.. لأن الهولوكوست الحقيقي هو في غزة‼️
× آخر الكلام
إن الحقائق التي تم استعراضها هنا تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن أندري أزولاي ليس مجرد مسؤول رسمي مغربي يهودي، بل هو شخصية صهيونية العقيدة والمسار والأجندة و الأهداف، نافذة بمفاصل الدولة مركزيا وقطاعيا ..تعمل على تنفيذ أجندة الاختراق الصهيوني في المغرب. وما إثارة الجدل حول “الإساءة إليه” إلا محاولة لحرف الأنظار عن هذه الحقيقة الخطيرة… واصطناع فقاعة ابتزازية للقوى المدنية الوطنية التي لا يمكن المزايدة عليها في احترام الاختلاف و التسامح و التعايش… وهي المفاهيم التي لا يهدد وجودها بالمغرب إلا السرطان الصهيوني..و أدواته فقط. وليس أحرار الوطن والجماهير الشعبية الواعية في المسيرات الوطنية‼️
إن تصاعد نفوذ الصهاينة في المغرب، ووصولهم إلى مستويات غير مسبوقة من التحكم والتأثير، درجة سب الرسول ص ونعته بالصهيوني ودرجة سب الملك ووصفه وأسرتُه باليهود والادعاء والترويج لانعدام أي علاقة لهم بآل البيت دون أية مساءلة .. إن كل هذا يستدعي يقظة وطنية عاجلة لوقف هذا الاختراق الذي يهدد أمن البلاد واستقرارها.
إن أزولاي ليس فوق النقد، ولا ينبغي أن يكون هناك محظور على فضح علاقاته الصهيونية. فالخطر الذي يمثله على المغرب لا يقل عن خطر التطبيع نفسه، بل هو تجسيد عملي له ..
وآخر دعوانا أن اللهم اسق عبادك وبهائمك !
× باحث في علم الاجتماع السياسي، ورئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع .

