حيمري البشير

كلام في ظل مايجري في غزة

أسئلة كثيرة تزعجني شخصيا وتزعج المسلمين الهاربين من القمع وغياب الحرية في بلادهم،لكنهم أصبحوا اليوم يعيشون عذابا أليما أقسى من المحن وقسوة الطبيعة ،وانعدام الخبز والماء والهواء النقي ،سكان غزة يتعذبون في الحياة قبل اليوم عفوا بل غالبيتهم يتساقطون بالآلاف شهداء عند الله في غياب العدالة الإنسانية لكنهم سعداء بالشهادة ،ومطمئنون بأن حياتهم في الآخرة ستكون أفضل من حياة الذل والهوان وسط قوم وعشيرة عاشت قبائل متناثرة لا قيمة لها لا نخوة عربية ولاسيادة أتحدث هنا عن جيران غزة الذين بصدق لا صلة لهم بالقيم الإسلامية ،أتحدث هنا ،عن أم الدنيا ،مصر ،والأردن والسعودية ولبنان وسوريا دون أن أنسى إيران الشيطان الأكبر وساعته اقتربت وكلهم ينتظرون دورهم ،وشتاتهم سيصبحون كثر في عالم سيحسون فيه أكثر بالذل والهوان كما نعيشه اليوم نحن لأننا نتألم بما يجري من قتل ودمار وتجويع وحتى إغلاق الحدود في وجههم لإنقاذ حياتهم وحياة صغارهم طمعا وبحثا عن حياة أفضل في بلدان الحرية والعدالة الإنسانية،الحرية التي يتغنون بها محرمة عندما يتعلق الأمر بانتقاد الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بالتطهير العرقي الذي تحدثوا عنه في كتبهم ودساتيرهم .غزة العزة أتساءل من نسب هذا المصطلح الفضفاض لغزة الجريحة التي لم يعد باطن أرضها يتحمل شهداء .هل في علمكم أن في غزة أصبحت خالية من المستشفيات ولا حتى السجون فالمجرمون أصبحوا طلقاء ،لأن العدو أصبح يستهدفهم ليقضي على الجريمة التي كانت متفشية في مجتمع غزة بسبب الحرمان من كل ظروف الحياةالراقية التي ينعم فيها كبار القوم .غزة لم تعد عاصمة المجاهدين الشرفاء بل مدينة الأشباح والأرواح التي مازالت تحت ركام العمارات والمدارس ومراكز الأونوروا ،بكيت لما شاهدت امرأة فلسطينية حية ترزق وجدت جثة ابنها ،أوزوجها تعانقه وهي تبكي بحسرة لأنها لم تمشي في جنازته ولم تودعه لمثواه الأخير فالمقابر في غزة امتلأت عن آخرها ،لم تعد مساحات متبقية لتدشين مقابر جديدة وحتى المساجد استهدفتها الطائرات الإسرائيلية عفوا الأمريكية والبريطانية والفرنسية وربما حتى المصرية لانعلم لأن السكوت فيما يجري ليس علامة الرضى كما يقولون .ماتت غزة وماتت النخوة العربية ،ودفنت العزة من زمان وسكت العرب والعجم عن المذابح التي تقع في غزة فأصبحت الأمور عادية وعم الصمت مجلس الأمن والأمم المتحدة ،وأصيب الأمين العام بالبكم ،بعودة ترامب للبيت الأبيض.لم يعد هناك لا شرقية ولا غربية الجميع سواسية في البحث عن المصالح والمال وقيادة القطيع وأقصد هنا العالم إلى الهاوية حيث تغيب العدالة الإنسانية،والروح الوطنية ،لم يعد هناك ضمير نستنشقه ولوأن الهواء أصبح مصطلح مجازي غير موجود في عالم اليوم . العرب ماتوا جميعهم مسلمون ولادينيون ،أقصد العلمانيون الذين لم يعودوا يفكرون في قيادة العالم اليوم.بات شيوخ كانوا بالأمس يتنافسون من يقود العالم كانوا يتظاهرون بالأمس بأنهم أعداء أقصد بوتين وترامب لقد شاخوا ويتقاسمون الغنيمة المتبقية فيما بينهم وسط ذهول الأتباع الذين احتاروا اليوم وراء من يتحالفون ويتقاسموا الغنيمة .المتبقية في غزة العزة مصطلح يتقاسمه الفلسطينيون الذين قدموا ضريبة النضال ومازالوا غزة العزة مصطلح جديد لا أدري ماذا يقصدون بالعزة وغالبيتهم يعيشون الذل والهوان وسط أمة وهبها الخالق كل ما يتمناه المرئ في حياته إلا الذل والتشرد والهوان.مات ضمير الأمة لا أتحدث عن من يقودون سفينة الأمة الإسلامية ،لم تعد هناك عزة ولانخوة عربية أوإسلامية .وهنا أتوقف لأني لم أقوى على الكلام ولا على التعبير عن مواجعي وآلامي وكل مايجري في غزة العزة.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID